FYI.

This story is over 5 years old.

تقنية

كيف يمكن تجميد الأجنة لأطول فترة ممكنة؟

علمنا هذا الأسبوع أن امرأة قامت بولادة جنين يبلغ من العمر 24 عاما بعد تجميده

تنيس توهي - تورنتو ستار من خلال قيتي إيميجيز

ظهر هذا الموضوع في الأصل على موقع TONIC

تصدرت امرأة تبلغ من العمر 26 عاما عناوين الصحف هذا الأسبوع، بعد أن قامت بإنجاب طفل من جنين تم التبرع به، وتجميده قبل 24 عام.

وأنجبت تينا جيبسون ابنتها إيما في 25 نوفمبر بعد حمل من خلال التخصيب في المختبر، حيث يعاني زوج تينا، بنيامين من تليف كيسي يمكن أن يُسبب العقم.

قد تشكل ولادة إيما رقما قياسيا لأكبر جنين إنساني تم تجميد، ثم ولادته، ويقول مركز التبرع بالأجنة إن هذا الجنين سجل رقم قياسي، حيث لا توجد في الواقع أي وسيلة؛ لمعرفة أعمار الأجنة التي تم التبرع بها، حيث لم يتم تسجيلها في أي قاعدة بيانات رسمية.

إعلان

وأشارت ورقة علمية في عام 2011 إلى أن امرأة أنجبت بعد التلقيح الاصطناعي بالجنين الذي تم التبرع به، بعد أن تم تجميده لمدة 19 عام و7 شهور.

ولكن التقرير التالي، لا يهتم بالوقت، من الناحية النظرية، يمكن أن تكون الأجنة البشرية مجمدة، ولكنها لاتزال قابلة للحياة، وتعترف كاثرين راكوسكي، مديرة مختبر بريغام بمستشفى إيف، ونائب رئيس الجمعية الأمريكية للطب الإنجابي. "أنه إذا تم تخزين الجنين في درجة حرارة صحيحة والتي تصل إلى (-196 درجة مئوية)، فمن المحتمل أن يعيش وقتا طويلا جدا".

مرة أخرى في عام 1980، أثبت الباحثون أن أجنة الفئران، يمكن لها أن تظل على قيد الحياة لمدة 2000 سنة، ثم تولد بشكل صحي، أما بالنسبة للأجنة البشرية (البيض المخصب)، وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن مدة التخزين لم يكن لها تأثير على الحمل وصحة المواليد.

يتم تجميد الأجنة باستخدام محلول "كريوبروتكتانت" التي تعمل أساسا تحت اسم "مكافحة التجميد" لتحل محل الماء في الخلايا بحيث لا يمكن تشكل بلورات الجليد. (هذه البلورات التي يمكن أن تثقب وتعمل على تلف الخلايا). ثم توضع الأجنة في خزانات تخزين النيتروجين السائل في درجة حرارة -196 درجة مئوية، حيث يجب أن تبقى مغمورة تماما من أجل البقاء مُجمدة.

ودرجة الحرارة القريبة من الصفر المُطلق، نعتقد أنه خلال تلك الحرارة، لا تحدث فيها العمليات البيولوجية؛ لذلك من الناحية النظرية، الحفظ بالتبريد يوقف تطور الحياة، وما نقصده هنا "الحياة المبكرة جدًا" حيث أن الأجنة البشرية الأكثر تطورًا التي يمكن أن تكون مجمدة، هي عبارة عن المبايض والتي تحتوي على 120 خلية، والتي تتحول إلى أجنة بعد 5 إلى 6 أيام من التخصيب، ووجود الجنين خارج الرحم، يلزم معه تجميده، عند الوضع صفر، كما لو لم يمر أي وقت.

إعلان

هناك طريقتان للتجميد، أولا: الطريقة القديمة، والتي تعمل على تجميد بطيء، ينطوي على إضافة كميات صغيرة من ماد الكريوبروتكتانت، والتي تدخل إلى الأنسجة خلال 10 إلى 20 دقيقة، ويستغرق الجنين ساعة أو ساعتين للوصول إلى درجة الحرارة المثلى.

وقد تم تجميد الجنين المستخدم في هذه الولادة الأخيرة بعد 24 عاما على الجليد باستخدام هذه الطريقة القديمة، ولكن هناك تقنية أحدث، وهي التزجيج، حيث يتم تبريد الأنسجة 10.000 مرة أسرع باستخدام تركيزات أعلى من مادة "كريوبروتكتانتس"، وتم استخدام التزجيج فقط لتخزين الجنين في العقد الماضي أو نحو ذلك، وتقارن البحوث كيفية اختلاف أساليب التجميد، والتي قد تؤثر على إمكانيات التخزين، وأظهرت أحد التحليلات الحديثة تحسنا طفيفا في معدلات البقاء على قيد الحياة مع "التزجيج" بالمقارنة مع التجميد البطيء.

تقول فيتالي كوشنير، طبيب الغدد الصماء التناسلي في مركز الاستنساخ البشري في نيويورك: "في تجربتنا، عندما يتم تجميد الأجنة أو البيض، فإن مرور الوقت على الأرجح لا يهم طالما أن الظروف في الخزان محفوظة".

وتقول كوشنير إن التجميد البطيء يستخدم نظاما آليا لتخفيض درجة الحرارة تدريجيا مع إضافة البرودة الطاردة؛ فالتزجيج عبارة عن عملية يدوية ولكن لأنه سريع جدا، فإنه يساعد على تجنب تشكيل بلورات الجليد الضارة، وأضافت: "هناك مزايا وعيوب لكل تقنية، ولكن حاليا يفضل التزجيج من قبل العديد من مراكز الخصوبة لتجميد الأجنة والبيض بينما التجميد البطيء يفضل لتجميد عينات الأنسجة المبيضية".

