في "أساسنز كريد" اليونان.. يُكرم المحارب أو يُهان

صورة ترويجية للعبة- المصدر Ubisoft

FYI.

This story is over 5 years old.

ألعاب فيديو

في "أساسنز كريد" اليونان.. يُكرم المحارب أو يُهان

حاربت وعشت تجربة لا تُنافس في اليونان القديمة وأتعطش للمزيد

قد يبدو للوهلة الأولى أن الجزء الحادي عشر لأي سلسلة سواء كانت فيلم أو مسلسل هو مجرد ”حَلْب“ للمحتوى واعتماد على حب الناس لتلك السلسلة، لكن في مجال ألعاب الفيديو يتغير الوضع تمامًا، خاصةً إن كانت سلسلة محبوبة عند معظمنا وخاصةً أكثر إن كانت اللعبة مبنية على عالم اليونان القديم. Assassin’s Creed Odyssey هي أحدث إصدار للسلسلة وأكثرها طموحًا وتطورًا في رأيي للآن، وأمام تحدي لإثبات وجودها في مجتمع صعب إرضاؤه.

إعلان

الجزء الجديد (الحادي عشر، نعم!) من Assassin’s Creed يحمل الكثير والكثير من التغييرات المفاجئة، قد يكون الأمر سارًا للبعض ومثيرًا لغضب البعض الآخر، وعلى الرغم من محاولتي لاكتشاف أصغر الأخطاء فيه، إلا أنه حاز على إعجابي. بعد قرابة 70 ساعة من اللعب، سأروي لكم بعضًا مما لفت انتباهي.

كاساندرا > أليكسيوس
إن لم تكن على اطلاع على تفاصيل اللعبة أو أخبارها، سأشرح. في Odyssey، ولأول مرة، ستمكن من اختيار الشخصية التي تريد اللعب بها، وكوني قد لعبت بما فيه الكفاية كبطل، حان الوقت أن تعتلي ”كاساندرا“ العرش. تجرتي مع النساء في ألعاب Assassin’s Creed كانت ممتعة لكنها قصيرة، والتطور الذي شهدناه منذ أيام إيفيلين (في إحدى توسعات Black Flag)، وإيفي فراي (في Syndicate)، وآية (لوهلة قصيرة جدًا في Origins) آتى ثماره في Odyssey. كاساندرا - برأيي- جديرة بأن تكون بطلة هذا الجز، فهي طموحة، شغوفة، قوية وجبارة، وعنفوانية الأنثى تلمع بعينيها. ولا أظن أنني قد استمتعت باللعبة لو اخترت أليكسيوس (مع كل احترامي له ولمحبيه).

واجهة الاختيار بين كاساندرا وألكسيوس

نظام القتال تغيّر ويجبرك أن تتغيّر
لطالما حاول مجتمع اللاعبين عامةً ومحبي Assassin’s Creed خاصةً أن ينتقد السلسلة، ذاكرين أن أسلوب القتال لم يتطور. يبدو أن المطورين قد استمعوا للشكاوى، وغيروا الأسلوب إلى حد ما. السيوف والخناجر لا زالت موجودة، لكن التحديات ستجبرك على تغيير أسلحتك بشكل مستمر لتتمكن من الانتصار على عدوك، فعلى الرغم من تفضيلي للسيوف في لعبة كهذه كونها سريعة وفتاكة، إلا أنني وجدت استخدامي للرماح قد ازداد للقضاء على فرائس وأعداء أصعب. هذا يشمل البشر والحيوانات. (بشكل أخص الحيوانات. الله لا يوفقه الخنزير الذكر الذي سحقني 15 مرة!)

إعلان

ومن ضمن التغييرات هذه: نظام القدرات، ففي السابق، كل إمكانية تستحوذ عليها تطور شخصيتك تلقائيًا وتتعلم حركات جديدة مع كل إمكانية أو مهارة، أما هنا، فالحركات الجديدة مربوطة بقائمة جديدة يمكن تفعيل 4 مهارات معينة فقط فيها ويتم تشغيلها كل ما تحسن قتالك. ولعل أحب القدرات لقلبي هنا، هي "ركلة إسبرطة" المعروفة للكل من فيلم 300.

