فيلم

حوار سريع مع رامي علام عن مشاركته في مهرجان AVIFF

"في ذكرى" الفيلم العربي الوحيد في قائمة من 22 فيلماً من حول العالم
فيلم

لقطة من فيلم في ذكرى

يشارك الكاتب والمخرج المصري الشاب رامي خالد علام في فيلمه القصير "في ذكرى" أو "In Memory of" بالمسابقة الرسمية لمهرجان AVIFF Cannes Art Film Festival، المخصص للأفلام القصيرة التجريبية والمنعقد في مدينة كان الفرنسية في الفترة من 23-24 مايو، بالتزامن مع مهرجان كان السينمائي. "في ذكرى" هو الفيلم العربي الوحيد في قائمة من 22 فيلماً من حول العالم تم اختيارها للمشاركة في المهرجان.

بعد دراسته الإعلام في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، أخرج رامي عددًا من الأفلام القصيرة بالتعاون مع عدد من زملائه وأصدقائه، إذ يعتمد على دوائره المقربة في صناعة أفلامه ويتلقى دعماً كبيرًا من عائلته منذ تجربته الفيلمية الأولى وحتى اليوم. التقيتُ رامي من أجل الحديث معه عن المشاركة في المهرجان والتعرف على تجربته السينمائية التي بدأت من سنوات عديدة. فعلاقة رامي بالسينما تطورت منذ مرحلة الدراسة الإعدادية عندما كان يطلب من أصدقائه للذهاب للسينما يومياً بعد نهاية اليوم الدراسي، مما أثار تعجبهم ذات مرة فسألوه: هو مافيش غير السينما نروحها كل يوم؟ فرد عليهم رامي: أومال هنروح القهوة نتكلم مع بعض؟

إعلان
1558711912770-G092568

رامي علام مع المنتجة ريم علام.

VICE عربية: في الأول خالص، شعورك عندما علمتْ بقبول فيلمك في المهرجان.
رامي خالد علام: لم أصدق رسالة القبول للمشاركة في المهرجان عندما وصلتني على بريدي الالكتروني، فقد تعودتُ على الرفض في كثير من المهرجانات، فهو مثل الفشل في محاولة مواعدة فتاة جميلة. فيلمي القصيرالجديد "في ذكرى" هو السادس، فقد قمت بعمل خمسة أفلام قبل ذلك، بعض منها إخراج مشترك مع أصدقاء لي. أما هذا الفيلم من إخراجي وكتابتي.

حدثني أكثر عن فيلمك القصير "في ذكرى" ما قصته.
الفيلم ينتمي للسينما التجريبية، إذ يحكي قصة شخص يرى شريط حياته في لحظات الموت، وكيف أنه أضاعها داخل العمل المكتبي. وقد استوحيتُ القصة من خلال تجربتي في العمل المكتبي التي أثرت عليَّ بشكل سلبي، وشعرتُ أن حياتي ستنتهي داخل غرفة دون إنجاز أي شيء أحبه. بعدها قررت عمل الفيلم، فقد رأيتُ المشاهد الثلاثة الأولى للفيلم في عقلي ومن ثم بدأت في كتابته. خلال هذا الفيلم، أحاول تكسير القواعد التي اعتدنا عليها في مشاهدة الأفلام وإخراجها. يمكن أن تشاهد وجود موسيقى لا تلائم المشهد، وهذا مقصود تماماً لأنني لا أريد وضع نفسي وأفلامي في نمط سينمائي معين. وهذه الطريقة في صناعة السينما صعبة للغاية لأنك تظن أن الأمر يبدو سهلًا في البداية لكن هذا غير حقيقي، فتكسير النمط يحتاج للكثير من المجهود.

