عيد الأم

أمهات يتحدثن عن لحظات كرهن فيها "الأمومة"

"كاذبات هن من يقلن بأنهن لم يكرهن الأمومة ولو للحظة"
tanaphong-toochinda-9x3jGcu3qQ0-unsplash

انتشر في الآونة الأخيرة في تطبيق التوك توك  فيديو لأحد الأمهات، وهي تبكي وتشتكي من صعوبة الأمومة. البعض كان داعماً، وإن كان آخرين اعتبروا أن الأم تبالغ بردة فعلها وأنه ما كان عليها بأن تكون أماً من الأساس.

بعيداً عن الصور النمطية التقليدية، الأمومة تأتي مع ضريبة عاطفية ونفسية وجسدية عالية. والأمر الأصعب هو أن الأمهات عادة ما يخشين التعبير عن أنفسهن، سواء الاعتراف بشعورهن بالإرهاق والتعب، أو عدم حصولهن على الرعاية المناسبة ضمن العائلة وفي المجتمع. ويصبح الضغط مضاعفاً مع انتشار تلك الصور السعيدة لأمهات مؤثرات على وسائل التواصل، في الوقت الذي تشعر بعض الأمهات بالندم (ربما للحظات) على قيامهن بأخذ قرار انجاب أطفال. كما أن الحجر المنزلي الذي تسبب به فيروس كورونا مع إغلاق الحضانات والعمل من المنزل، أضاف الكثير من الضغط على الأمهات بشكل خاص. في عيد الأم، قررت التحدث إلى عدد من النساء وسؤالهن عن لحظات كرهن فيه الأمومة

إعلان

"لم أكن أي مشاعر لأبني لشهور بعد ولادته"
"خلال فترة الحمل كنت في أشد حماسي بأن استقبل طفلي بين ذراعي، ولكن الأمر اختلف تماماً بعد الولادة. أول ما فكرت به عندما رأيت طفلي كان: ما الذي فعلته بنفسي؟ لن أكذب، كان لدي تخوف من نوع الأمهات الذي سأصبح عليه، وكيف سيؤثر ذلك على أطفالي في المستقبل، والتغيير الجذري في شكل حياتي التي لن ترجع لسابق عهدها. كل هذه الأفكار تراكمت في عقلي بعد الولادة. وكانت الصدمة أنني لم أشعر بأي مشاعر تجاه طفلي في البداية، كنت اهتم به من ناحية المسؤولية كأم لا أكثر، ولكن لم أستطع الشعور بالترابط مع ابني، وشعرت بأنني أم قاسية. كنت أغرق في بحر من المشاعر المتبلدة الممزوجة بالألم الجسدي والنفسي والشعور بالذنب والحرمان من النوم. تغير الأمر بعد حوالي شهرين، طفلي الآن هو كل حياتي. لقد تجاوزت تلك الفترة الصعبة بالدعم الكامل من زوجي وأهلي. الوضع لا يزال صعباً، الأمومة ليست سهلة، لكن كل التعب يزول عندما أرجع للبيت، وأراه يقفز بين أحضاني، عندها أشعر أنني حققت كل ما أريد."- سارة، 30، معلمة 

"ايش جابني للضيم كنت مدللة"
"كاذبات هن من يقلن بأنهن لم يكرهن الأمومة ولو للحظة. أنا أحب أطفالي ومستعدة بأن أضحي بكل ما أملك في الحياة من أجلهم، لكن تحدث مواقف ولحظات تجعلني أردد في ذهني "لماذا رميت نفسي إلى التهلكة؟" أكثر فترة كرهت فيها الأمومة كانت عندما كنت أربي إبنتي وأنا حامل بطفلي الثاني، لن أنكر مساندة أهلي وزوجي لي، لكن هذا لم يكن كافياً. كنت اتفاجأ بدوامات من الاكتئاب عندما أجد نفسي وحيدة في البيت، طبعاً لا أستبعد بأن سببها تقلب الهرمونات. ولكن بشكل عام، الأمومة صعبة، ولا تزال تمر علي أوقات أسأل فيها نفسي فيه "ايش جابني للضيم، كنت مدللة." -شما، 25، ربة منزل  

إعلان

"فرحت بأن مرحلة الحمل انتهت، لكن بدأت المرحلة الأصعب"
"لا أحد يخبركِ بأن الأمومة هي وظيفة بدوام كامل، أنا أم عزباء وتعذبت كثيراً في فترة الحمل، وكنت سعيدة جداً بانتهاء هذه المرحلة. لكن وعيت على أن المرحلة الأصعب بدأت. أصعب الأمور بالنسبة لي هي فترة الرضاعة، لقد أخذت كل طاقتي وكنت أشعر بكم هائل من الألم، وكأنه ينخر في عظامي. في تلك الفترة حُرمت من ساعات النوم. وكنت أصحو مجهدة في الصباح، ولم أكن قادرة على العمل أو فعل أي شيء. تحسن الوضع قليلاً لاحقاً، ولكني لا أزال أحاول طوال الوقت دفع نفسي لأكون أقوى وأفضل من أجل إبني." - سارة، 26، موظفة مستقلة

