في التاريخ الإسلامي، ظلّت ملابس البدو والقرويين عملية وبسيطة ومناسبة للبيئة. كان الزيّ يعكس التواضع والتقوى، ولم يختلف إلا قليلاً بين الرجال والنساء إلى اليوم، ولا يزال الحال كما كان في الخليج، حيثُ يبقى الثّوب هو اللباس الشعبي.تغيّرت ملابس النساء في المملكة العربية السعودية مرارًا وتكرارًا تحت العباءة، وتم إعادة صياغة الملابس وتطوّرها بما يناسب العصر؛ لتعزيز الحركة والتكيّف مع البيئة واتباع صيحات الموضة. ومع الأخذ بعين الاعتبار الضغوط التي مارسها الاستعمار التغريبي في الشرق الأوسط وتضاؤل قواعد اللباس المحلية التي أعقبت العولمة، ظلّ لباس الرجال كما هو في بلادنا حيثُ حافظ الثوب على هويته وبقي الزيّ السعودي الأبرز للرجال وهو ما يتم ارتداؤه للأعراس والتّعزية والمناسبات الرسمية وغير الرسمية والدينية؛ فالثوب يُلبس للصلاة في المسجد والمكتب والمدرسة وحتى للعب الكُرة أحياناً.
إعلان
ما أبهرني وأثار فضولي ودعاني لهذا البحث هو الالتزام الشّعبي لارتداء الثوب، كزيّ رسمي ثابت عبر العصور ورغم التطوّر في كافة مجالات الحياة الحديثة، ما استدعى منّي ومن شريكتي العزيزة لطيفة بنت سعد تأريخ الثوب في المجتمع السعودي والسّعي لإنتاج سلسلة تستكشف كيفية انتشار الثوب وتشكيلهُ بحثاً عن الأنماط التي تتطوّر عبر الأجيال وفي جميع مناحي الحياة.
هذه هي السلسلة الأولى في مشروع مدّته عشر سنوات. المشروع سيحاول أن يلخّص جوهر الثوب وتغيراته أثناء التحول الذي تشهده المملكة اليوم والتحديث الحالي وسيتمّ من خلاله عملنا مع "لومار "ماركة الثياب الرائدة في المملكة، كما سأسعى أنا وشريكتي لطيفة لتوثيق التنوع في انتشار لبس الثوب. كما ستُعنى هذه السلسلة بتوثيق استطاعة رداء قطني بسيط تجاوز كلّ الانقسامات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخية، وتوحيد مظهر جميع الرجال في السعودية.
تصوير: أميرة ناظر، ستايل: لطيفة بنت سعد.