واجهة نظام القدرات

الإضافة الأبرز والتي لفتت نظري هي نظام المعارك. كل جزيرة أو منطقة في يونان Odyssey تحكمها دولة ”أثينا“ أو ”إسبرطة“ - وأنت لك دور في تغيير ذلك. قم بإضعاف حكم دولة ما بأي منطقة عند طريق قتل جنودها أو إبادة مخيماتها أو اغتيال حاكمها، ثم أشعل نار الفتيل واختر أي طرف لتحارب معه واغتنم ما تشاء!

العودة للأسس
من الإعلانات والعروض التي ظهرت قبل صدور اللعبة، وبالنظر للألعاب الماضية، قد تشعر أن السلسلة بدأت بالتخلي عن مبدأ ”الأساسنز“ أو الاغتيالات، وركزت على أسس أخرى وهذا ما يحدث عندما تتوسع اللعبة وتوفر أساليب جديدة. وما أعجبني في Odyssey، أنها تكافئك بشكل غير مباشر على مهاراتك كأساسن. فإن اخترت أن تتسلسل وتقتل أعدائك بخفة، ستنجز مهمتك بسهولة. وإن أردت أن تحدث ضجة، فهذا الخيار موجود، لكن ستسمع بها الجارة وأختها، هذا بالإضافة لتسجيل جرائم بحقك والتي ستسلط عليك عناءً أكبر. جربت الأمرين، وعانيت المر.

خياراتك تؤثر على لعبك
لعبة Odyssey تعطينا تجربة RPG متكاملة بإضافة خيارات للحوار في المقاطع بين المهمات، وهناك بعض الخيارات التي قد تؤثر على مهامك والقصة بشكل مجمل. فاحترامك للناس أو عدمه سيكون له مفعول سواء كان صغيرًا، كتمكنك من تجنيد بعض الشخصيات، أو كبيرًا ليعطيك نهاية لقصتك أفضل من المتوقع. كما يمكنك أن تكون فاتنًا أو فاتنة وتجعل شخصيتك تقع في غرام الآخرين. انتبه للحديث وفكر جيدًا.

إعلان

أحد الخيارات المصيرية في اللعبة

كل جريمة لها عواقب
في السابق، عندما أردت مضايقة الناس العامة في اللعبة، قد يأتيك تحذير أن ”الأساسن“ شخص جيد ولا يؤذي الناس، وقد يصل الأمر إلى فصلك عن اللعبة لتعيدك لآخر مكان حفظ في Odyssey، الأمر اختلف. مضايقة الناس أو قتلهم أو نهبهم سيسجل كجريمة، ويمكن أن ترسل الدولة شخصًا ليضع حدًا لك وهذا قد يعيقك، أو يمكن تجنبه بدفع نقود المخالفة. لكن هذا يعتمد على شخصيتك كإنسان في نهاية الأمر.

هذا المؤشر يُحاسبك على أفعالك في اللعبة

لا، ليست مثل سابقتها
أغلب التعليقات عن Odyssey الموجودة على الإنترنت، أنها نسخ/لصق عن الجزء السابق (أو اللاحق زمنيًا) وهو Origins. هناك تشابهات في واجهة المستخدم، وهذا بنظري شيء جيد، فأنا لا أحتاج لأمضي جزء من وقتي كي أتعلم واجهة جديدة، فكون التصاميم مماثلة، هذا جعلني أركز على التقنيات الجديدة التي سخرتها لنا Odyssey، ومن أبرزها الإبحار.

فالسفر من جزيرة لأخرى يتطلب سفينة، وفي هذه اللعبة لديك سفينتك الخاصة، وعليك تحسينها عن طريق تجنيد معاونين وملازمين، وتطوير الدروع وأسلحة القتال وغيرها، لتحسين صراعك مع قراصنة البحر وأعدائك الآخرين في مياه اليونان. وبعكس Origins، لا توجد سلسلة أزرار محددة تضغطها للفوز بالمعركة، فالتخطيط ومعرفتك لأساليب القتال هو ما سينفعك.

