لبنان

جميعة امباكت ليبانون: الأولوية هي توفير الأدوية والمستلزمات الطبية للمتضررين من انفجار بيروت

الاحتياجات هائلة جدًا
حنان الكبت
Dubai, AE
انفجار بيروت
GettyImages

ثورة، بطالة، غلاء في الأسعار، ليرة منهارة، وباء عالمي، والآن جاء انفجار مرفأ بيروت والدمار الكبير الذي ألحقه في الممتلكات ليقضي على الأمل القليل المتبقي في أن الأمور يمكن أن تسير نحو الأفضل في لبنان. ولكن على الرغم من أن العاصمة "بيروت" التي لا تنام، أصبحت اليوم منكوبة ومدمرة، ولكن أهلها مصرون على إعادة بنائها، كما فعلوا في كل مرة طوال حياتهم. لا شك أن إعادة الإعمار ستحتاج الكثير من الوقت والجهد والمال والتخطيط، ولكن كل شخص وكل جهة سيكون له دور في هذه العملية. من اليوم الأول ما بعد الانفجار، كان هناك عدد من المبادرات والمؤسسات الخاصة التي تعمل على  الأرض، لتوفير المساعدة لكل القطاعات المتضررة منهم منظمة "امباكت ليبانون" Impact Lebanon، التي مقرها لندن، والتي أعلنت أنها خلال بضع ساعات ما بعد الانفجار من جمع 2 مليون جنيه إسترليني وهي تسعى لجمع خمسة ملايين جنيه إسترليني، لتوزيع تلك التبرعات على المنظمات الخيرية في لبنان. تحدثت إلى ديانا عباس، أحد أعضاء المجلس التأسيسي في المنظمة لمعرفة العمل الذي يقومون به على الأرض وكيف يمكننا كأفراد المساعدة.

إعلان

VICE عربية: لنعرف القراء بشكل سريع على Impact Lebanon؟
ديانا عباس:  نحن منظمة غير ربحية، نعمل على توفير بيئة اجتماعية أفضل، حيث نجمع المجتمع اللبناني في الشتات ونربطهم ببعضهم البعض ونقوم بتحويل أفكارهم إلى مبادرات. بدأت المنظمة العمل في 18 من أكتوبر 2019، مع بداية بدأت الثورة اللبنانية. بدأنا بتنظيم حملات تبرع كل شهرين أو ثلاثة أشهر، لتقديمها للمنظمات غير الحكومية في لبنان حسب حاجاتها. لقد قمنا بتخصيص جزء كبير من التبرعات التي نقوم بجمعها لمساعدة العائلات التي تأثرت بفيروس كوفيد-19 في لبنان. لدينا مبادرات أخرى قمنا بها بالتعاون مع الجامعة الأمريكية في بيروت، وهي مبادرة "الأكاديمية البيئية" التي تهدف لبناء قدرات أفراد المجتمع عىل إيجاد إيجاد حلول بيئية منهجية. كما لدينا مبادرة أخرى تسمى "دكانة" وهو متجر على الإنترنت مكرس لدعم الفنانين اللبنانين. لدينا أيضًا برنامج يربط الأشخاص الذين يبحثون عن وظائف في لبنان، بالأشخاص اللبنانيين المحترفين في الخارج لتقديم المشورة المهنية لهم. لقد بدأت Impact Lebanon بـ 15 شخصًا، وحتى الآن لدينا حوالي 160. الجميع يعمل من أجل لبنان.

 ما هي القطاعات الأكثر تأثراً والتي تحتاج للمساعدة بعد انفجار مرفأ بيروت؟ 
لقد أدى الانفجار إلى مقتل المئات وتشريد أكثر من 300 ألف شخص من مناطق مختلفة في بيروت، وذلك بسبب انهيار منازلهم أو تطاير واجهات زجاجية وحديدية أمامهم. وأيضًا الانفجار سيؤدي إلى المزيد من الانهيار الاقتصادي التي تشهده الدولة في الفترة الأخيرة، وخاصة أن مرفأ بيروت كان مركز مهم لحركة الاستيراد والتصدير في البلاد.

لقد بدأنا حملة جمع التبرعات بعد 5 دقائق من وقوع الانفجار، وهناك العديد من الفرق التي تعمل من أجل المساعدة الطبية والغذاء والمأوى. لقد خصصنا بالفعل بعض التبرعات للصليب الأحمر اللبناني. بشكل أساسي نقوم بتقييم الاحتياجات المهمة والضرورية، إنها عملية طويلة جدًا، حيث نعمل من خلالها على تغطية الاحتياجات الضرورية، ثم نقوم باختيار المستلزمات الأكثر أهمية عن غيرها لتوفيرها بشكل أساسي ومستمر. طبعاً الأولوية الأولى هي توفير الأدوية، هناك حاجة كبيرة للأدوية والمستلزمات الطبية، لأنّ المستشفيات عانت كثيرًا من الدمار الناتج عن الانفجار، وهناك خطر انقطاع إمدادات الأدوية خاصة أن مستودعات الأدوية الموجودة في مرفأ بيروت قد تضررت.

كما هناك حاجة كبيرة لإعادة بناء المنازل والمأوى، هناك عدد قليل من المنظمات غير الحكومية التي تعمل على توفير أماكن إقامة مؤقتة مثل "بيتنا بيتك" والتي نقوم أيضًا بجمع الأموال من أجلها. نحن نعمل أيضًا مع عدد من المنظمات غير الحكومية التي تغطي مناطق مختلفة في بيروت وتتعامل مع القضايا العاجلة، منها جميعة "بيت البركة" ونحن نعمل معهم لتوفير الطريقة الأفضل لاستلام الأموال من المتبرعين. العمل كثيف جداً ويحتاج لطاقة وتنظيم وتنسيق مستمر. 
 
من أين تأتي التبرعات، هل معظمها من الخارج أو من داخل لبنان؟
تأتي التبرعات في الغالب من خارج لبنان. داخل لبنان لدينا شريك يدير حملة لجمع التبرعات بجانبنا. بصراحة، هناك حاجة إلى المزيد من التبرعات، لأن الاحتياجات هائلة جدًا. ومن المهم بالنسبة لنا أن نؤكد على أنه سيتم توجيه التبرعات بطريقة تحقق التأثير الأكبر على الأرض. ونحن ملتزمون بالحفاظ على الشفافية قدر الإمكان خلال هذه العملية. 

بعيداً عن المستلزمات الطبية والمأوى، هل هناك حاجة إلى نقود أو ملابس؟
لا يبدو أنّ هناك حاجة ماسة  للملابس. معظم  العائلات المتضررة ستحتاج إلى المال، الأدوية والمستلزمات الطبية، وأماكن للإقامة، لأنّ الطعام والملابس لا تزال متوفرة في لبنان. من الأفضل تشجيع الناس على إرسال الأموال ومساعدة لبنان والشركات الصغيرة التي تم تدميرها. وكذلك، مساعدة الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليف شراء الدواء وخاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. أستطيع القول إنّ غالبية الاحتياجات تكمن في الإمدادات الطبية للمستشفيات، وإعادة بناء المنازل، والأعمال الصغيرة.