FYI.

This story is over 5 years old.

صحة

عشرة أسئلة لطالما أردت طرحها على ناجية من السرطان

كان شعورا ممزوجاً بالخوف من الموت وأيضا الخوف من حزن أمي على فراقي
سرطان
مريم قبل وبعد اصابتها بالسرطان.

مريم سعد، 18 عاماً، تلميذة بالمرحلة الثانوية، اكتشفت إصابتها بسرطان العظام بالصدفة إثر آلام مفاجئة في منطقة الورك في شهر ديسمبر من سنة 2016. وما بين صدمتها وإنكارها للواقع في البدايات، قررت مريم التعامل مع مرضها بطريقة مختلفة، وذلك من خلال توثيق رحلة العلاج عبر صفحتها على فيسبوك عبر الفيديوهات والصور و"السلفيات،" التي تضم كل تلك اللحظات من الفرح أو الألم سواء خلال خضوعها لجلسات الكيماوي أو بعد إجراءها لعملية جراحية تكللت بالنجاح وتم خلالها استئصال الورم بشكل نهائي. وجاء اعلانها على انتصارها على المرض عبر صفحتها كذلك حيث كتبت: "باي باي cancer إن شاء الله معرفة مش طيبة." تحدثنا مع مريم وسألناها عن رحلتها مع هذا المرض.

إعلان

VICE عربية: كيف اكتشفت إصابتك بمرض السرطان؟
مريم سعد: في شهر ديسمبر من سنة 2016، أحسست فجأة بآلام شديدة في منطقة أسفل الحوض، فذهبت مباشرة للطبيب وطلب مني مباشرة القيام بفحص "أشعة" للتأكد من طبيعة المرض وتم بعدها التأكد من وجود كتلة دموية في منطقة عظام "الورك" وكانت في كل مرة تزداد الشكوك لدى الأطباء بوجود ورم خبيث، لكني كنت أستبعد تلك الفرضية في كل مرة كان يطلب مني إجراء تحليل جديد، حتى وصلت لآخر مرحلة وهي إجراء فحص على عينة من ذلك "الكيس الدموي" وتأكد فعلياً إصابتي بالسرطان والذي كان في مراحل متقدمة.

كيف كانت ردة فعلك الأولى بعد سماع الخبر؟
صدمة وذهول، لكني وجدت نفسي عاجزة عن البكاء. عند تحديد أول جلسة علاج كيماوي لم أرد الذهاب، لم أستطع تصديق حقيقة أنني مصابة بالسرطان، ورفضت الذهاب الى المستشفى. ولكني ذهبت بالنهاية بإلحاح من والدتي.

ما أول شيء قمت به بعد أن علمت عن مرضك؟
الهرب، أردت الانعزال عن العالم كله. قررت السفر من العاصمة تونس إلى منزل أحد أقاربي في منطقة ريفية، وبقيت هناك لمدة أسبوع، وبعدها لمنزل والدتي ووافقت على الخضوع لجلسات العلاج الكيماوي.

هل تغيرت طريقة تعامل الناس أهلك وأصدقائك معك؟ هل أصبحوا أكثر اهتماما بشكل مزعج؟
أنا أعيش مع والدتي فقط بعد انفصالها عن والدي وأنا صغيرة، وعلاقتي بها رائعة ومميزة. كانت والدتي أول من علم بمرضي وكانت تحمل عني كل العبء وتخفف عني أهواله بكل الطرق، أما أصدقائي وعائلتي الموسعة فردة الفعل كانت مختلفة، بعضهم نَظر لي بعين الرحمة والشفقة وآخرون اكتفوا بمواساتي خلال الأيام الأولى، ثم لم أرهم بعد ذلك. أما والدي فقد اكتفى بمهاتفتي. صديقي قي ذلك الوقت الذي جمعتني به علاقة حب قرر الانسحاب من حياتي دون مقدمات بمجرد سماعه بخبر مرضي.

