IMG_1804

بعض المشاركين في فعالية Speed dating بمقهي B.Hive - التقطت جميع الصور بواسطة حسين بيضون

FYI.

This story is over 5 years old.

شباب

Speed dating.. مبادرة تعارف غير تقليدية في لبنان

"تعارف" وليس "مواعدة".. والهدف: كسر العزلة ومساعدة الأشخاص المنعزلين على كسب الأصدقاء

بدا الإعلان غريبًا، فاعلية للمواعدة السريعة كما يُبين اسمها، كان الغريب فيها أنها غير مألوفة في المجتمعات العربية التي لطالما وصفت بالمحافظة، إلا أن "مازن وشركاه"، مُلّاك مقهى ومساحة العمل "B.Hive" الكائن بشارع الحمرا في قلب العاصمة اللبنانية بيروت، أصروا على خوض المغامرة لكن بشكل مختلف، فالمكان الذي عُرف بأنه مقصد الطلاب للدراسة وغيرهم للعمل يستضيف فاعلية جريئة نجحت في استقطاب عدد أكبر مما كانوا يتوقعون.

إعلان

داخل المساحة المفتوحة بالمقهى جلس 24 شاب ومثلهم من الفتيات يتبادلون التعريفات السريعة والسؤال عن الاهتمامات المشتركة: الأفلام والموسيقى المفضلة، الألعاب التي يحبونها، والأماكن التي يرتادونها، بالإضافة إلى تبادل خبراتهم في السفر والعمل والدراسة والعلاقات وغيرها. خمس دقائق كانت هي المدة المحددة لكل شخص ليُعرف نفسه ويتعرف على من يجلس أمامه، لينتقل كل منهم بعدها ليتعرف ليجلس أمام شخص أخر.

1551614197039-IMG_1765

المساحة المخصصة للفعالية - التقطت الصورة بواسطة حسين بيضون

تنتشر فكرة المواعدة السريعة في المجتمعات الغربية لكسر الوحدة والعزلة عند الأشخاص الذين يفشلون في إقامة علاقات ومعارف في الأوقات العادية، وقد تناولتها عدة أفلام أمريكية وأوروبية، وهو ما ألهم مازن جرادي، 28 عامًا، لتكرارها في قلب بيروت.

"تعرفت على هذه الفكرة في نيويورك أثناء دراستي، وأعجبتني بشدة وأردت تكرارها في بيروت" هكذا بدأ مازن حديثه عن الفاعلية التي بدا حماسه الشديد لها ليُكمل قائلاً: "أردت تكرار الفكرة ولكن بشكل مختلف، فاعلية للتعارف وليس للمواعدة، هناك الكثير من الأشخاص الذين يرتادون المكان عندي ولكنهم يبدون منعزلين وليس لديهم أصدقاء؛ فأردت أن أكسر عزلتهم وأن يتعرف الناس على بعضهم البعض، وتشجيعهم على الكلام وتبادل الحديث، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى أردت عمل دعاية لمكاني وجذب زبائن جدد، وتلك هي واحدة من سلسلة فاعليات ثقافية وفنية واجتماعية نقوم بها دوريًا"

كان اسم الفاعلية صادماً للكثيرين، وذلك لما تعارف عليه الناس عن تلك الفعاليات في الغرب حيث يكون الهدف الأساسي منها هي جمع الأشخاص العزاب ومساعدتهم في بدء علاقات عاطفية وغرامية، وهذا المعنى بالضبط الذي وصل إلى إمام المسجد القريب من المكان فبادر بالحديث مع مازن مالك المكان موضحًا له بأن تلك الممارسات لا تليق ولا تصح في مجتمعاتنا. "عبر لي بكل وضوح عن امتعاضه من الفاعلية التي ستُعطي انطباعًا سيئًا عن المكان وعن زبائنه، لكني أوضحت له بأن الفاعلية ليست لتبادل الغرام بين الزبائن ولكنها فقط لدفعهم للتعارف على بعضهم البعض وكسب أصدقاء ومعارف جدد، فأبدى تفهمه وترحيبه بمساعدة الناس على معرفة بعضهم وكسب أصدقاء جدد".

