1619521934990-untitledartwork-7
مجتمع

سألنا شباب عن الخرافات التي تربوا عليها

تحدث معي الكثير من المواقف الغريبة التي لا أجد لها تفسيرًا سوى أن عفريتاً قام بها

في عالمنا العربي لا يؤمن الجميع بنفس الأفكار أو يتبنون وجهة نظر واحدة، ولكن الغالبية العظمى يحكمها تراث ثقافي موروث تحاول أن تلتزم به قدر الإمكان وسط عالم يتغير ويهدم كل الثوابت يومًا بعد يوم. واحدة من هذه الموروثات تتعلق بالخرافات التي يتربى عليها البعض ويتم تناقلها عبر الأجيال ضمن السياق الثقافي المجتمعي لكل بلد ولكل عائلة.

على الرغم من عدم وجود تعريف واحد للخرافات، إلا أنه يعني عمومًا الإيمان بالقوى الخارقة للطبيعة مثل القَدر والرغبة في التأثير على العوامل غير المتوقعة وإيجاد تفسيرات غير علمية لأحداث معينة. وبحسب الدراسات، فإن السلوكيات الخرافية-الاعتقاد بأن حدثًا واحدًا تسبب في حدث آخر، دون أي دليل على وجود هذا الارتباط- هي نتاج طبيعي للتطور، وأنها "جزء من السلوكيات التكيفية للبقاء على قيد الحياة والحماية من الخطر."

إعلان

الخرافات يمكن أن تؤدي إلى قرارات غير عقلانية مثل الثقة في الحظ والقدر بدلاً من اتخاذ القرار السليم، ولكن بالنسبة للعديد من الأشخاص، الإيمان بالخرافات يعطي إحساسًا بالسيطرة ويقلل من الشعور بالقلق - وهذا هو سبب زيادة مستويات الخرافات في أوقات الأزمات الاقتصادية وعدم اليقين الاجتماعي.

نتحدث في هذا المقال مع بعض الشباب الذين يؤمنون ببعض الخرافات التي تربوا عليها رغم اقتناعهم بعدم منطقيتها. 

المقص المفتوح
"أدعي أنني شخص منطقي وغير روحاني، ولكن لدي خرافة عائلية لا أستطيع سوى تصديقها وهي عندما يكون المقص مفتوحاً فهذا يعني أن شيئاً سيئاً جداً سيحدث لي أو للشخص الذي قام بفتحه. لا أستطيع منع نفسي من إغلاق كل المقصات، في العمل، في محلات الملابس، في المنزل. حاولت أحياناً منع نفسي من ذلك، ولكني أعود وأفكر أنني لا أحتاج إلى المزيد من الحظ السيء، اللي عندي بكفيني." -جود رامي، ٢٨ عاماً، موظفة.

أعمل خناقة ولا تنامش بعض العصر
"
من الأمثال التي سمعتها في طفولتي وآمنت بها هي مثل "أعمل خناقة ولا تنامش بعض العصر" أي لا تنام بعد العصر لأنك إن نمت بعد العصر ستستيقظ على شجار، أمي كانت تمنعني دائمًا من النوم عد العصر، ومعها حق فكل المرات التي نمت فيها بعد العصر صحيت على نكد. كذلك أؤمن بأن المشيء على قشر البيض وقشر الثوم يجلب النكد لذا لا أمشي عليهم، أتجنبهم تمامًا، وإن خطيت عليهم أتنكد فعلًا أو يحدث شيء سيء."  -عمر، 17 عامًا، طالب.

ورقات من الملوخية على الأرض
"
رغم غرابة هذه الخرافة التي لا أعتقد أن كثيرين سمعوا عنها إلا أنني مؤمنة بها بشدة، ولكنها معروفة ضمن عائلتي وفي مدينتنا الصغيرة، وهي إن اشتريت ملوخية ووقعت أوراقها على الأرض أو أي جزء منها وخطى عليها أحد لن تصبح الطبخة جيدة وذات طعم جيد، وهو ما يحدث معي فعلًا، كلما رأيت ورقات من الملوخية على الأرض قبل طهوها أشعر بالحزن وأعرف أن الأكلة باظت." -فاطمة، 26 عامًا، كاتبة.

