ترفيه

لماذا يقضي الرجال وقتًا طويلًا في الحمام؟

63 بالمئة من الرجال قالوا إنهم عمدوا إلى قضاء وقت أطول في الحمام عندما شعروا بالإحباط في العمل أو في المنزل
SH
إعداد Sam Hancock
man in toilet
Photo: Atlas Studio / Alamy Stock Photo

هناك مشهد لا يُنسى في فيلم This Is 40 من إنتاج عام 2012، حيث شوهد بيت (بول رود) وهو يتظاهر باستخدام الحمام حتى يتمكن من تصفح الآيباد الخاص به على حريته. صرخت زوجته ديبي (ليزلي مان) قائلة: "أعلم أنك لا لا تستخدم الحمام في الواقع." لا يقول بيت شيئًا ويعود لتصفح شاشة الآيباد أمامه.

في الآونة الأخيرة فقط، عندما علّقت شريكتي على مقدار الوقت "غير الطبيعي" الذي يُفترض أنني "أقضيه في الحمام" بدأت أتساءل عما إذا كان كل الرجال مقدر لهم أن يكرسوا معظم شبابهم في استخدام - أو التظاهر باستخدام - الحمام. أو إذا كان لدي الكثير من القواسم المشتركة مع شخصية خيالية.

إعلان

وفقًا لبحث أجرته شركة Pebble Gray التي تعمل في تصميم الحمامات في عام 2018، فإن بيت وأنا لسنا وحدنا. ووجدت الدراسة أن ثلث الرجال في المملكة المتحدة يقضون أكثر من سبع ساعات سنويًا في الحمام، "للتمتع بالراحة" و "تجنب الضغوط."

من الغريب أنني أعددت استطلاعًا خاصًا بي وأرسلته إلى 38 رجلاً تتراوح أعمارهم بين 19-55 للسؤال عن عاداتهم في استخدام المرحاض. وبالفعل تأكدت أن 92 بالمئة أفادوا بأنهم يقضون 20 دقيقة أو أكثر جالسين على عروشهم المصنوعة من البورسلين. وقال ما يزيد قليلاً عن 70 بالمئة إنهم قضوا في الحمام ما يزيد عن 30، أو حتى 40 دقيقة. واعترف ستة أشخاص بقضاء ساعة في الحمام بشكل منتظم.

للمقارنة، سألت 10 نساء نفس السؤال - قلن جميعهن إنهن لم يمكثن أكثر من 10 دقائق في الحمام.

وفقًا لمقدم الرعاية الصحية بالولايات المتحدة Geisinger، فإن متوسط ​​حركة الأمعاء يستغرق 12 ثانية. في حين أن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول في بعض الأحيان، إلا أن الشركة تنصح الأشخاص بعدم الحاجة إلى قضاء أكثر من 10 دقائق في المرحاض. إذن النساء: عمل جيد. الرجال: ما الذي يحدث معكم؟ 

عند سؤالهم عما كانوا يفعلونه في الحمام في هذه الفترة طويلة – بغض النظر عن الأشياء الواضحة - قال 84 بالمئة من الرجال الذين استطلعت آراؤهم إنهم يتصفحون وسائل التواصل الاجتماعي، بينما 68 بالمئة يشاهدون مقاطع الفيديو و62 بالمئة يقرؤون الأخبار. كانت الخيارات التالية الأكثر شيوعًا هي متابعة رسائل البريد الإلكتروني ورسائل الهاتف المحمول (49 بالمئة)، ومشاهدة حلقة من مسلسل تلفزيوني (24 بالمئة). قال البعض الآخر إنهم يقرؤون كتابًا (14 بالمئة) أو يجرون مكالمات (8 بالمئة).

إعلان

وألقى البعض باللوم على "الملل" وألقى آخرون باللوم على "الاسترخاء" و "النظافة الشخصية". لكن الرد الأكثر شيوعًا، مع ما يقرب من 80 بالمئة من الأصوات، كان أنهم كانوا هناك "ليحظوا ببعض الوقت بمفردهم."

أخبرني آندي، البالغ من العمر 30 عامًا والذي يعيش في بلفاست، أنه يستخدم ​​وقت الحمام الذي في المتوسط يبلغ 25 دقيقة للتخطيط لوجبات الطعام و"التفكير مليًا في الأمور" - لكنه يعترف بأن ذلك تسبب في "بعض الخلافات" مع زوجته.