وتضيف: كل خطوة في كل من إجراءات تجميد أو ذوبان يجب أن يتم بشكل صحيح لتجنب احتمال فقدان الأجنة أو الضرر، وتوضح: "نحن نتعامل مع خلايا حساسة بشكل رائع".

إعلان

وبالعودة لعلم الأجنة نجد أنه يقول أنه استنادا إلى ما نعرفه الآن، يمكن تخزين البيض والأجنة البشرية إلى أجل غير مسمى، ولكن هناك بعض قضايا التخزين التي تحتاج إلى معالجة، ويقول جاك كوهين، عالم الأجنة ومدير مختبر معهد آرت في واشنطن في جامعة والتر ريد الوطنية العسكرية: "يحتاج العلماء والمهندسون إلى تطوير الطرق التي تساعد علماء الأجنة على تخزين البيض والأجنة بأمان، وإجراء عينات الجرد والنقل دون تعطيل درجة الحرارة"، و"عندما يتحقق هذا الهدف، فإن الحفاظ على الأجنة للأبد لن يكون هدف بعيد المنال".

يعود استخدام الأجنة المجمدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث أن أول طفل، يولد من الجنين المبرد كان يعود إلى عام 1986، ووفقا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، واستخدام الأجنة المُتبرع بها، ليست شائعة ولكن تضاعفت بين عام 2006 و 2015، ومع ارتفاع عدد دورات التلقيح الاصطناعي من 866 إلى 1700، إلا أن هذا الإجراء لا يزال أقل شعبية بكثير من استخدام التبرع بالبيض، ففي عام 2015، أجريت ما يقرب من 20.000 دورة تلقيح صناعي في الولايات المتحدة باستخدام البيض المانحة.

عندما يتعلق الأمر بمعدلات المواليد الأحياء، تبدو الأجنة المُجمدة المتبرع بها أقل نجاحًا من استخدام البويضة المتبرع بها، وكذلك التبرع بالحيوانات المنوية.

وفي عام 2015، أدى 39% من عمليات نقل الأجنة المُجمدة للمتبرعين إلى ولادة حية، مقابل 56% من عمليات نقل الأجنة غير المجمدة من بيضة مانحة و 43% للأجنة المجمدة باستخدام بيضة مانحة، ويُشار إلى أن المجموعة التي سهلت التبرع الأخير تؤدي إلى أن معدل الولادات 2014 من الأجنة المُجمدة المتبرع بها 54 %.

وقد أظهرت أبحاث كوشنير انخفاض في معدلات المواليد باستخدام البيض المجمد مقارنة بالبيض الطازج، ويقول أنه في حين أنه من الممكن أن يكون "البيض المُخصب" جيد، إلا أنه قد يتأثر عن طريق الحفظ بالتبريد، ويحذر من أن البيانات التي تستند إليها هذه النتائج لم تعتمد على مراجعة لخصائص المرضى، والأعمار، وتشخيص حالات العقم، وغيرها…

إعلان

وبينما تعتبر هذه الإجراءات عموما آمنة مثل التلقيح الاصطناعي التقليدي مع البيض الطازج أو الأجنة، إلا أن استخدام أي مواد مانحة أخرى قد يؤدي لزيادة حدوث مضاعفات لكل من الحامل والجنين، حيث أن استخدام البيض المتبرع والحيوانات المنوية على حد سواء يرتبط بشكل منفصل إلى زيادة خطر الإصابة بحالة ما قبل تسمم الحمل، وهو ما يعني ارتفاع ضغط الدم حتى يمكن أن تصل لمرحلة القتل.

وأفاد تحليل لـ 11 دراسة أن فرص تطوير تسمم الحمل في البيض المانحة أو حمل الجنين تم التبرع به، عن حمل الجنين المعتاد تزيد ثلاثة اضعاف.

وقد أظهرت الدراسات أيضا أن استخدام البيض المانحة أو الأجنة يرتبط مع زيادة خطر ارتفاع ضغط الدم الناجم عن الحمل، والولادة قبل الأوان، وانخفاض الوزن عند الولادة، ووجدت دراسة حديثة أنه عند مقارنته باستخدام بيضة مانحة فقط، فإن "التبرع المزدوج" - استخدام الجنين المتبرع به أو بيضة المتبرع والحيوانات المنوية المانحة - يرتبط أيضا بزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل.

يقول كوشنير إن الزيادة في خطر حدوث مضاعفات يمكن أن تُعزى في كثير من الأحيان إلى صحة المرضى الذين يتحولون إلى البيض أو التبرع بالجنين، ويضيف: "يتعلق الأمر بالعمر المتقدم لمتلقي البيضة، والأجنة المانحة مما يثير مخاطر نتائج الحمل السلبية"، "قد يكون هناك أيضا المزيد من الرفض المناعي للحمل الناشئ في رحم الأم المُتلقية."

وقامت مقالة حديثة بتحليل نتائج 35 دراسة حول موضوع نتائج الحمل مع استخدام بيض المتبرع، المعروف أيضا باسم البويضات. وقد قارنت الدراسات نتائج الحمل التي تحققت مع بيض المتبرع أو الأجنة التي تشكلت عن طريق التلقيح الصناعي التقليدي أو عن طريق الحمل التلقائي.

ووجد الباحثون أنه كان هناك خطر متزايد تؤدي لتسمم الحمل، خاصة للتوائم؛ وهو ما قد يؤدي للولادة قبل الأوان، ويعتقد الباحثون أن التبرع بالبيض يجب أن يُدرج في المبادئ التوجيهية المهنية كعامل خطر معروف لتسمم الحمل، وأن نقل الجنين قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات خطيرة.