إعلان

أكل السمك بالليل سيجعلك تعاني من الكوابيس
"تربيت على الكثير من الخرافات مثل أن القطة السوداء تجلب الحظ السيء، أكل السمك بالليل سيجعلك تعاني من الكوابيس، ارتداء ملابس سوادء بالكامل يعني أن أحداً ما سيموت، وغيرها من الخرافات التي تتعلق بالحسد والخوف من عيون الآخرين. شخصياً، القطط السوداء هي المفضلة لدي، هذه خرافة لا تخلو من عنصرية، ولكن لا يمكن أن آكل السمك بالليل أبداً." -زايد العالم، ٢٠ عاماً، طالب.

الحذاء المقلوب
"
الخرافة التي لا أستطيع التخلص منها هي الحذاء المقلوب والتي تدعي أن الحذاء المقلوب يجلب النحس وسوء الطالع للمنزل وهو محرم دينياً. لا أعلم أصل هذه الخرافة ولكني تعودت عليها، ولا أعتقد أن أصلها ديني ولكني أشعر بالضغط النفسي لتعديل وقلب الأحذية أينما آراها." -منذر، ٢٢ عاماً، عامل.

لا ديني وأؤمن بالحسد
نا إنسان عقلاني تمامًا استخدم المنطق في كل أمور حياتي ولا أصدق أن هناك شيئًا يحدث دون دليل علمي، وبالرغم من أني شخص لا ديني، إلا أنني في كثير من الأحيان، ورغم عدم رغبتي في ذلك، أؤمن بالحسد، عندما تحدث لي أشياء جيدة مثل امتلاك أموال أو شراء شيء غالي أو السفر خارج بلدي ويعرفها المحيطون أتعرض مباشرة لحدث سيء، لا يمكنني إنكار الأمر رغم عدم قبولي له منطقيًا، مثلًا بعد سفري خارج دولتي في المرة الأولى فقدت وظيفتي بدون أي سبب منطقي، عندما يعرف أحدًا أن معي أموالًا جيدة أصاب بالمرض وينتهي بي الأمر بصرفها على مرضي، لذلك أحاول إخفاء أخباري الجيدة عمن حولي قدر الإمكان." -عائد، 32 عامًا، مدرس.

أمسك الخشب
"
أصنف نفسي شخصية معتدلة ومنطقية نوعًا ما ولكن مع ذلك لا أتخلص من بعض العادات التي ليس لها أي أصل أو دليل، مثل أن أمسك الخشب إن شعرت أن شخصًا سيحسدني، هذه خرافة تربيت عليها ورغم عدم منطقية الأمر إلا أنني في كل مرة أجد نفسي أمسك الخشب حتى لا أُحسد أو تقترب مني طاقة الأشخاص الشريرة." -إيمان، 27 عامًا، صيدلانية.

أؤمن بالعفاريت 
"
أؤمن بالعفاريت وأخاف منها، وبالرغم من عدم وجود دليل علمي على ذلك إلا أنها مذكورة في القرآن، وأهلي يؤمنون بذلك. لدي اعتقاد تام أن هناك حياة أخرى تعيش فيها كائنات أخرى (العفاريت/ الجن) لا نعرف عنها شيئًا، ومؤمنة أن هناك أرواح كثيرة حولنا، بالنسبة لي تحدث معي الكثير من المواقف الغريبة التي لا أجد لها تفسيرًا سوى أن عفريتاً قام بها." -أحلام، 27 عامًا، صحفية.

التاروت والأبراج
"
بالرغم من عدم إيمان الكثيرين بالتاروت والأبراج إلا أني مؤمنة بها بشكل كبير في حياتي، وأرغب باستمرار بمعرفة حظي وماذا يخبئه القَدر لي كل شهر أو كل فترة معينة. أشعر أن الله يتواصل معي عن طريق هذه الأبراج، وهذا لا يعني أن الله يوجه رسائله للجميع عن طريق الأبراج والتاروت، ولكني أرى أن الله يتحدث مع كل منا بالطريقة التي تناسبنا ونشعر بها. لست مهووسة بالأمر ولكني كنت أصدقه." -سهام، 27 عامًا، مونتيرة.

-فضل البعض عدم ذكر الاسم الكامل خوفاً من الحكم عليهم.