صحة

أجريتُ عملية زرع لثة لأحصل على ابتسامة أجمل

كان الأطفال في المدرسة ينادونني Bugs Bunny في إشارة إلى شخصية الأرنب الكرتونية الشهيرة
Split image of a person's gums and a slice of flesh
Courtesy of Michelle Lee

لطالما اعتقدتُ أن السنين العُلويين الأوسطين، رغم أنهما بلا شك مفيدان لقضم تفاحة، طويلان بعض الشيء من الناحية الجمالية، وقد توصلتُ إلى هذا الاستنتاج بمفردي، غير أن الأطفال في المدرسة أكدوا لي ذلك عندما راحوا ينادونني Bugs Bunny في إشارة لشخصية الأرنب الكرتونية الشهيرة. ورغم أني تعايشت مع الأمر، إلا أن تقصير أسناني كان أحد الأسباب الرئيسية التي دفعتني إلى تغيير شكل ابتسامتي تغييراً جذريًا في العام الفائت.

إعلان

لكن بعد أن أعادت فيكتوريا فيستمان؛ طبيبة الأسنان المختصة في التجميل؛ قولبة قواطعي المركزية بشكل جميل، بحيث لا تبدو بارزة بين الأسنان المجاورة الأقصر منها، أدركتُ أن شكلها الطويل يرجع بنسبة كبيرة إلى انحسار اللثة، والأسوأ من ذلك أن الأسنان كانت رمادية اللون مصفرة شيئًا ما في خط اللثة الجديد. تُعتبر فيستمان معجزة في مجال التجميل، غير أن إعادة اللثة إلى مكانها الصحيح ليس من اختصاصها، بل من اختصاص جرّاحي اللثة، ولحسن حظي أن كان أحدُ أفضل أصدقائي طبيبَ لثة.

يهتم أطباء اللثة، مثل صديقتي "ميشيل لي"، بما يخصّ الأسنان، وفي محادثة مهذبة، تشير إلى ما تفعله من أجل كسب لقمة العيش باسم "بستنة اللثة"، ويتضمن ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، زراعة الأسنان وكذلك تشخيص أمراض اللثة والوقاية منها وعلاجها، كما يقوم أخصائيو أمراض اللثة بإجراء عمليات جراحية للثة أو ترقيع اللثة في فمك؛ وذلك بأخذ أنسجة من موقع متبرع - أو من جثث في بعض الحالات أنسجة - واستخدامها لاستعادة ما أتلفه الزمن أو الإهمال أو المرض والإفراط في استخدام فرشاة الأسنان.

أرسلتُ لميشيل صورة أسناني، وسرعان ما أكدت لي أن فرص نجاح عملية تطعيم اللثة كبيرة، كما قالت إني إنْ سافرتُ إلى فانكوفر، فستعرض عليّ صفقة مذهلة إن خضعتُ للجراحة، ألا وهي وجبة غداء. بمجرد أن جلستُ في مكتبها بعد بضعة أسابيع، أكدت ميشيل أن نسيج اللثة قد انحسر عن مكانه، تاركًا بعضاً من جذور أسناني مكشوفًا. على الرغم من أن الخُيلاء أو الزهو الصِرف - الخوف من التحديق في أسناني - قد دفعني إلى الطيران عبر القارة للسماح لصديقتي أن تحفر لثتي، أخبرتني ميشيل أن هناك عدة أسباب أكثر أهمية لعلاج انحسار اللثة، وأوضحت قائلة: "إن أكثر ما يُقلق من انحسار اللثة هو فقدان الدعم في مقدمة السن"، مضيفة أن الانحسار قد يؤدي إلى فقدان الأسنان في حالات نادرة إنْ تُرك بدون علاج.

إعلان

وثاني سبب قدمته صديقتي الطبيبة هو أن الأعصاب تكون مكشوفة عند جذر السن أكثر منه عند التاج، ما قد يسبب ألمًا وحساسية أكبر. ثالثًا، ونظرًا لأن سطح الجذر المكون من ملاط غير قاس بقساوة طبقة المينا التي تغطي تاج السن، فإن هذا السطح قد يكون عرضة للتآكل بسهولة بسبب الاحتكاك والأطعمة الحمضية، ما يجعله أرق. وقالت ميشيل: "إنه أيضاً أكثر مسامية، ما يعني أن هناك فرصة أكبر لتسوس الأسنان".

والآن بعد أن علمتُ بالفظائع التي قد تصيبني إن لم نقم بالتدخل، كررت ميشيل ما يمكن أن أتوقعه في الدقائق والأيام والأسابيع والأشهر القادمة. وقالت: "لذا، سأقوم بنقل الأنسجة الضامة من سقف حلقك ووضعها على الجذور المكشوفة وسأسحب اللثة المنحسرة فوقها وأثبتها في مكانها باستخدام خيط جراحي". لقد كانت تتكلم وكأن الأمر ليس بالغريب أبًدا، وأضافت: "في الأسابيع والأشهر اللاحقة، نريد أن يلتحم النسيج الضام بسطح الجذر وأن يستعيد الدعم". كما قالت بأن الألياف الضامة في النسيج المنقول ستلتحم بالجذر في نهاية الأمر. تخيلتُ أن هذه الألياف أشبه بالحبال التي تثبت القارب إلى حوض السفن. يعتبر تطعيم الأنسجة الضامة تطورًا جديدًا نسبيًا، وقد تم وصفه لأول مرة في عام 1985، ومنذ ذلك الحين، أصبحت التقنية الأكثر شيوعًا في تطعيم اللثة.

