شباب

سألنا شباب عرب عن أجمل لهجة عربية، ولماذا؟

"كل لهجة عربية لها صوت مختلف ونكهة خاصة"
image_123655411

تتفرع اللهجات العربية إلى لهجات رئيسية عدة، وتنقسم هذه اللهجات إلى لهجات إقليمية شرقية وغربية وجنوبية وشمالية التي تتميز بمجموعة من الخصائص اللغوية الفريدة، بما في ذلك النطق والمفردات والتعبيرات. وتحمل كل لهجة في طياتها ثقافة وتراثًا فريدًا يعكس ملامح الحياة والمجتمعات التي تتحدث بها، بالإضافة إلى تميزها بمفردات فريدة مستمدة من الطبيعة والحياة اليومية في البيئة، مما يضفي عليها جمالاً وثراءً لغويًا وثقافيًا.

إعلان

تحتوي بعض اللهجات العربية على تفاصيل دقيقة في النطق والإيقاع واللفظ، مما يجعلها شديدة التميز والتفرد عن غيرها من اللهجات، وتشكل اللهجات العربية جزءًا هامًا من الهوية اللغوية والثقافية للمنطقة. كما تُعدُّ موروثًا ثقافيًا يجب المحافظة عليه وتوثيقه من أجل الحفاظ على التنوع والثراء الثقافي في المنطقة.

وقد يكون سبب اندفاع بعض الشباب لتعلم لهجات عربية جديدة هو تأثرهم بالأغاني والأفلام والمسلسلات التلفزيونية العربية التي تقدم بلهجات أخرى، أو حتى بسبب ارتفاع شعبية العديد من صناع المحتوى والإنفلونسرز العرب بشكل عام.

لذلك، سألنا شباب عرب لمعرفة رأيهم في أجمل لهجة عربية، ولماذا، وما هي أقرب لهجة بالنسبة لهم:

الفلسطينية والمصرية

"كل لهجة عربية لها صوت مختلف ونكهة خاصة، وأرى أن اللهجات الشامية عمومًا كثير فيها دفء وصدق. بيجوز أقرب شيء لقلبي خاصة اللهجة الفلسطينية، لأنها هي جزء من هويتي وكينونتي، وهذا الإحساس طبيعي بحكم أنها أول صوت صدر مني فيها، واول ما سمعت اذني هي لهجتنا. كذلك أرى أن اللهجة المصرية مميزة جداً، وصوتها رشيق، وتعد الأقرب للفلسطينيين تحديدًا يمكن بحكم القرب الجغرافي وكمان من الدراما المصرية تعلمناها. وكثيراً كنت أوقات المدرسة أحكي بكلمات مصرية لما تسألني المدرسة لو أحد اهلي مصري، لكن تأثرنا فيها من الدراما المصرية التي كانت تفوت على بيوتنا بهذا الوقت.

وحينما عشت في مصر فترة، كثيراً ما كنت أتحدث باللهجة المصرية، لأهداف خاصة بالتعامل مع التجار والسائقين. لم تكن معقدة وكانت رشيقة، سهل تتعلمها. بس في أوقات كثيرة كان ينتبه المصريين إلى أني غير مصرية، وهنا أقع في الفخ، وكنت أعاني وقت شراء ملابس من محلات مصرية بسبب تمصير بعض الكلمات الفرنسية أو الإنجليزية، مثل "شميز ودريس وبليزر." لذلك كنت اضطر أن أشير بيدي للشيء الذي أريد أن اسأل عنه أو أخذ صديقتي المصرية الجنسية معي كي تسهل علي." - ميرفت، فلسطين

إعلان

السورية

"أنا صراحة بحب اللهجة السورية (الشامية) احسها مريحه للسمع، حتى لما حد بيكون معصب أو لما بنات يتهاوشون بستمتع وانا اتفرج عليهم وبحب اشوف التكملة للآخر. كذلك أحب اللهجة العراقية ولدي أصدقاء عراقيين وبنحكي مرات بلهجتهم. وكان في موقف مرة زميلي العراقي نشر أن ابنه توفي ماعرفت كيف بدي اعزيه، لأنه كان كاتب منشورًا بحزن وأنا كان قصدي اواسيه وكنت أحب التحدث بلغته ومرادفاته حتى اعزيه واحكيله شي يريحه ويخفف عنه. أتذكر أيضاً في مرة بالجامعة قلت لزميل يعطيك العافية، وهاي كلمة احنا بنحكيها كتير، بس عندهم العافية تعني جهنم، الله يجيرنا منها، وهو فهمني غلط بس باللحظة نفسها شرحت له الوضع." - غرام، الأردن

