صحة

دراسة: عقار LSD يمكن أن يحل مكان المورفين كمسكن للألم

يخلو هذا العقار من العواقب الإشكالية المرتبطة بالأدوية الأخرى التي تسبب الإدمان
Gavin Butler
إعداد Gavin Butler
Melbourne, AU
1598925353311-gettyimages-1267302832

Getty Images

يمكن استخدام الجرعات الصغيرة من عقار ثنائي إيثيل أميد حمض الليسرجيك، المعروف باسم LSD  كبديل غير إدماني لمسكنات الألم، وفقًا لدراسة حديثة تبحث في خصائص العقاقير المخدرة كمسكنات.

كجزء من "برنامج أبحاث الجرعات الدقيقة" الذي تم إعداده لتحديد الجرعة المثلى من عقار LSD "ال سي دي" لتحسين المزاج والإدراك ومقاومة الألم، وجد علماء من جامعة ماستريخت في هولندا ومؤسسة بيكلي في المملكة المتحدة أن الجرعات الصغيرة غير المخدرة من هذا العقار تزيد من تحمل الألم بين الأشخاص بنسبة تصل إلى 20٪- وهو تأثير مشابه للمواد الأفيونية opioids مثل الأوكسيكودون والمورفين.

إعلان

هذه هي أول دراسة تعيد النظر في إمكانات عقار LSD في تخفيف الآلام منذ أن تم وضع سياسات الحظر التقييدية في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي - ويعتقد الباحثون أن المزيد من الدراسات يمكن أن تؤدي إلى الاستخدام المحتمل للمادة كمسكن للألم لا يسبب الإدمان.

وقد شملت الدراسة عينة من 24 متطوعًا سليمًا للدراسة جرعات فردية من 5 و 10 و 20 ميكروغرامًا من عقار LSD، أو دواء وهمي (البلاسيبو) على مدار عدة أيام. ثم قام الباحثون بتقييم مستويات تحملهم للألم من خلال مطالبتهم بغمر أيديهم في خزان من الماء البارد (ثلاث درجات مئوية) لأطول فترة ممكنة. وأشارت الدراسة باستمرار إلى أن جرعة 20 ميكروغرام من عقار LSD قللت من الإحساس بالألم بنسبة 20٪، مما يعني أن المتطوعين كانوا قادرين على إبقاء أيديهم مغمورة في الماء البارد لفترة أطول بكثير، مقارنةً بالعلاج الوهمي.  وأفاد الأشخاص الذين تناولوا جرعات صغيرة أن شعور الألم وعدم الراحة أصبح أخف بعد تناول هذه الجرعات.

لاحظ الباحثون أيضًا أن التأثيرات المسكنة لعقار LSD كانت قوية بنفس القدر بعد ساعة ونصف الساعة من أخذ العقار، كما كانت بعد خمس ساعات - مما يشير إلى أن جرعة حمضية صغيرة (مثلاً 20 ميكروغرام) قد يكون لها "تأثير" على التحكم في الألم لفترة زمنية طويلة، ولأن هذه الجرعات صغيرة فمن غير المحتمل أن تنتج تأثيرات عميقة على المخ كالهلوسة. 

هناك حاجة إلى مزيد من البحث قبل أن يحل عقار LSD مكان بعض الأدوية المسكنة للآلام والتي تسبب الإدمان. وتقول أماندا فيلدنغ، مؤسس ومدير لمؤسسة بيكلي والمدير المشارك لبرنامج بيكلي/ ماستريخت لأبحاث الجرعات الدقيقة: "تشير البيانات الحالية إلى أن الجرعات المنخفضة من عقار LSD يمكن أن تشكل خيارًا مفيدًا في  علاجات تسكين الألم. كما أنه يخلو من العواقب الإشكالية المرتبطة بالأدوية الأخرى التي تسبب الإدمان. أكثر من 16 مليون شخص في جميع أنحاء العالم يعانون حاليًا من اضطراب استخدام المواد المُسكنة Opioid Use Disorder وسيصبح الكثيرون مدمنون للمخدرات نتيجة الإفراط في وصف أدوية علاج الألم."

وأوضحت فيليندينج: "لقد شجعتني هذه النتائج لأنني اعتقدت منذ فترة طويلة أن عقارLSD قد لا يغير فقط من أحاسيسنا بالألم ولكن أيضًا علاقتنا الشخصية به. يجب أن نواصل استكشاف هذا الخيار، لتوفير بدائل أكثر أمانًا وغير مسببة للإدمان لمعالجة الألم، وجعل الأشخاص الذين يعانون من الألم يقتربون من عيش حياة أكثر سعادة وصحة."