وقال عبر الهاتف، "إنه مجرد شيء كنت أفعله دائمًا" مضيفًا أن ما يجب عليه التفكير فيه قد تغير مع تقدمه في السن. "الآن بعد أن عشت مع زوجتي، غالبًا ما أستخدم هذا الوقت المنفرد للتخطيط لوجبات العشاء لكلينا وعمومًا كمجرد وقت لتقييم الأيام المقبلة وما بوسعي أن أفعله." ويقول: "يمكن أن يكون ذلك الوقت المنفرد مثمرًا للغاية."

في هذه الأثناء، أخبرني هاري، البالغ من العمر 25 عامًا، أنه يستغرق "ما يقرب من 20 إلى 30 دقيقة" في الحمام. ويقول مدرس الرياضة المقيم في لندن وهو يضحك: "سأكون كاذبًا إذا قلت إنني لا أمكث هذه المدة الطويلة بالعادة في الحمام لأنني اتفحص هاتفي أو أشاهد مباراة لكرة القدم."

عند التحدث إلى المعالج النفسي بنيامين جاكسون، المتخصص في شؤون الرجال، يتضح أن الرجال قد يعتمدون على هذا الوقت المنفرد "لبناء مخزون احتياطي لمستويات هرمون التستوستيرون المتضائلة" بسبب ضغوطات مثل التواصل الاجتماعي والعمل وحتى الجنس.

ويقول جاكسون: "إنني أسميه وقت الكهف" معترفًا بهذه الصور النمطية، موضحا: "أسأل الرجال الذين أعمل معهم دائمًا من أين يحصلون على هذا الوقت المنفرد لأنفسهم. إذا كانوا يعيشون في شقق صغيرة أو في منازل كبيرة، وغالبًا ما يكون هذا المكان هو الحمام."

إعلان

يوضح لي جاكسون نظريته الهرمونية بشكل أكبر: "الأوكسيتوسين، هرمون الترابط الاجتماعي والعلاقة الحميمية، يقلل من هرمون التستوستيرون، لذلك إذا كان لديك رجل يقضي الكثير من الوقت في غرفة بمفرده، فهو في الواقع يحاول زيادة المستويات المستنفذة لذلك فإنه يحاول أن يكون الشريك الذي من المفترض أن يليق به أن يكون كذلك."

عادة، كما يقول، يميل الرجال إلى أداء "أنشطة ذهنية ذات تركيز فردي، مثل مشاهدة مباراة كرة قدم أو قراءة الأخبار" من أجل تخفيف الإجهاد والضغط. ويقول جاكسون: "وفقًا للقوالب النمطية الجنسانية الأساسية، يفضل الرجال التفكير وفعل هذه الأشياء بينما تفضل النساء الشعور والوجود." وأوضح جاكسون: "هذا هو السبب - بشكل عام - التحدث إلى الأصدقاء هو أكثر أهمية بالنسبة للنساء."

يضيف التقرير، مع الأخذ في الاعتبار أن 63 بالمئة من الرجال الذين أجابوا على الاستطلاع قالوا إنهم عمدوا إلى قضاء وقت أطول في الحمام عندما شعروا بالإحباط في العمل أو في المنزل. لماذا؟ لأنهم يعتبرونه "مكانًا آمنًا."

كما قال آندي، من بلفاست: "إنها فرصة لإعادة التوازن وهي تضمن لك وقتًا غير متقطع لك ولنفسك وحدك."

من الواضح أن الحمام هو أكثر بكثير مما هو عليه بالنسبة للرجال، إنه مكان يشغلونه أيضًا للراحة النفسية، وهو في الوقع يعبر عن حالة الصحة النفسية للرجال أكثر مما يتحدث عن سبب قضاءهم وقتًا أطول في الحمام أكثر من النساء.

إن الشعور بالإحراج الذي يربطه الكثير من الرجال بالحديث عن مشاعرهم معروف جيدًا: كشفت دراسة أجريت عام 2019 أن 58 بالمئة من الرجال في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا وأستراليا لا يزالون يشعرون بضغوط ليكونوا "أقوياء عاطفياً ولا يظهرون أي ضعف." ليس من المستغرب إذن أن ما يلمح إليه جاكسون على ما يبدو هو أن جلسة العلاج المثالية للرجل - والتي هي أساسًا ما يصبح عليه أثناء وجوده في الحمام - تتكون من قضاء ما يصل إلى ساعة بمفرده، دون الحاجة إلى التحدث إلى أي شخص على الإطلاق.

يقول جاكسون: "الكهف مكان مهم، طالما أنه لا يصبح وكرًا للتهرب والابتعاد عن الحياة."