بيئة

وصل عدد سكان الأرض إلى 8 مليار، ولكن لا داعي للقلق من الزيادة السكانية

النمو السكاني للبشرية هو حاليًا في أبطأ معدل له منذ عام 1950
dibakar-roy-s7ZU6WjCD_c-unsplash
تتوقع الأمم المتحدة أن تتفوق الهند على الصين لتكون أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان العام المقبل.الصورة: unsplash

"8 مليار شخص وما زلت وحدي."

رسمياً، وصل عدد سكان الأرض لـ 8 مليار. بعد 11 عامًا فقط من وصول عدد سكان العالم إلى 7 مليار، قد يبدو كما لو أن عدد الأشخاص في العالم ينمو بوتيرة أسرع من أي وقت مضى. ولكن، في الواقع، فإن معدل النمو آخذ في الانخفاض وهو حاليًا في أبطأ معدل له منذ عام 1950، حيث أصبحت معدلات الخصوبة الآن أقل من مستويات الإحلال - المقدار المطلوب للحفاظ على السكان - في معظم أنحاء العالم.

إعلان

ومن المتوقع أن يستغرق الأمر حوالي 15 عامًا - حتى عام 2037 - حتى يرتفع عدد السكان إلى 9 مليارات، في إشارة إلى تباطؤ معدل النمو الإجمالي لسكان العالم.

حالياً، أكثر من نصف الزيادة المتوقعة في عدد سكان العالم حتى عام 2050 ستتركز في ثمانية بلدان فقط: الهند، مصر، الكونغو، إثيوبيا، نيجيريا، باكستان والفلبين وتنزانيا. وتتوقع الأمم المتحدة أن تتفوق الهند على الصين لتكون أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان العام المقبل.

هناك مجموعة من الأخبار الجيدة والسيئة التي تقود هذه الاتجاهات. الحد من الفقر وعدم المساواة بين الجنسين وزيادة الوصول إلى الرعاية الصحية وانخفاض معدلات الوفيات يعني أن السكان يعيشون لفترة أطول. في المقابل، يرى كثيرون أن الحد من النمو السكاني أمر حيوي لمواجهة الكوارث البيئية المختلفة، ولكن دعوة الدول الغربية الغنية الدول ذات الدخل المنخفض للسيطرة على سكانها باسم حماية البيئة هو "أمر منافق" بالنظر إلى أن للأثرياء آثار بيئية أكبر بكثير من معظم سكان الكوكب.

على الرغم من أن النمو السكاني يضخم الأثر البيئي للتنمية الاقتصادية، يشير خبراء إلى إن ارتفاع دخل الفرد هو المحرك الرئيسي لأنماط الإنتاج والاستهلاك غير المستدامة. البلدان التي لديها أعلى معدل لاستهلاك الفرد من الموارد المادية وانبعاثات غازات الاحتباس الحراري هي تلك البلدان التي يكون فيها دخل الفرد أعلى، وليس تلك التي يرتفع فيها عدد السكان. البلدان الفقيرة ذات معدلات الانبعاثات المنخفضة ليسوا مسؤولين عن التدهور البيئي، لكن عليهم أن يواجهوا عواقب الاستهلاك المفرط للموارد الطبيعية في الدول الغربية.

إعلان

لا شك أن النمو السكاني البطيء سيساعد في التخفيف من التدهور البيئي، إلى أنه يعني كذلك وجود عدد أقل من الأشخاص في سن العمل وزيادة عدد كبار السن وهو الأمر الذي يمثل تحديًا اقتصاديًا كبيرًا. في أجزاء كثيرة من العالم، تحتاج الحكومات إلى أن تكون جاهزة للتعامل مع شيخوخة السكان، حيث تشير تقديرات إلى أنه بحلول عام 2030 سيكون 1 من كل 6 أشخاص في العالم يبلغ من العمر 60 عامًا أو أكثر.

وقال داريل بريكر، الرئيس التنفيذي في إبسوس للشؤون العامة وزميل في كلية مونك للشؤون العالمية والسياسة العامة في جامعة تورنتو لـ CBC: "هذه هي المرة الأخيرة التي سنتحدث عن زيادة في عدد سكان الأرض، سيبقى العدد ما بين ثمانية وتسعة مليارات، وبمجرد وصولنا إلى ثمانية أو تسعة مليار نسمة، من المحتمل أن يبدأ عدد السكان بالانخفاض أكثر."

بشكل عام، يمكن معالجة قضايا الاكتظاظ السكاني من خلال زيادة الوصول إلى التعليم وتحديد النسل، ولهذا من الضروري التأكيد على حق النساء امرأة بالوصول لوسائل منع الحمل المناسبة، حيث تشير التقارير إلى أن نصف حالات الحَمل العالمية غير مخطط لها، وما يقرب من ربع النساء ليس لديهن وكالة كافية لرفض ممارسة الجنس.

وبحسب تقرير الأمم المتحدة تنتهي أكثر من 60 في المئة من حالات الحمل غير المخطط بالإجهاض، ويُقدر أن 45 في المئة من جميع حالات الإجهاض غير آمنة، مما يتسبب في 5 إلى 13 في المئة من مجموع وفيات الأمهات في العالم.

٨ مليار نسمة هو بالفعل رقم ضخم، لكن المشاكل التي يمثلها ارتفاع عدد السكان ليست مرتبطة بالعدد - بل تتعلق بكيفية توزيع الثروة والوصول للموارد الأساسية بشكل عادل للجميع.