إعلان

"كان العدد كبيراً للغاية، مُرهقاً للجميع، عليك أن تبدأ حديثاً وتُعطي انطباعاً جيداً عن نفسك ولمحة عن دراستك وعملك ونمط حياتك وتفضيلاتك في خمس دقائق، لكن الأكثر مشقة وتعبًا هو أنه يجب عليك تكرار ذلك 24 مرة!". يقول مازن، ويضيف:"لم نتوقع هذا الاقبال أبداً، وكنت أخشى من ردود الفعل والخوف من المشاركة، لكن كانت النتائج مذهلة ومشجعة جدًا، لكن كان عدد الفتيات اللاتي قمن بتسجيل أسمائهم للحضور أكبر من الشباب في بداية الأمر، وكانوا يسجلون كمجموعات وأعتقد أنه كان نوع من تشجيع بعضهم لبعض".

1551615825669-IMG_1926

الأسئلة المقترحة على المشاركين - حسين بيضون

"كانت تجربة عظيمة، كسرت الكثير من الحواجز النفسية لديّ، فأنا خجول ولا أعرف كيفية لبدء حديث مع أشخاص مجهولين، لكنها أعطتني الفرصة للتعرف على 24 شخص في يوم واحد، خرجت منهم بـ 6 أصدقاء جدد" يقول محمد الدريني، صاحب الـ27 عامًا.

تراوحت أعمار المشاركين في الفعالية بين 20 و32 عامًا، وهو ما صنع تنوع كبير في الأفكار والاهتمامات والخبرات، وهو ما انعكس على روح الفاعلية التي بدأت بتوتر عام من الجميع الذين يشاركون لأول مرة في حياتهم في مثل هذه الفاعليات، ولكن سرعان ما ضج المكان بالضحك والابتسامات وغمرته روح من البهجة.

زود المكان كل مشاركة ومشارك بمجموعة من الأسئلة لتسهيل فتح الحوار فيما بينهم، وكذلك لائحة بأسماء الأشخاص الذين سيجلسون أمامهم، وعلى كل منهم وضع علامة موافقة أو رفض أمام كل شخص يجلسون أمامه، وبعد الفاعلية استرد مازن الأوراق ليقوم بالتوفيق وتبادل تفاصيل الاتصال بين كل شخصين أبديا موافقتهم على التعارف على بعضهما.

1551615904724-IMG_1994

جانب من مناقشات المشاركين - حسين بيضون

"ذهبت إلى الفاعلية بعد تشجيع صديقاتي اللائي اشتركن معي فيها بغرض كسر الملل والتعرف على أصدقاء جُدد، وكانت تجربة جيدة تعرفت فيها على عدد من الأشخاص اللطيفة، وبعد يوم منها وصلتني رسالة من المكان بأنه قد حصل توافق بيني وبين 3 أشخاص وأرسلوا لي تفاصيل التواصل، وبعد يومين قابلت أحدهم يسمى طارق، سرعان ما حصل بيننا توافق في الحديث والاهتمامات والتقينا مرة ثانية بعدها بثلاثة أيام، وبتنا نشعر بأن هناك انسجام عاطفي بيننا ربما يتحول إلى شيء أكثر جدية" تقول رنيم (30 عامًا)، إحدى المشاركات في الفاعلية.

إعلان

أما الدريني، الذي لم يحصل على شيء مماثل فقد حصل على شيء أخر "قمت باستغلال الفاعلية في تعريف الناس بأعمالي الفنية من رسم وديكور وتصميمات، وأبدوا اعجابهم وتحمسهم للتعاون معي ومساعدتي في فاعلية رسم سأقوم بها في نفس المكان، لم أحظ بعلاقة عاطفية ولكن اغتنمت أصدقاء جدد وزبائن لعملي"

خرج الجميع من الفاعلية وهم في غاية الاثارة والاستمتاع من التجربة الفريدة والجديدة على جميعهم، وأبدوا ترحيبهم الكامل بتكرارها مرة أخرى، وهو ما دفع أصحاب المكان بالتفكير سريعاً في تكرارها مرات عدة مع تلافي بعد المشاكل والأخطاء مثل ضخامة العدد وارتباك بعض التنظيم وغيرها.

1551615941044-IMG_1964
1551615962531-IMG_1739
1551615979148-IMG_1878