FYI.

This story is over 5 years old.

علاقات

تحدثنا مع أهل الحب عن سيرة الحب في السعودية

نصيحتي: لا تكون أعمى عن رأي الناس بشريكك
السعودية
الصورة مقدمة من رنين بخاري

يقول نزار قباني: "الحب للشجعان. الجبناء تزوجهم أمهاتهم." إما أن قباني أخطأ التعبير، أو أن غالبية العرب "جبناء" على حد وصف قباني. لا يزال عدد كبير من الشباب العربي يعتمدون على أمهاتهم أو أقاربهم عند اختيار شريك الحياة، ولكن هناك من يتجرأ على الخروج من العادات والتقاليد ويعزم على اختيار شريك حياته بنفسه. التقينا مع عدد من هؤلاء "الشجعان" و"الشجاعات" الذين أحبّوا فتزوجوا. نشرنا الاسبوع الماضي قصة آلاء بلخي وعصام حميد الدين. واليوم نتحدث الى رنين بخاري وهشام فقيه. رنين هي قَيمة فنون ومؤسسة المنصات الفنية "هنا آرت" و"لاود آرت،" أما هشام فهو ممثل وكوميدي وكاتب، مثّل في الفيلم السعودي "بركة يقابل بركة،" الذي تم ترشيحه من قبل الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون للمنافسة على جائزة الاوسكار.

إعلان

VICE عربية: كيف بدأت علاقتك مع هشام ومن بادر بها؟
رنين: تعرفنا أولاً على تويتر، فقد كان لدينا أصدقاء مشتركون وبدأنا نتحدث على تويتر قليلاً. ثم ذهبت في رحلة إلى نيويورك، حيث كان يعيش هشام، وتقابلنا هناك وجهاً لوجه للمرة الأولى. حاول هشام أن يسألني للخروج معه، ولكني لم أتجاوب لذلك، فلم أكن متأكدة من مشاعري تجاهه. وأيضاً، لم يكن هشام مقيماً في السعودية وقتها. ولكن، بعد انتقاله للعيش في الرياض تغيرت الأمور وأصبحنا نلتقي أكثر حيث كنا نقضي معظم أوقاتنا بصحبة بعض في البحرين أو كنا نسافر معاً إلى الكويت ودبي لحضور فعاليات ومناسبات فنية مختلفة.

هل كان والديك على علم بعلاقتك بهشام؟
نعم، والديّ يعلمان تقريباً كل شيء عن حياتي. عندما قابلت هشام في نيويورك، والديّ كانا معي وتناولنا الغداء سوياً، واستلطفا هشام للغاية. فهشام لبق ولطيف في تعامله مع الناس والوالدين بشكل خاص. بعد ذلك، لم يمانعا خروجي مع هشام، بالعكس كانا يشعران بالراحة.

متى عرفتي أنك تريدين أن تكوني مع هشام؟
كان هناك لحظات كثيرة جداً، ولكن أعتقد عندما تسافر مع شخص يمكنك أن ترى حقيقته أكثر من مجرد خروجك معه كل ليلة لتناول وجبة العشاء. ذهبنا إلى عُمان بمناسبة العيد مع أحد الأصدقاء، واسمه محمد الكندي -المعروف بلقب شندي- ودعانا لتناول غداء العيد في بيت جدته، فذهبنا سوياً. لم نكن مخطوبيْن أو أي شيء من هذا القبيل. بعد تلك الرحلة إلى عمان ورؤيتي لمدى “رَوَقان” هشام وسهولة تواجدنا مع أصحابنا كلهم، أدركت أنني أريد أن أكون مع هذا الرجل وأريد أن أعيش معه.

أصبحت العلاقة أكثر جدية بعد رحلة عُمان؟
في الحقيقة، نعم. قررنا أن نتزوج بعد رحلة عُمان مباشرةً. كان ذلك بعد سنة من بداية مواعدتنا، وقررت أني أريد أن أعيش مع هذا الرجل، والخطوة الطبيعية في مجتمعنا هي الزواج. بينما في أي مجتمع آخر، الخطوة الطبيعية هي العيش سوياً. التسلسل يكون هكذا: تحب شخص، تجرب العيش معاً، وإن نجح ذلك، تتزوج. ولكن بالطبع هذا شيء لا يمكننا فعله هنا، فقلت لهشام: "أريد أن أعيش معك. ربما علينا أن نتزوج؟" ورد: "تعجبني هذه الفكرة. لنقم بذلك." أجرينا هذه المحادثة في أكتوبر وتزوجنا في ديسمبر.