"اللهجة السورية مثيرة جداً في تعبيراتها، أنا تعجبني الكلمات لانها لغة رنانة والعبارات بها جميلة خاصة أنها تعبر عن تراث المنطقة الفريد، ربما جاء ذلك من تعاملي مع بعض السوريين في مصر أو المملكة العربية السعودية. أعلم أن اللهجة السورية بداخلها لكنات متعددة، ويمكن هذا ما جعلني لا أهتم على تعلمها، لكن من المواقف المضحكة أن كلمة هفشخك عندهم يعني هفتح دماغك أما في مصر لها معنى مختلف تمامًا وأحيانًا يحتوي على إيحاء جنسي في مواقف معينة." - عمرو، مصر

الفلسطينية والأردنية

"تعجبني اللهجة الفلسطينية والأردنية، جميلتان وخفيفتان على الأذن ولهما لحن مميز بدرجة أقل. أحب كذلك اللهجة المصرية، ربما لأننا كعرب عمومًا، وخاصة كجزائريين، تعودت عليها أذاننا من خلال الأعمال الدرامية والسينمائية. أحس أنها لهجة ظريفة إن صح التعبير، وجدت كلمات صعبة في النطق أحياناً في اللهجة المصرية تحديداً، وكلمات لا استوعب معناها جيدًا مثل، الزبادي، والممبار، ولمض، وتملي، وآخر ألاجة." - ياسمين - الجزائر

إعلان

العراقية

"حينما كنت أعيش في سوريا قبل الحرب كنت أتعامل مع عراقيين كثر، وكانت تعجبني لهجتهم كثيراً، وكانت طريقة كلامهم مميزة بالنسبة لي اللهجة العراقية. بيقولوا مثلا "شاكو ماكو" وهي زي بالسوري شوفوا ماكو والتي تعادل في أيه؟ وتكون كثيراً في السؤال عن الحال، وكلمة "إشلونج/ إشلونش." إحنا بسوريا بنقول كيفك. كذلك وجدت أن هناك أكثر من لهجة في العراق، فلهجة الموصل تختلف عن لهجة بغداد، ولهجة بغداد تختلف عن لهجة البصرة، ولهجة البصرة تختلف عن لهجة النجف. اعتقد الأمر مثل سوريا ومصر." - محمود، سوريا

السعودية

"تعجبني اللهجة السعودية، والمثير أن كل منطقة تتميز بلهجة خاصة وكثيرًا ما تكون نابعة ومتأثرة من المكان والطبيعة من حولهم. على سبيل المثال لهجة عسير تختلف عن لهجة جدة ونجد إلى غير ذلك. وأنا أعشق لهجة الجنوبية ولهجة أهل جازان، لأنها منفردة بشكل كبير بمفرداتها ما يجعلك تظن أنها غير عربية. ومن أبرز الكلمات التي التصقت في ذهني منذ أول مرة سمعتها كانت ماهو، وهي كلمة واحدة وتعني كيف، وكلمة وين مصابي يعني أين تذهب وكيف الدنيا قابلتك يعني كيف حالك، وبتصابي عن وجهي/ وخر عن وجهي وتعني أني غير فاضي لك." - عبدالرحمن، السودان

"اللهجة السعودية بسبب شهرتها ولأني أعمل هناك جذبتني كثيراً وكنت في البداية أجد أن النطق صعب نوعاً ما، وكنت أظن أنها عربية فصحى لكن وجدت أنها غير ذلك، واكتشفت أنها مشابهة مع المصرية. هي لهجة يتفرع منها لهجات أخرى، مثل المصرية تجد لهجة لكل منطقة وأقليم، وشدتني لهجة أهل نجد كثيراً. وتأثرت من السعوديين الذين عملت معهم، وفي بداية عملي في السعودية حينما كنت اسئل سعودي بالمصري عامل أيه أو أزيك لا يعرف معنى الكلمة والتي تماثل كيف حالك، وتدريجياً بدأت اكتسب بعض الكلمات، مثل أيش تبغى والتي تعني ماذا تريد، وأيش بيك وتعني ماذا بك." - محمد، مصر