كما أن هناك عدة تفرعات للقصة، التي ستبقيك داخل اللعبة حتى لو أنهيت المهام الرئيسية. وستجد نفسك تنوّع بين المهام على حسب مهاراتك وموقعك على الخريطة.

طبيعة العالم الخلابة
”واو! أين هذا المكان؟ أريد أن أسافر إليه الآن“ هو ما قالته صاحبتي عندما تركت الكنترولر وأنا على سطح بيت في ”ميغاريس“، إحدى المناطق في Odyssey. التقنيات التي وصلت لها الشركة المطورة Ubisoft، شئنا أم أبينا، برزت بشكل واضح في هذه اللعبة، لدرجة أنني كنت أستغل وضعية التصوير (Photo mode) بشكل مستمر في كل مرحلة، وأتصور نفسي أبحر وأجوب في عوالم اليونان القديمة.

إعلان

وتمكن صانعو اللعبة من دمج تاريخ اليونان العريق مع الأساطير الشهيرة (وهذا جلي في معركتك مع ميدوسا قرب نهاية اللعبة)، وهو أمرُ لطالما احترمته في سلسلة Assassin's Creed. فمنذ بدايتها في الشام، يتم تذكيرك في كل جزء أن أحداث اللعبة مقتبسة من التاريخ، وها نحن نكبر مع هذه السلسلة ونتعلم ونستمتع في كل جزء.

لكن لدي تحفظات
أغلب المذكور جيد وكله صحيح، في رأيي على الأقل، لكن هناك بعض الأمور التي ضايقتني خلال اللعب، وأبرزها:

حصانك حافظ مش فاهم: نظام الإرشاد التلقائي والمقتبس من Origins كان ضعيفًا بعض الشيء، فلا يمكن الحصان الذهاب أو التحرك إن لم تكن على طريق عام.

السفر السريع نادر: فيما سبق، كان بإمكانك التوجه بسرعة من مكان لآخر عبر اكتشافك لمناطق جديدة أو بـ”مزامنة“ المعالم العالية، لكن المعالم العالية قلت في هذا الجزء والسفر من جزيرة لأخرى عبر السفن قد يصيبك بالملل بعد عدة مرات. لكن إن كان هدف المطورين هو إجباري على اكتشاف أماكن جديدة أو التمتع بمناظر اللعبة، فهناك أسلوب أفضل للقيام بذلك.

بعض الحوارات غير متناسقة: فيمكن لشخصيتي أن تقتل وتثير الشغب بمنطقة ما، ثم تعود لتذكر في حوار آخر أنها لا تريد لفت الانتباه. هممم…

شاشات التحميل: في ألعاب السلسلة السابقة، وخلال الانتظار بين المهام، كانت شخصية الأساسن موجودة بشكل حر لتركض أو تحارب أو تفعل ما تشاء، أما في Odyssey، تم استبدال ذلك بمجسم منير عديم الحركة. ليش يا يوبيسوفت؟ :(

شاشة الانتظار الجديدة في Odyssey

وأخيرًا، الأنيموس: نعم، أعرف أنه جزء لا يتجزأ من عالم أساسنز كريد وهو ما يربطنا حاليًا بالماضي، الخ الخ. لكن وجوده لم يكن له أي إضافة ملموسة في الأجزاء الأخيرة كما كان في بداية السلسلة.

هناك المزيد الذي لم أتحدث عنه وذلك لاتصاله بالقصة التي لا أنوي حرقها عليكم، لكن في نهاية الأمر، إن كنت من عشاق السلسلة، ستستمتع بها، وإن كنت جديدًا عليها، ستستمتع بها أيضًا. العالم المفتوح والخلاب في اليونان القديمة سيجذبك أكثر وأكثر، والشخصيات ستقودك لمهام جديدة وقد تقع في حب بعضها أو سيقودوك للجنون. ردود فعل الناس لأخلاقك في اللعبة هو تفصيل جديد ومهم، ولن أنسى ذكر اللغة العربية في اللعبة التي تم إتقانها بدون أخطاء فادحة كغيرها من الألعاب.

تابعوا شادي على تويتر @iShadi

تمت مراجعة Assassin's Creed Odyssey على نظام PS4، وتم تزويدها من قبل شركة Ubisoft.