كيف تتحدث مع زملائك المسلمين في رمضان؟

في هذا الأسبوع ، بدأ شهر رمضان للمسلمين في جميع أنحاء العالم، ورمضان هو الشهر التاسع من التقويم القمري الإسلامي، وفي شهر رمضان نزل القرآن الكريم لأول مرة على النبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، ويتشارك المسلمون في هذا الشهر الصيام من قبل شروق الشمس إلى غروب الشمس، ويمتنع المسلمون عن الطعام والشراب، والعلاقات الحميمة، والرغبات الدنيوية إلى حد كبير خلال وقت الصيام، وبدلاً من ذلك يركزون على الأمور الروحانية وأعمال الخير.

وفي هذا الشهر أيضًا فإن زملائي من غير المسلمين الذين أتعامل معهم بشكل يومي يهتمون بتعلم كيفية التعامل معي خلال هذا الشهر.

فعندما يبدأ شهر رمضان، أدرك كم أن تفاعلاتي الاجتماعية تتأثر بسبب الصيام، وهو الأمر الذي يتضمن مسألة الطعام والشراب، فمقابلة الأصدقاء لتناول طعام الغداء أو العشاء يكاد يكون من المستحيل، كما أن الذهاب خلال استراحة العمل لتناول القهوة لن يحدث لفترة من الوقت.

وبينما يعتبر الامتناع عن الطعام والشراب أهم جانب في الصيام (وهو أحد أركان الإسلام الخمسة)، إلا أن الكثيرين لا يفهمون أننا لا نمتنع فقط عن الطعام وإنما نحرص في شهر رمضان على إعادة ضبط الذات بداخلنا بطريقة تجعلك شخصًا أفضل لبقية العام.

فنحن في هذا الشهر نزيد من أعمالنا الخيرية، ونقضي المزيد من الوقت مع العائلة والأقارب، ونبذل قصارى جهدنا لعدم التحدث بشكل سيء عن الآخرين أو الكذب، إنها فترة من التأمل الشخصي العميق أيضًا، وبالنسبة لي أرى أن شهر رمضان طريقة لخلق عادات للتحسن الذاتي في بقية العام.

ومن الأشياء التي لاحظتها خلال فترة صيامي في السنوات الماضية أن غير المسلمين (أو بالأحرى، هؤلاء الذين لم يسبق لهم التعامل مع المسلمين عن قرب) ليس لديهم فكرة عن كيفية التصرف تجاهي خلال شهر رمضان، وهم يعلمون أني لا أتناول الطعام، لكنهم عادة ما يكونوا ليس لديهم الكثير من التفاصيل عما وراء حالة الـ "لا طعام" تلك، ما يترك مجالاً للكثير من التشويش والمحادثات المتكررة.

ليس من الصعب حقًا البحث عن "رمضان" على موقع Google أو حتى قراءة أبحاث ويكيبيديا الدقيقة والواسعة نسبيًا حول رمضان. ولحسن الحظ، لقد قمت بإنشاء هذا الدليل العملي لما يجب عليك فعله وما لا يجب أن تقوله أو تفعله مع المسلمين خلال رمضان.

لا تسأل لماذا لا يصوم أحد
هناك الكثير من الأسباب التي تجعل المسلمين المتمسكين بدينهم لا يستطيعون الصيام أو لا يصومون، فهناك عوامل مثل المرض أو الحمل أوالشيخوخة وكذلك فترة الحيض للنساء، كل هذه الأشياء الشخصية جدًا التي قد تتحدث عنها تعتمد على حالة الشخص نفسه، ولكن الأهم من ذلك، أنه ليس من شأنك سواء صام هذا الشخص أم لا.

واحدة من أجمل الأشياء عن الصيام، هي أنه لا توجد طريقة لإثبات أن أي شخص يكون صائمًا بالفعل، ففعل الصيام نفسه ينبع من أعماق النفس وهو شيء لا يعلمه إلا الله. إنهم أيضا يسألون لماذا يغفل شخص ما عن جوانب مهمة أخرى تجعله أكثر التزامًا في رمضان مثل الصلاة وإعمال الفكر، فليس معنى أن هناك شخص ما لا يصوم إنه لا يشاركنا رمضان.

