شهر رمضان

سألنا شباب عرب كيف اختلف رمضان حينما كبروا؟

لم أعد أحصل على فانوس، لكنني أشتريه لأولادي
Screen Shot 2019-07-31 at 3
فليكر - بواسطة: Maq

بظهور هلال رمضان، تُعلق الزينة والفوانيس في الشوارع والبيوت، وتعمر الموائد بأشهي المأكولات، وتفيض المساجد بالمُصليين. طقوس تتجدد كل عام لكن إحساسنا بها يختلف، وتتضائل بهجتها كلما كبرنا. ربما لأن "لعبة الصوم" التي كنا نتبارى فيها من سيصمد لآذان المغرب تحولت إلى جد. وفرحة اللعب بالفانوس باتت من الذكريات. وبيت العائلة الذي كان يجمع الأعمام والخالات أُغلقت أبوابه. في هذا التقرير سألنا شباب عرب كيف اختلف رمضان حين لم يعودوا صغارًا.

إعلان

مسؤوليات الحياة غيرت الطقوس
"حين كنت طفلة كان رمضان يعني لي أكثر من اليوم. كانت الفرحة مختلفة؛ ففي العادة كنا ننام باكرًا ويسمح لنا بالسهر استثناءًا في ليالي رمضان؛ فأخرج أنا وشقيقتي وأصدقائنا في الحي للعب في الشارع بالمفرقعات، وشراء الحلوى. كنا نتجمع للإفطار مع أصدقائنا المسلمين والمسيحين، الذين كانوا يصومون معنا. اليوم تغيرت الأشياء بعدما كبرنا وأصبح من الصعب أن نتفق جميعًا على يوم للإفطار سويًا بسبب ظروف العمل ومسؤوليات الحياة. كما أصبح الصيام متعب أكثر، ولم تعد هناك أجواء مميزة لرمضان في بيروت بسبب تنوع الأديان فيها، في حين لا تزال المدن اللبنانية الصغيرة تحتفظ بطقوس تعليق الزينة في الشوارع. وأكثر ما أحبه في رمضان حاليًا الحياة الليلية في الخيام الرمضانية والتي تمتد حتى آذان الفجر، وتتميز الخيام بالزينة ومأكولات السحور الشهية من المناقيش والقطايف وحلاوة الجبن والشعيبيات (حلوى مصنوعة من الدقيق ومحشوة بالقشدة)." -مريام سويدان، 23 عامًا، لبنان

فانوس الطفولة والشباب
"كانت العائلة كلها تتجمع من الصباح الباكر أول يوم رمضان في البيت الكبير( بيت جدي الله يرحمه)، وكانت فرحتنا كأطفال لا توصف. كنا نتبارى في الصوم ومن يفطر نغني له الأغنية الشهيرة (يا فاطر رمضان يا خاسر دينك، القطة السوداء هتاكل مصارينك). مازلت أتذكر مائدة الإفطار العامرة بكافة الأصناف التي تشاركت الأمهات في إعدادها والكنافة والقطايف وقمر الدين. ورغم أننا مازلنا نتناولها كل رمضان لكن الطعم فعلاً اختلف بعد أن كبرنا. الاختلاف اليوم أنني لم أعد أحصل على فانوس ولكن صرت أنا من يشتري الفوانيس لأولادي مثلما كان يفعل أبي. وأحمل هم مصاريف الياميش وطلبات رمضان وملابس العيد من بعده. وبدلًا من المائدة العامرة صرت في كثير من الأيام أفطر بمفردي في العمل أو حين أكون مسافرًا." -شريف طنطاوي، 36 عامًا، مصر

إرهاق وتعب الصيام
"نعم البهجة كانت أكثر ونحن أطفال، ولكن مازلت أشعر بسعادة كبيرة مع قدوم رمضان. أحرص على تزيين البيت بالنجمة والهلال والفانوس مثلما كانت تفعل أمي ونحن صغارًا. وأصبح للشهر طابعًا روحانيًا أكثر بالنسبة لي حين كبرت وصرت أشارك في صلاة التراويح. مازلت أستمتع بتناول الحلويات الرمضانية وهي كثيرة في فلسطين منها القطايف بالجوز والفستق الحلبي والجبنة والكنافة النابلسية والفطير. ونتناول الأورشيلا (طحين ممزوج بالسكر والسمسم) مع الشاي في السحور. أصبحت أشعر بتعب أكثر خلال الصيام وبدلًا من قضاء اليوم في اللعب مع أصدقائي بالفوانيس صرت أقضي أغلب النهار في النوم والسهر طول الليل". -نجمة حجازي، 29 عامًا، فلسطين

إفطار ولعب الشارع
"يرتبط رمضان عندي بزينة الشوارع وإضاءة المساجد ورائحة الحلو مر (مشروب رمضاني سوداني يصنع من الذرة المخمرة والسكر وبعض الأعشاب). وأنا صغيرة كنت أفطر في الشارع حيث يعتاد الرجال الخروج بموائدهم إلى الشارع ليقدموا واجب الإفطار لأي عابر سبيل وكان يسمح لي وأنا طفلة بأن أشاركهم في هذه العادة المحببة. كما كنا نخرج للعب في الشارع بعد صلاة التراويح وكلها أمور تغيرت حين كبرنا لكن مازال لشهر رمضان بهجة خاصة مرتبطة بالتعبد والذكر وصلة الأرحام وعمل الخير. وهناك عادة عندنا اسمها "الرحمتات" تكون في آخر خميس من شهر رمضان حيث توزع اللحوم والثريد (الفتة) على الفقراء وأصل الكلمة "الرحمة تأتي" كنتيجة لكثرة التصدق في ذلك اليوم بنية التقرب لله." -نفيسه حمدتو، 28 عاما، السودان

ذهب البهجة وبقيت الذكريات
"أكثر ما أفتقده في رمضان قديمًا التجمعات العائلية بعدما فرقتنا ظروف الحرب. أحن إلى أجواء رمضان في سوريا حيث تتزين الشوارع بالفوانيس وزينة رمضان وتضاء المصابيح في المساجد وتنتشر موائد الرحمن في كل مكان ويمر المسحراتي على البيوت لإيقاظ النائمين. وأفتقد الخروج إلى الشارع ولعب الكرة مع أبناء الجيران. وأصناف الحلوى التي لا يضاهي مذاقها أي مكان آخر من القطايف بحشواتها المختلفة والناعم السوري (حلوى من الطحين تقلى في الزيت وتزين بدبس العنب) والكنافة النابلسية. مازلت أحاول استحضار البهجة بعدما كبرت من خلال تزيين البيت بالفانوس وأداء صلاة التراويح جماعة. والمعايدة على أقاربي من خلال مواقع التواصل الاجتماعي." -حسام عبد القادر، 20 عاما، سوريا