إعلان

هل كنت خائفة من الموت؟
أكيد، وخصوصاً خلال الفترة الأولى لاسيما وأن الفكرة السائدة لدى الجميع أن من يُصاب بالسرطان فإن نسبة شفائه قليلة جداً، وعليه فقط أن ينتظر مصيره المحتوم. كان شعورا ممزوجاً بالخوف من الموت وأيضا الخوف من حزن أمي على فراقي.

هل شعرت أنه من الظلم أن تصابي بالسرطان في هذا العمر؟ هل بدأت مثلا بالصلاة أم العكس فقدت إيمانك؟
إصابتي بالسرطان وشعوري أن الموت قريب غير من نظرتي للحياة وللموت، لم أشعر بالظلم والحزن على نفسي، على العكس أصبحت أكثر قرباً من الله، كنت أصلي ليلًا نهاراً ولا أكف عن الدعاء بأن يمنحني الله حياة ثانية لأجل والدتي، أردت بشدة أن ينتهي كل هذا وأن أرجع لحياتي وأعيش كأي فتاة في عمري تحلم بأن تدرس وتتخرج وتتزوج وتُكون أسرة وتنجب أطفالاً.

ما هي الأسئلة التي لا تحبين سماعها ويصر الآخرين على سؤالها لك؟
(تضحك) صراحة أكثر سؤال يستفزني من الجميع هو "ماذا قال لك الطبيب؟" في كل مرة أذهب فيها لمراجعة الطبيب أو للمستشفى، أيضا أكره عندما يقوم أحدهم بسؤالي عن صحتي بشكل فيه نوع من الشفقة، كنت أرفض حتى الرد على السؤال بكلمة. وطبعاً، كانت هناك أسئلة من نوع لماذا لم تفكري في ارتداء الحجاب؟ وخاصة بعد سقوط شعري، هذا السؤال كان يغضبني بشكل كبير، وكأنهم لا يرون في الحجاب إلا أداة لإخفاء عورة ما أو مرض ما. بالنسبة لي، حين أفكر في ارتداء الحجاب، سيكون ذلك عن قناعة والتزام بيني وبين خالقي وليس لمجرد إخفاء "عيب."

ما هي أصعب مرحلة من العلاج؟
بدون أدنى شك، مرحلة العلاج الكيماوي مع سقوط شعر الرأس والحواجب وحالة الاستفراغ الدائمة بسبب قوة الدواء والتي تواصلت لمدة 6 أشهر بمعدل جلسة كل شهر. كانت معالم جسدي تتغير بشكل قد يراه البعض مخيف وسيء.

هل فكرت في أي لحظة بالتوقف عن العلاج بسبب الأعراض الجانبية؟
كنت قد عزمت أمري على أن أحاول كل ما بجهدي لكي أتخلص من المرض وأعود لحياتي. كنت أتحدى العلاج بطريقتي الخاصة من خلال ذهابي للجلسة مرتدية الباروكة والمكياج وملابس أنيقة. كما أن مشاركتي لكل هذه التفاصيل واللحظات مع أصدقائي عبر صفحتي على فيسبوك وقراءة تعليقاتهم ومشاركاتهم كانت تعطيني دفعة قوية للاستمرار في محاربة المرض. وجدت في حب الناس وتعاطفهم معي بشكل تلقائي سبباً آخر لأتشبث بالحياة. أنا أؤمن بمقولة شهيرة تقول الخوف لا يمنع من الموت لكنه يمنعك من الحياة.

ما الذي تغير، قبل وبعد السرطان؟
أكيد مريم قبل المرض وخلاله ليست نفسها بعده، شخصيتي صارت أقوى ونظرتي للناس ولمن حولي صارت أكثر نضجاً. كما أن تلك التجربة جعلتني أنظر للحياة بشكل أكثر تفاؤل وأولها إصراري على مواصلة دراستي التي انقطعت عنها بسبب المرض.