لا تتصرف بغرابة عندما تأكل
فمن المنطقي ألا تأكل أمام صديقك الصائم الذي لم يتناول الطعام لمدة 15 ساعة، ولكن لا حاجة لك عندما تفعل ذلك لأن تعتذر بشكل مبالغ فيه (لأن ذلك قد يجعل الأمور أسوأ وأكثر إزعاجًا)، وهذا هو ما أقصده، فنحن نعرف بالضبط حالتنا عندما نصوم، ونحن على علم بما ستفعله لنا. و لهذا السبب قبل أن نبدأ الصوم بساعة أو أكثر نستيقظ من أجل السحور وأكل الطعام الذي يجعلنا بقدر الإمكان لا نشعر بالجوع لبقية اليوم.

جزء كبير من الصوم هو معرفة أن العالم لا يتوقف من أجلك، لا أحد يتوقع معاملة خاصة (على الرغم من أنه من الممكن اعتبار تلك المعاملة أمرًا لطيفًا)، فنحن لانزال نذهب إلى العمل ونمارس حياتنا اليومية، ليس من المفترض أن يكون رمضان سهلاً، هذا هو بيت القصيد.

إذا كنت غير متأكد من كيفية الترحيب بضيف مسلم أثناء الصيام فهناك الكثير من الطرق لجعل شخص ما يشعر بالترحاب منك دون تقديم الطعام، فعلى سبيل المثال، في أحد شهور الصيف، وضعت صديقتي منشفة باردة في الثلاجة كي تبرد لاستعملها وذلك بدلاً من تقديم كوب من الماء، لقد كانت واحدة من أكثر الأشياء لطفًا ومراعاة للشعور التي قام بها أي شخص من أجلي.

كن لطيفا عندما تسأل
مع كل بداية رمضان، يسألني غير المسلمين (أو بالأحرى، يصرخون) و"لا حتى الماء؟!" السؤال نفسه منتشر كثيرا حتى أنه أصبح نوعًا من المزاح مع المسلمين. لذلك لا تسأل مثل هذه الأسئلة التي تبدو محبطة، وبالطبع ليس معنى كلامي أنك لا تطرح أسئلة أبدًا خلال شهر رمضان، لا ليس هذا صحيحًا، ولكن يجب عليك ألا تسأل عن أمور تتطلب منك قدر صغير من البحث.

تخيل وضعنا، ونحن نقضي أيامنا محاطين من قبل ناس لا تصوم وتسمع منهم نفس السؤال عشرات المرات، وتضطر إلى الشرح مرارًا وتكرارًا قائلاً: "لا ، ولا حتى الماء". فإذا كنت تريد إجراء مناقشة هادفة حول رمضان ومعتقداتنا، فإن عليك أن تجمع بعض المعلومات الأساسية المنطقية، أليس كذلك؟

رمضان فرصة عظيمة للتعرف على الأشخاص الذين لديهم معلومات خاطئة عنا، انتهزها.
لا أستطيع أن أتحدث باسم جميع المسلمين، لكنني أحب التحدث عن رمضان مع الناس، أحب منح الناس الفرصة لتعلم المزيد عن شيء مهم للغاية بالنسبة لي، خاصة بالنظر إلى الكيفية التي يمكن بها تقديم الإسلام إلى الكثيرين.

فهناك العديد من المجموعات والمراكز الاجتماعية تحب إشراك غير المسلمين في الاحتفالات الرمضانية، فإذا كنت طالبًا، فمن المحتمل أن يكون لديك جمعية محلية للطلاب المسلمين التي تقدم الكثير من الأمسيات الليلية وكذلك تقيم حفلات عشاء مسائية.

وفي حين أن الصوم أمر عقائدي، فإن الصوم أيضًا هو تدريب رائع على فن ضبط النفس، ولهذا السبب أشجع دائمًا غير المسلمين على الانضمام إليّ حتى ولو ليوم واحد في تجربة ما يشبه الصيام.

لا تشرح رمضان للمسلمين مهما كانت لديك من معلومات عنه
في كثير من الأحيان، يحاول الناس استخدام ما يعرفونه عن المسلمين والإسلام للحديث عن رمضان. أحد الأمثلة على ذلك كان زميل سابق لي يقول: "لا، أنا على يقين أنه لا يمكنك أن تأكل من لحظة شروق الشمس إلى غروب الشمس"، وأنا أقول له إن الأمر ليس كذلك، لأن صلاة الفجر تحدث قبل أن تشرق الشمس ونحن نصوم مع طلوع الفجر.

هناك طرق أفضل لإظهار أنك في السنة الأولى من دراستك للأديان الشرقية، أكثر من أن تخبر شخص ما عن دينه وعاداته الخاصة، لذلك عليك أن تأخذ كلامنا فقط كما هو!

تواصل مع الكاتب عبر تويتر