سياسة

إسرائيل تطلق 100 صاروخًا على غزة خلال 10 دقائق ليلة أمس

وترفع عدد القتلى إلى ١١٩ شخص من بينهم ٣١ طفلاً
E1VPxnQWYAEudaH

 "الثلاث حروب الي عشناها ما بتيجي جزء صغير من ال ١٠ دقايق الي بنعيشها هلقيت." "لم اعرف ولم اسمع قصف بهاد القوة والعنف والشراسة طول حياتي. من ١٠ دقائق لم يتوقف القصف على منطقة شمال غزة." "صباح الخير، الكل صاحي مش مصدّق إنه لسّا عايش."

إعلان

هذه التغريدات تعبر عن ما عاشه أهل قطاع غزة المحاصر ليلة أمس الخميس في قصف هو الأعنف في تاريخ الحروب الدموية التي عاشها قطاع غزة، حيث قامت إسرائيل بقصف شمالي وشرقي غزة بأكثر من ١٠٠ قذيفة صاروخية في عشر دقائق. وقد ارتفع عدد القتلى في غزة إلى ١١٩ شخص من بينهم ٣١ طفلاً في القصف الإسرائيلي، كما أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، مساء الخميس. فيما بلغ عدد المصابين ٦٠٠ شخص. وقد وصف القصف الإسرائيلي بأنه الأسوأ منذ حرب عام 2014 التي استمرت 51 يومًا وخلفت أكثر من 2،000 قتيل و10 آلاف جريح.

وتحت هاشتاغ غزة تحت القصف، تم مشاركة الكثير من التغريدات والصور والفيديوهات التي تظهر ما يحدث في غزة عن قرب. واحدة من الفيديوهات تظهر أحد الآباء يبكي بعد معرفة مقتل أطفاله الأربعة في القصف الإسرائيلي. فيديو آخر، يظهر الرعب الذي يعشيه الأطفال خلال الغارات والقصف الإسرائيلي. ولا يوجد أي ملاجئ في غزة، وبسبب صغر مساحة القطاع فلا يوجد أي مكان آمن كذلك من الضربات الجوية، ويضطر كثيرين للبقاء في الشوراع أو النزوح لمدارس الأونروا، وإن كانت إسرائيل قد قصفت هذه المدارس في حرب ٢٠٠٨.

وقد استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة أبراج سكنية وتجارية في غزة، حيث تم قصف 3 أبراج سكنية وتجارية في قطاع غزة، خلال 24 ساعة، من بينها برج الشروق المكون من 14 طابقاً، أكبر برج سكني في غزة يقع في أكثر المناطق حيوية وسط مدينة غزة وقبله برج الجوهرة في شارع الجلاء وسط مدينة غزة. كما استهدفت برج هنادي غرب مدينة غزة، وسوته بالأرض كاملاً. وتضم هذه الأبراج شقق سكنية ومؤسسات صحفية، إضافةً إلى العديد من المحال التجارية.

إعلان

واعتبرت منظمة العفو الدولية أن استهداف المباني السكنية في غزة "قد ترقى إلى جرائم حرب." وقال صالح حجازي، نائب المدير العام في المنظمة إن "الاستهداف المتعمد والتدمير الشامل وغير المبرر للممتلكات هي جرائم حرب. تدمير منازل متعددة الطوابق بالكامل يجعل عشرات العائلات بلا مأوى ويرقى إلى مستوى العقاب الجماعي للسكان الفلسطينيين وخرق للقانون الدولي."

وقال أستاذ القانون الدولي حنا عيسى في تصريحات صحفية أن "قصف الأبراج جريمة حرب واضحة في اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949. وأضاف: "ما يتم في غزة جريمة تقع في نص المادة الخامسة من ميثاق روما، وانتهاك لقواعد القانون الدولي الإنساني الذي وجد لحماية السكان الواقعين تحت الاحتلال وممتلكاتهم. استهداف الأبراج يمثل جريمة مركّبة من 4 اشكال، فهي جريمة حرب، وجريمة ضد الإنسانية، وهي إبادة جماعية وعدوان."

كما أشارت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية من احتمال وقوع "جرائم حرب" في فلسطين، وصرحت فاتو بنسودا في تغريدة على تويتر "ألاحظ بقلق بالغ تصاعد العنف في الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية وكذلك في غزة وحولها واحتمال ارتكاب جرائم بموجب نظام روما" المؤسس للمحكمة."

وكانت المحكمة الجنائية أعلنت عن فتح تحقيق رسمي في جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة، منذ 13 يونيو عام 2014.

وقد حولت إسرائيل قطاع غزة إلى أكبر سجن مفتوح على الأرض" بفعل الحصار المشدد المفروض منذ ١٥ عاماً. ويعتبر القطاع واحدًا من أكثر المناطق كثافة سكانية في العالم، حيث يعيش ما يقارب المليوني فلسطيني في مساحة 360 كلم مربع. ويعاني القطاع من انقطاع الكهرباء، نتيجة لتوقّف عمل محطة التوليد، بكامل قدرتها الإنتاجية، بسبب المنع الإسرائيلي لدخول الوقود اللازم لتشغيلها. تصل عدد ساعات وصل التيار الكهربائي إلى 4 ساعات أو أقل يوميًا.

وقد تسبّبت الحروب والحصار الذي تفرضه إسرائيل في شلّ نظام الرعاية الصحية في غزة، حيث تم استهداف المستشفيات خلال حروب ٢٠٠٨، ٢٠١٢ و٢٠١٤، كما تمنع إسرائيل دخول الكثير من المعدات الطبية. وقد استنفذ القطاع الصحي موارده خلال أزمة فيروس كورونا، وتهدد الحرب الإسرائيلية الحالية بكارثة إنسانية بكل معنى الكلمة. وقد تنصلت إسرائيل من مسؤوليتها كدولة محتلة بتوفير اللقاح للسكان الذين تحتلهم. ولم يحصل على اللقاح سوى نحو 5% من الفلسطينيين بحلول نهاية أبريل، مع عدم تلقي العديد من عمال الرعاية الصحية حتى جرعتهم الأولى من اللقاح.