1558609250809-In-Memory-of-Poster

أنت تشارك بالفيلم العربي الوحيد في المهرجان. ماذا يعني ذلك بالنسبة لك؟
المهرجانات عامة فرصة لكتابة أفلام من مصر وعن مصر، ووجود فيلم عربي مصري جيد على الساحة يزيد من احتمالات حصوله على مكان للعرض في مهرجان دولي بدلًا من فيلم أمريكي، فالأفلام الأمريكية كثيرة وتعرض في كافة المهرجانات حول العالم. لذلك مشاركة فيلم من مصر ستكون مختلفة، حتى وإن تم النظرة للفيلم بشكل استشراقي، لكنه في النهاية مفيد لظهور السينما المحلية الخاصة بنا. بشكل عام، أرغب في تكسير الصورة النمطية عن الفيلم العربي والصورة الاستشراقية المتوقعة التي يرغب فيها الغرب. فالأفكار غير النمطية موجودة في مصر لكن لا يود الكثيرون العمل عليها. والأفكار في النهاية تتكرر ولاجديد فيها سوى طريقة معالجتها، وذكاء الفنان يكمن في رؤية فكرة سبق تطبيقها في فيلم ما، ثم إعادة إنتاجها بشكل مختلف يلائم الوقت المعاصر. كذلك، حضور المهرجانات خبرة أضافت لي الكثير، فمن خلالها استطعت بناء شبكة علاقات جيدة مع مخرجين ومنتجين منحوني فرص مختلفة لعرض أفلامي في مهرجانات في الولايات المتحدة وأستراليا وفرنسا.

إعلان

بالعادة، كيف تقوم بالتحضير للفيلم؟
"الفيلم يبدأ معي من خلال الفكرة. يجب أن أكون معجباً جدًا بها، ثم أقوم بالكتابة بعد ذلك. خلال كتابتي للفيلم أتخيل العالم مجردًا وأبتعد تماماً عن الجزء التقني الخاص بالكاميرات أو العدسات أو الزوايا، المهم أن أكتب، والأفكار تبدأ في التوارد والتواتر على عقلي. هناك أيام قد تكره فيها حياتك أثناء الكتابة وهناك أيام تظن نفسك شخصاً عبقرياً، لا يوجد وسط. معضلة الكتابة تباغتني، سواء كسل أو محاولة لإعادة ترتيب أفكاري. وفي لحظة ما يتكون لديك إطار واضح بعد مرحلة من الغموض، تستطيع من خلال هذا الإطار أن تقوم بكتابة كل أفكارك بشكل متدفق، هذه الحالة تحدث لكل من يحاول الكتابة. ميزة الأفلام القصيرة أنك تتعلم كثيرًا أفضل من أي مساعد مخرج. مشاهدة كل أنواع الأفلام، هي أكثر شيء يعلمني كيفية صناعة الفيلم، فربما تظن أنك تقوم بتضييع الوقت لكن في الواقع أنت تتعلم طوال الوقت من خلال المشاهدة، ففي وقت ما كنتُ أشاهد خمسة أفلام في اليوم للتعلم أكثر، فمثلاً الأفلام ذات الإيقاع البطيء التي قد يهرب من مشاهدتها ولكنها ممتعة على المستوى الإخراجي.

1558609668056-Still-2

لقطة من الفيلم

لابد لي أن أسألك عن مخرجك المفضل؟

ديفيد لينش هو المخرج المفضل لديّ. فقد فتح لينش عيناي على أفلام حداثية سيريالية. وفيلمه المفضل على الإطلاق بالنسبة لي هو

Mulholland Drive

. ومن العالم العربي يأتي يوسف شاهين على رأس قائمة المخرجين المفضلين إلي جانب المخرج الفلسطيني إيليا سليمان، فالسينما التي يقدمها سليمان مختلفة لأن كثير من المخرجين يقومون بتقديم فلسطين الحرب دون الاقتراب عن الحياة الفلسطينية اليومية، في حين أن ما يقدمه إيليا هو كوميديا سوداء تقترب من حياتنا العادية." أتمنى حقيقة الالتقاء بإيليا سليمان خلال المهرجان، فقد حصلت على دعوة خاصة لحضور فعاليات مهرجان كان السينمائي (ينافس الفيلم الجديد لإيليا سليمان "إن شئت كما في السماء" في مهرجان كان السينمائي على جائزة السعفة الذهبية).

ما هي خططك للمستقبل؟
خلال السنوات الثلاثة أتوقع تقديم أول فيلم من إخراجي وتأليفي، مع وصولي لسن الثلاثين. إلا أنني لا أرى السن معيارًا للنجاح، فالنجم العالمي كريستوف والتز وصل للعالمية في سن الأربعين، والأديب تشارلز بوكوفسكي اشتهر في سن الخمسين. النجاح والشهرة ليس لهما قوانين. حالياً، أكتب أول أفلامي الروائية الطويلة. والتي لا أنوي القيام بإخراجها بل سأقوم بتقديم السيناريو لإحدى شركات الإنتاج كي يقوم أحد الأسماء الكبيرة في عالم الإخراج بالعمل عليه. بعد ذلك سأقوم بتقديم أول أعمالي مخرجاً ومؤلفاً.