صور من سباق الهجن في سيناء

هذا العام كان لدي فرصة لتوثيق سباق الزلقة في صحراء سيناء في مصر. هذا السباق يعتبر من أقدم وأعرق سباقات الهجن، يتم تنظيمه كل عام في يناير بين أكبر قبيلتين في سيناء: قبيلة الترابين من شمال سيناء وقبيلة المزينة من الجنوب.

يقام في وادي الزلقة الذي يبعد ساعتين ونصف من القيادة الصعبة داخل صحراء سيناء من طريق نويبع-كاترين -ولمن لا يعرف، فإن سيناء هي الجزء الوحيد من مصر التي تقع في آسيا. هذا السباق يتم تنظيمه على مدار أجيال متتالية من قبل بدو سيناء فهو سباق تاريخي، مرتبط بعادات وتراث القبائل البدوية وطريقة للتنافس السلمي بين القبيلتين وهو أيضًا طريقة مثلى لتجميع عائلات وقبائل سيناء.  وطبعاً، يحضر السباق جميع أبناء القبائل في المنطقة والكثير من السياح -منطقة جنوب سيناء لا تزال آمنة وبعيدة عن التوترات مقارنة بشمالها.

يبدأ السباق مع أول ضوء من النهار بطول ٢٨ كم في الوادي الرملي وبمشاركة أكثر من ٣٠ جمل متسابق، تلاحقهم سيارات العائلات ذات الدفع الرباعي وعلى ظهرها المشجعين لمتابعة السباق، محاولين عدم اصطدام السيارات ببعضها في مشهد سينمائي مليء بالضباب والعفار ينتج طاقة مليئة بالأدرينالين.

الفرسان في معظم الأحيان هم من صغار السن حتى تكون الجمال أخف في السباق. هؤلاء الفرسان هم من أبناء القبائل وتم تعليمهم على يد أهاليهم. وهم يشعرون بالفخر والسعادة لمشاركتهم في هذا السباق. الأمر هنا مختلف تمامًا عن سباقات الهجن التي تستقدم الأطفال من الدول الآسيوية والأفريقية، والتي اعتبرتها المنظمات الحقوقية أحد أشكال العنف ضد الطفولة. هؤلاء الأطفال يشاركون بالسباق بكامل ارادتهم… حسناً، لا شك أن هناك بعض الضغط العائلي، كما نتوقع من جميع العائلات.

هذا العام فازت قبيلة الترابين بالمراكز الثلاث الاولى بعد خسارتهم للسباق في العامين السابقين، مما صاحبه احتفالات كبيرة من العيار الثقيل في أرجاء الوادي تسليم صاحب المركز الاول الكأس.

في نهاية اليوم، يتم الاحتفال بكافة الفرسان (راكبي الجمال) الذين شاركوا بهذا السباق، فهم النجوم الحقيقيون في هذا الحدث، ويتم معاملتهم كالأبطال.

بعد وجودي في سيناء لأكثر من سبع أعوام أرى أن هذا السباق هو طريقة رائعة لتمثيل جزء كبير من هوية و ثقافة بدو سيناء في مصر، وأهله الطيبون.