"لا نكره الأمومة لكن التربية هي عالم مجهول" 
"الأمومة هي نعمة من الرب وهي بلا شك تغير حياة المرأة في مختلف النواحي. برأيي أن أصعب ما في الأمومة هي التربية، لأنها عالم مجهول، فنحن لا نقرر كيان أو شخصيات أطفالنا. الوضع أشبه بغرس بذرة مجهولة لا نعلم كيف ستبدو ثمارها، وهذا ما يستحوذ تفكيرنا وطاقتنا، فنحن كأمهات نحاول طوال الوقت أن نتقن دورنا في تعليم أطفالنا أسس الحياة والعادات السليمة. لن أنكر بأنني كنت أعاتب أمهات بعض الأطفال الشقيين، لكن ذلك كله تغير بعد أن أصبحت أماً، فهمت واستوعبت صعوبة المهمة. لكنني لا أرى أن الأمر قد يصلك للكراهية، ولكننا نشعر كأمهات بأننا نحمل حملاً ثقيلاً على أكتافنا طوال الوقت."- هدى، 37، موظفة حكومية

"يجد ابني نفسه بين جدران غرفته معاقباً دون أن يعرف السبب"
"لا أدري اذا كنت استطيع ان استخدم كلمة كره، لأنها لا تعبر حقيقة عن ما أشعر به، الأمر هو عبارة لحظة الانفجار بعد تراكم التوتر والضغوطات من الالتزامات المنزلية والزوجية والمهنية تحت سقف ضيق الوقت. قد يحصل أحياناً أن أفقد صبري عندما يقوم ابني بمناداتي تكراراً ومراراً بعد قيامي بتجاهله. هنا تتلون مشاعر الارتباك والصدمة على وجهه عندما يجد نفسه بين جدران غرفته معاقباً دون أن يعرف السبب. لن يفهم أحد الكم الهائل من الضغوطات التي أمر بها خلال اليوم، وبدون وجود الدعم الذي احتاجه، خصوصاً في فترة الوباء حيث زادت المسؤولية بسبب الدراسة عن بعد، وعلي التنسيق والاهتمام بابني الآخر الذي يحتاج اهتماماً أكبر لصغر سنه. لكن في النهاية اسيطر على الوضع بالاعتذار من ابني وإخباره بأنني اخطأت في حقه: ماما تحاول تسوي كل شي وتعبت شوي، أنا آسفة. ويرد علي :أنا أحبك ماما أنا بساعدك." - ام ناصر، ٣٢، موظفة حكومية

"شعرت بأنني ظلمت نفسي"
"لم أعرف كيف أتعامل مع طفلي الأول، كل شيء كان جديداً بالنسبة إلي، كانت لدي فكرة مغلوطة بأن الأمومة سهلة، لكن الواقع أثبت عكس ذلك. كيف يمكن التعامل مع طفل لا يتكلم أو يعبر عن احساسه أو احتياجاته؟ شعرت بأنني ظلمت نفسي في اتخاذ قرار الإنجاب، وأنني لن أكون تلك الأم المثالية، لكن الحمدلله تلاشى هذا الشعور مع مرور الوقت، وصرت أفهم احتياجاته. الأمومة تحتاج الكثير الصبر، وكذلك الكثير من التثقيف والتوعية حتى نكن مستعدات لهذه التجربة." - نورة، 31، رئيس وحدة 

"شعرت بالفشل كأم جديدة"
"عانت ابنتي الأولى من الأكزيما وهي بعمر الشهرين، وحاولت التعامل مع انزعاجها عندما كانت رضيعة، لكن انقلب الأمر إلى الأسوأ عندما كبرت حيث كانت تحك بشرتها كل ليلة، كنت أستيقظ على بكائها وأجدها بجروح على ذراعيها وساقيها. كنت أشعر بالعجز الشديد والإحباط من نفسي وحاولت فعل كل شيء، من مواعيد لا تنتهي مع أطباء، إلى تغيير نظامها الغذائي ووضع خطط صارمة للغاية، وعلى الرغم من ذلك فقد أحرزت تقدمًا ضئيلًا للغاية. كانت هذه حياتي لمدة عامين حيث شعرت بالفشل كأم جديدة، لم أستطع مساعدة ابنتي، وكنت غاضبة من نفسي. رأيت بصيص الأمل حين أوصى أحد الأصدقاء طبيبًا مشهورًا وبدأت ابنتي بالتحسن. أشعر بالسعادة لتجاوزي تلك الفترة، ولا أتمنى تلك المعاناة لأي أحد." -دنيا، 25، مديرة