إعلان

ذكرتي أنك سبق وأن مررتي بتجربة زواج قبل زواجك من هشام. هل كانت تجربتك الأولى في الزواج مدبرة أم أنتِ من اخترتي شريكك السابق؟
لا، كنت واقعة في الحب تماماً وكلانا كنا حقيقةً واقعين في الحب. ولكن أعتقد أننا كنا صغيرين للغاية، فكنت في الواحدة والعشرين عندما تزوجت وتطلقت بعد زواجي بفترة قصيرة. تزوجنا بسبب المجتمع ولأن هذه هي الخطوة الطبيعية للمتحابين. لا أعرف لماذا تزوجنا، ولكننا تزوجنا. أعتقد أنها كانت تجربة تعليمية ممتازة. إن عاد بي الزمن، لن أغير ما حصل، لأنها كانت تجربة فتّحت عيني لما أريد وما لا أريد. أصبحت أكثر دراية بالأشياء التي يمكنني أن أتحملها والأشياء التي لا يمكنني أن أتحملها، وأعد نفسي محظوظة لأنني تعرفت على هذه الأشياء.

شيء مهم بالنسبة لي بالشريك هو كيفية معاملة شريكك للنساء في حياته، سواء أمه أو أخواته أو خادمة المنزل. هذه إشارات كبيرة لكيفية تعامله معك لاحقاً

ما هي الأشياء التي اكتشفتي أنك لا يمكنك تقبّلها في شريكك؟
لا يمكنني أن أكون مع شخص يتحكم بي أو يملي علي ما يجب أن أفعله بأي شكل كان. اكتشفت أن ذلك ينفرني للغاية ويجعلني شخص سيء؛ عندما يملي علي شخص ما يحب أن أفعل، قد انصاع، ولكني سأتمرد بطرق غبية. كما أنني لا أتحمل الناس اللئيمين مع العمال، سواء من النادلين أو الناس الذين يعملون في منزلهم كالسائق والخادمة. لا أتحمل العنصرية المبطنة. هناك ناس كثيرون ينكرون أنهم عنصريين ولكن واضح جداً من طريقة كلامهم أنهم عنصريين، ولا يمكنني تحمل ذلك أبداً. عائلتي نصف هندية، فعندما أرى ناس يتعاملون بدناءة لجنسيات يعتبرونها "أقل من جنسيتهم” ذلك ينفرني للغاية.

برأيك، هل أصبحت الزواجات المدبرة أقل جاذبية للجيل الشاب؟
لا أعتقد أنها أقل جاذبية، ولكن هناك عدد أكبر وأكبر - بسبب الإنترنت - من الناس الذين يقابلون أشخاص بطرق غير تقليدية. ومن ثم يتزوجون زواج "مدبر" زائف. هذه الظاهرة متواجدة: هناك عدد كبير من الزواجات التي كان لديها تاريخ مخفي (أو على الأقل مخفي عن الوالدين). ولكن لا أعلم، أنا متأكدة أن هناك دوائر حيث الزواج المدبر هو الخيار الوحيد، فلا أعتقد أنه أقل جاذبية بالنسبة لهم.

نصيحة تقدمينها للشابات والشباب فيما يتعلق بالحب وإيجاد الشريك؟
نصيحتي هي لا تبحث عن شريكك، شريكك سيجدك. ستصادف شريك عاجلاً أو لاحقاً. فقط اشتغل على نفسك. عليك أن تجد مكانك في الحياة وما تحب عمله. كن اجتماعياً، سواء في وسائل التواصل الإجتماعي أو مع الناس وجهاً لوجه. لا تحكم على شخص قبل أن تتعرف عليه جيداً. وشخصياً أرى أنه عندما تشتغل على نفسك، وتشعر بالثقة في نفسك، وتقع في حب نفسك، سيرى الآخرين ذلك ويعجبون وينجذبون إليك.

أما عن اختيار الشريك المناسب، لأنني مررت بتجربتين مختلفتين تماماً، يمكنني أن أقول: لا تكون أعمى عن رأي الناس بشريكك. فإذا قال لك شخص: "لا أعتقد أنكم تصلحون لبعض، أنتم تتخاصمون كثيراً، شريكك لا يعاملك بطريقة جيدة،" هذه نصيحة يجب عليك أن تسمع لها وأن تتقبلها وأن لا ترميها جانباً بحجة "أنتم لا تفهمون." فالكثير من الناس وجهوّني سابقاً وكنت أرد: "أنتم لا تفهمون، أنا أحبه، هذا هو من أحب." ولكن بعد أن أصبحت مع ذلك الشخص وعشت معه، بدأت أفهم أن تلك الأشياء ربما كانت صحيحة. هذه هي أكبر نصيحة يمكن أن أقدمها: لا تكن أعمى في الحب بدون أن تستمع لما يقوله الناس. خصوصاً أشخاص تحبهم، ويهتمون بمصلحتك، وتثق برأيهم. وشيء آخر بالنسبة لي هو كيفية معاملة شريكك للنساء في حياته، سواء أمه أو أخواته أو خادمة المنزل. هذه إشارات كبيرة لكيفية تعامله معك لاحقاً. فإذا حظيتِ بلمحة لذلك العالم ورأيتِ أنه يعاملهم بطريقة غير جيدة فهو حتماً لن يعاملك بطريقة جيدة لاحقاً.