المصور الفوتوغرافي معز عاشور يستخدم الموضة لمناقشة قضايا إنسانية

غرفة تغيير ملابس من الزجاج. وحولها صورتان لموديل ترتدي جاكيتاً من البلاستيك الشفاف وأخرى تحمل حقيبة شفافة. تصعد الدرج، فتجد نفسك في ممر ضيق وأصوات الرصاص حولك، وفي النهاية صورة لموديل ترتدي جاكيتاً مضاداً للرصاص. في الغرفة الوسطى، تمد فتاة يديها إليك وكأنها تنتظر مساعدتك وهي ترتدي الكثير من ستر النجاة. وهناك أخرى تضع قناعاً للحماية من التلوث. شفاه عطشى للماء، قنينة عطر من البلاستيك اسمها "محيط" ووجه تحيط به خطوط التعرف على الوجه. هذه بعض من الصور التي ستشاهدها في المعرض الأول للمصور الفوتوغرافي التونسي مُعز عاشور، 33 عاماً، والذي يعيش في دبي منذ عام 2013.

عاشور هو إسم معروف في عالم الموضة في دبي، فقد عمل لمدة سبع سنوات كمصور ومصمم في هذا المجال، قبل أن يقرر قبل عام أن يتفرغ لعمله الخاص. اشتغل عاشور على هذا المشروع لمدة ثلاث سنوات قبل أن يأخذ الخطوة بنشره للعالم: "فكرة المشروع كانت ببالي لسنوات كفكرة. التنفيذ والتصوير استغرق حوالي العام، ولكني بعد ذلك توقفت. لم أرغب بنشره لمدة سنتين، واليوم نحن هنا،" يقول عاشور ويضيف: "هذا هو مشروعي الشخصي الأول، في هذا المشروع لأول مرة منذ بدأت العمل في هذا المجال لم أتلقى brief، لم يكن لدي ملاحظات من الزبون وتواريخ تسليم. هذا المشروع جاء من داخلي، وللشعور بالرضا عن ذاتي. أردت أن أطوع خبرتي في التصوير والموضة بإتجاه آخر، في كل صورة هناك قضية، الملابس في هذه الصور هي what you must have في العالم الذي نعيش فيه، سترة نجاة، جاكيت مضاد للرصاص، قناع حماية الوجه…"

في هذا المعرض بعنوان "The Real Issue" يلقي عاشور الضوء على عدد من القضايا العالمية كالتلوث، وقضية اللاجئين وانعدام الخصوصية: "الفكرة الأساسية من هذا المعرض هو التركيز على المسؤولية الاجتماعية، تلوث البحار بالبلاستيك، استهلاك المياه في الموضة، قضية الإرهاب وانتشار الأسلحة. هذه القضايا التي تصلك بشكل يومي in your feed هذا ما يحدث الآن، هذا ما يحدث وأنت ترتشف قهوتك، شخص ما في قارب نجاة في وسط البحر، وآخر قد يتعرض للقتل،" يقول عاشور خلال لقائي معه في نادي Nasab في دبي حيث يقوم بعرض صوره حتى الشهر القادم.

"نحن نعيش في دبي وهي بلد آمن وكل شيء متوفر، ولكن العالم لم يعد آمناً، آمن بالمعنى الحرفي والإفتراضي. الحروب والعمليات الإرهابية أصبحت تحدث في بلدان كنا نراها آمنة ومحمية، التلوث يهدد حياة الجميع، التلوث يؤثر في حياة ابنتي، لا أتحدث أنه سيؤثر على حياتها في المستقبل، ولكن أتحدث أنه يؤثر عليها الآن، في هذه اللحظة. التكنولوجيا واستخدام الإنترنت أصبح أيضاً يهدد خصوصيتنا ويؤثر على صحتنا النفسية،" يقول عاشور ويضيف: " الإنترنت عظيم من جهة، ولكنه من جهة أخرى هو شرير villain. لقد تعلمت التصوير من خلال الإنترنت، وهناك من يتعلمون كيف يصنعون قنابل. وهناك مراهقين يقارنون أنفسهم بأشخاص لا يعرفونهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبح من العادي أن ترى مراهق في عمر 13 عاماً يعاني من القلق المرضي، هذا غير منطقي. ولكنه الواقع."

حماسة عاشور في التحدث عن هذه القضايا، قد تشعرك أنه اختار المجال الغير مناسب للعمل فيه. فصناعة الأزياء تخلق 1.2 مليار طن من انبعاثات الغازات في كل عام، وهو بحسب تقارير أكثرُ مما تنتجهُ الرحلات الجوية والبحرية معاً، فيما تستهلك صباغة الأقمشة 5 تريليون لتر من المياه سنويًا. ولكن عاشور يدرك تماماً حجم المشكلة البيئية التي تسبب فيها صناعة الأزياء، ولكنه يرى أنه من خلال استغلال خبرته في مجال التصوير والموضة يمكنه الوصول بشكل مباشر للعاملين والمهتمين بهذا المجال. أي المحاربة من قلب النظام وليس من خارجه بطريقة أو بأخرى. "شخصياً، أرى أن الصورة تصل بشكل أكبر وأوسع للجمهور، سواء على انستغرام أو خلال زيارتك لمعرض. الفكرة من المعرض هي التوعية. قد لا تكون التوعية جزءً من عملنا كفنانين، ولكن إذا كان هناك إمكانية لذلك لم لا؟ لم لا نستخدم منصاتنا المختلفة للإشارة إلى قضايا تهم البشرية. لقد شعرت بالحاجة إلى أن أكون مفيداً. وبالنسبة لي إذا تمكنت من العمل فقط بشكل مستدام سأفعل، ولكنني لا استطيع ذلك حالياً، ولكني أقوم بإعطاء خصم لكل من يعمل في مجال صناعة الأزياء المستدامة. وأنا أؤمن أن الإستدامة في صناعة الأزياء وغيرها من القطاعات هي المستقبل."

في معرضه القادم يرغب عاشور في التركيز على قضايا الصحة النفسية، ويقول أن لديه الكثير من الأفكار- أتمنى أن لا تأخذه ثلاث سنوات أخرى حتى يقرر عرضه للجمهور.

يمكنكم مشاهد صور المعرض بالأسفل. المعرض مفتوح للجمهور في Nasab، دبي حتى 21 ديسمبر.

يمكنكم مشاهدة المزيد من أعمال مُعز عاشور على موقعه