FYI.

This story is over 5 years old.

Tonic

مصانع السُكر أوقفت دراسة اكتشفت رابطاً بين المُنتج الأبيض والسرطان، قبل 50 عاماً!

"كان هدفهم هو إبعاد الحوار العلمي عن هذه القضايا"

شترستوك

نشر هذا المقال في الأصل على TONIC الولايات المتحدة

منذ ما يقرُبُ من 50 عاماً، بدأ الباحثون دراسة تهدفُ إلى اكتشاف كيف أنّ نظامٍ غذائيّ يعتمد على كمية عالية من السكر، قد يؤثر على ميكروبات الأمعاء لدى الفئران. وقد تم تمويل الدراسة من قبل مجموعة تجارية لصناعة السُكر. وبعد النتائج الأولية التي أظهرت ترابطاَ بين النظام الغذائي عالي السكر بأمراض القلب وسرطان المثانة، قامت المجموعة بإيقاف المشروع، ولم تكتمل الدراسة أبداً؛ لأن نتائجها المبكرة لم تُنشر مطلقاً إلا أنه قد أُعيد اكتشافها في الأرشيف مؤخراً. وفقا لما نشرته أيضا مجلة PLOS Biology وبالاستناد إلى الوثائق الداخلية الصادرة عن المؤسسة الدولية لبحوث السُكر (ISRF)، فإنّ المؤلفين كريستين كيرنس، دوري أبولونيو وستانتون غلانتز من جامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو يتحدثون عن دراسة على الفئران تعُرف باسم المشروع 259. وبالنسبة للمشروع، قام باحث يُدعى W.R.F. بوفر من جامعة بيرمنغهام بالتخطيط لمقارنة مجموعتين من الفئران: المجموعة الأولى تُتغذى على نظام غذائي يحتوي هلى نسبة سُكروز عالية، أو كما يُعرف بسُكر المائدة، والمجموعة الأخرى تستهلك النشا بدلاً من السُكر. في ذاكَ الوقت، اختلفَ العلماءُ حول ما إذا كان السُكر يمكن أن يرفعَ نسبة الدهون الثلاثية، وهو نوع من الدهون الموجودة في الدم. وترتبط مستويات عالية من الدهون الثلاثية مع زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. النتائج المبكرة من المشروع 259، كما لاحظت ISRF في تقريرٍ داخلي، قدمت "واحدة من الشروحات الأولى للاختلاف البيولوجي بين السكروز والفئران التي تأكل النشا". وأشار إلى أن اتّباع نظامٍ غذائيّ عالي السكر يمكن أن يكون له آثار قابلة للقياس، وهي ليست آثاراً جيدة. على وجه الخصوص، في حال كانت الإجابة نعم، أن نظرية اتباع نظام غذائي عالية في السكر يُمكنها أن ترفع نسبة الدهون الثلاثية، فإنّ ذلك سوف يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب.

وكان التشكيك في أي صلة بين السكر وأمراض القلب هدفاً هاماً لصناعة السكر في ذلك الوقت: وقد استخدمت كيرنس وزملاؤها بالفعل وثائق قديمة من ISRF، مؤسسة أبحاث السكر، لإظهار كيف قامت المنظمة بتنظيم دراسات مدعومة صناعياً لتحويل اللوم لمُسبب أمراض القلب من السكر إلى الدهون. وبعد ذلك بعام، بدأ المشروع 259. عندما تلقّت ISRF نتائج فحوصات الدهون الثلاثية، قامت بتخفيض تمويل المشروع، وبذلك لم تكتمل الدراسة ولم تُنشر نتائجها. ويرى واضعو الورقة الجديدة أن إيقاف الدراسة خدم الغرض الأكبر وهو إبعاد أية شبهات بين السكر بأمراض القلب والأوعية الدموية.
وهذا يعني أيضاً أنّ النتيجة المُقلقة لدراسة الفئران - الصلة بين السُكر وسرطان المثانة - ظلت غير معروفة. حيثُ قال الباحثون أن هناك صلة يجب إعادة النظر فيها اليوم، وفى العام الماضي، قالت رابطة السكر، الاسم الحالي التجاري للمجموعة الصناعية، "أنه لا توجد دراسة ذات مصداقية بين السُكريات التي تم تناولها والسرطان".

بالنسبة لأصحاب الورقة البحثية، مشروع 259 هو جزء صغير من خُطة أكبر. وقال ستانتون غلانتز، الأستاذ في معهد فيليب ر. لي للدراسات المتعلقة بالسياسات الصحية، ومؤلف مشارك، ل "تونيك": "كان هدفهم هو إبعاد الحوار العلمي حول هذه القضايا عن مسارهم، وقاموا بعمل جيد جداً. تلفت الورقة الانتباهَ أيضاً إلى المشكلة الأكبر المتمثلة في البحوث التي ترعاها الصناعة. "أعتقدُ أنّ أهم نقطة في هذه القصة هي أن صناعة السكر رفضت دفع ثمن البحوث التي كانت عُرضة لخطر الخروج بنتائج غير مؤاتية"، ماريون نستله، أستاذ بوليت غودارد للتغذية والدراسات الغذائية والصحة العامة، في جامعة نيويورك، أخبر تونيك عبر البريد الإلكتروني". هذه ممارسة شائعة في البحوث التي تمولها صناعة المخدرات ولكن هذه هي أول حالة موثقة أطلع عليها في مجال الغذاء". (هذا وقد كتبت شركة نستله تقريراً يُرافق التحليل السابق للوثائق الداخلية لفريق UCSF، ولكنه لم يُدمج في دراستهم.) عندما توصلت إلى تعقيب، ردت جمعية السكر ببيان يقولون في جزء منه، "ثم إيقاف الدراسة لثلاثة أسباب، لا أحد منها ينطوي على نتائج بحثية مُحتملة أو مُتوقعة. تأخرت الدراسة بشكل كبير؛ ومن ثم فقد تجاوزت الميزانية؛ وتداخل التأخير مع إعادة الهيكلة التنظيمية لمؤسسة أبحاث السكر لتُصبح كياناً جديداً: المؤسسة الدولية لبحوث السكر. وكانت هناك خطط لمواصلة الدراسة بتمويل من مؤسسة التغذية البريطانية، ولكن، لأسباب غير معروفة لنا، لم يحدث هذا ". استجاب عبر البريد الإلكتروني أيضاً رئيس جمعية السكر والرئيس التنفيذي لشركة كورتني غاين، وكتب، "ليس هناك إلا الآن أي صلة ذات مصداقية أو علاقة مباشرة بين السكر والسرطان. وقد أُجريت البحوث التي تشير إلى وجودها منذُ ما يقربُ من نصفِ قرنٍ ولم تنته أبداً، لذلك فإنّ أيُ نتائج كانت قد خرجت بها، يُمكن أن تُعتبر في أحسن الأحوال أولية واستكشافية فقط."

وتُـقر غلانتز بتأخير المشروع 259 وتجاوُز ميزانيته الصغيرة، ولكنها تعترض على أن النتائج التي توصل إليها تعتبر الآن أولية بسبب خفض التمويل، مما حال دون قيام الباحثين بإنهاء الدراسة. ويؤكد هو وكيرنز أنهما لم ينشرا أيّ ادعاء بشأن أيّ سُكر مُسبب للسرطان، بل يعتقدان أنّ الرابط يتطلب مزيداً من البحث. وبعد ما يقرُبُ من خمسة عقود، لم يفُت الأوان لمتابعة ذلك.