شهدت الشواطئ الاسترالية مؤخراً جنوحاً جماعياً للحيتان فيما ما يعتبر من بين أكبر الحوادث من هذا النوع على مستوى العالم، حيث نفق حوالي 380 حوتاً على السواحل الأسترالية فيما يعتقد أنه أكبر جنوح جماعي للحيتان الطيارة في استراليا. وعلى الرّغم من أنّ الحيتان تُشتهَر بامتلاكها نظام ملاحة متطوّراً يُمكنّها من تحديد اتجاهها في البحر، إلا أنّه من المعروف أنّ بعض الحيتان تجنح نحو المياه الضّحلة أو الشّواطئ، ممّا يؤدّي إلى موتها، وقد تشمل هذه الظّاهرة حيتاناً مُنفرِدةً أو قطيعاً كاملاً.
إعلان
نظريات حول أسباب جنوح الحيتان:
- قد تكون الحيتان الجانحة مريضة أو مصابة بجروح. وفي هذه الحالة، تجنح الحيتان إلى الشواطئ بفعل دفع التيارات البحرية لها، نظرا لكونها مريضة وتحتضر ولا يمكنها من مواصلة السباحة. وإذا كان الحوت المريض هو الحوت المسيطر الذي يقود قطيع الحيتان، فقد تتبعه بقيّة الحيتان إلى الشّاطئ. وقد أدى تفشي الحصبة (الذي يصيبنا نحن البشر) بين الدلافين في شمال المحيط الأطلسي، إلى حدوث العديد من حالات الجنوح على طول الساحل الشرقي للولايات المتحدة خلال عامي 1987 و1988. ولكن هذا لا ينفي أن هناك حيتان أو دلافين مكتملة الصحة ولا تعاني - على ما يبدو - من أي مشاكل صحية تقوم بالجنوح كذلك.
- أجهزة السونار التي تطلقها القوات البحريّة لرصد الغوّاصات قد تؤدي إلى إصابة هذه الحيتان بالإرباك والتشوش وفقدان القدرة على تحديد اتجاهاتها، ممّا يدفعها إلى المياه الضحلة قرب الشاطئ بحثاََ عن الأمان. وقد وُجِد أنّ الحيتان التي تتعرّض لأمواج السّونار تظهر عليها أيضاََ إصابات بدنيّة، بما في ذلك النّزيف في الدّماغ، والآذان، والأنسجة الدّاخليّة، كما ظهر عليها أعراض شديدة لمرض انخفاض الضّغط الجويّ أو شلل الغواص Decompression Sickness والذي يحدث إذا تم الخروج إلى سطح الماء بسرعة كبيرة.
- قد تسبب تغير درجات الحرارة بالارتفاع أو الانخفاض بشكل غير طبيعي أو معتاد إلى أن تتصرف هذه الثدييات على نحو مختلف أو غريب. كما أن تسرب مواد مُلوِثة إلى المياه والمدّ الأحمر؛ وهي ظاهرة تزايد نموّ نوع من الطّحالب التي تنتج سمومها في الماء، قد يكونان وراء ظاهرة جنوح الحيتان نحو الشّاطئ.
- يُعتقَد كذلك أنّ نقص مصادر الغذاء في مناطق تغذية الحيتان وما ينتج عن ذلك من ارتباك وضعف، قد يدفعها نحو الشّاطئ أثناء مطاردتها لفريسة. ولكن هذا لا يفسر وجود حيتان جانحة في أماكن لا تتواجد فيها فرائسها المعتادة.
- هناك فرضية أخرى تسمى "الرعاية الاجتماعية" تقول إن تلك الحيوانات - مكتملة الصحة - تجنح من أجل مواصلة البقاء على صلة بـ رفاقها من الحيوانات المريضة أو المصابة بجروح؛ سواء كانت تمت لها بصلة قرابة أو لا. -أنا أفضل هذه الفرضية في الوقت الحالي، فلا شك أن الحيتان تملك قلباً كبيراً قد يفوق حجمها.