كما أخبرتني الطبيبه أنه "غالبًا ما يقول الناس أن الموقع المتبرع للنسيج الضام يسبب حرقة شديدة أشبه بتلك الناتجة عن تناول بيتزا ساخنة ويمكن أن يستمر لفترة من الوقت". كما أخبرتني أنه خلال الأيام القليلة المقبلة، أو ربما بعد أسبوع من الجراحة، سيكون عليّ الاكتفاء بتناول الأطعمة الخفيفة وأن أضع واقيًا بلاستيكيًا لمنع لساني والطعام من إزعاج الموقع المانح للنسيج، كما أخبرتني أن فمي سيبدو فظيع المنظر لأسبوع أو اثنين.

إعلان

وقالت ميشيل: "قد تتحول لثتك إلى اللون الأحمر أو الرمادي أو الأزرق أو الأرجواني، ومن المحتمل أن يتجمع بعض الدم المتجلط فوقها". كما حذرتني من تمرير فرشاة الأسنان بالقرب من الموقع المستقبل للنسيج، وبعد استيعاب كل هذه المعلومات، قررتُ تقليص جميع خططي الاجتماعية بشكل كبير أثناء وجودي في فانكوفر، وقررتُ التواري في منزل ميشيل وزوجها وأن أكتفي بتناول الحساء واللبن والآيس كريم.

بعد حقن الليدوكائين في كل من الموقع المستقبل والموقع المانح للنسيج، وهو الجزء الوحيد غير المريح في العملية بعض الشيء؛ نظفت ميشيل جذر الأسنان الذي وصفته بأنه ملوث باللعاب وبقايا الطعام، ثم وضعت بروتيناً متجدداً يدعى إمدوغين، وهو مشتق من برعم الأسنان النامية لسن الخنزير. وبينما كانت تقوم بذلك، أوضحت لي أن هذه العملية قد تحفز تكوين ملاط جذر جديد بحيث تلتحم ألياف أنسجة اللثة بشكل طبيعي أكثر.

وبعد ذلك أزالت الطبيبة خط اللثة المنحسر بأداة وذلك لإنشاء جيب صغير، وعملت شق في أدمة سقف فمي واقتطعت منه قطعة مستطيلة الشكل من النسيج الضام لتغطية الجذور المكشوفة ثم خاطته ببراعة، وفي الخطوة الأخيرة قامت بثني النسيج الضام المُقتطع داخل الجيب الذي صنعته قبل تثبيته في مكانه بالقُطب.

لقد كانت عملية معقدة بشكل لا يصدق، غير أنها استغرقت أقل من 45 دقيقة، وراحت ميشيل تلتقط الصور بعد الجراحة، وفي هذه الأثناء كررت قولها إن نجاح عملية التطعيم سوف يعتمد بشكل أساسي على مدى تقيدي بتعليمات الرعاية اللاحقة للعملية الجراحية، وقالت: "لقد قمتُ بعملية التطعيم، والآن عليك أن تبقيه في مكانه". تعهدتُ بأن ألتزم بأوامرها حرفيًا.

بينما كنت في فترة النقاهة، تحدثت مع كارولين هيرون، طبيبة اللثة في سياتل. (أردتُ أن أفهم المخاطر من قبل شخص لم أكن أقيم في منزله). أكدت كارولين أنه التطعيم "لا ينجح" لدى عدد قليل من المرضى، وفي الواقع كان هذا هو الحال بالنسبة لصديقة لي أجرت تطعيمًا للثة في سن المراهقة. كما أخبرتني كارولين أن مخاطر عملية التطعيم شبيهة بمعظم مخاطر عمليات اللثة والأسنان، بما في ذلك حدوث عدوى بعد الجراحة والنزيف والتورم والألم وكدمات الوجه وآلام مفصل الفك أو تشنج العضلات والتكسر أو الكدمات في زوايا الفم، وعدم القدرة الكاملة على فتح الفم لعدة أيام أو أسابيع والتأثير على الكلام، وردة الفعل التحسسية، وحساسية الأسنان للأطعمة الساخنة أو الباردة أو الحلوة أو الحمضية، وخدر مؤقت أو دائم في حالات نادرة في الفك أو الشفة أو اللسان أو الذقن أو اللثة".

إعلان
1559229762382-181121_7

لحسن الحظ، لم أعانِ أيًا من هذه الآثار أثناء إقامتي في فانكوفر، وكان إخفاء ابتسامتي التي كانت أشبه بابتسامة "الأموات الأحياء" أمراً سهل للغاية، غير أني كنت مدركًا أن كتل الدم الأسود المتيبسة حول خط اللثة قد جعلت فمي ذا رائحة كريهة. للمساعدة في ذلك وفي عملية الشفاء بشكل عام، رحتُ أستخدم غسول فم خاص بالأسنان وتمددت قدر استطاعتي. ومرة أخرى، كان للشعور بالزهو والخُيلاء دور يلعبه.

أزالت ميشيل القُطب بعد أسبوعين من العملية، وأرسلتني إلى نيويورك على أن أعود في غضون بضعة أشهر كي يتسنى لها تقييم مدى نجاح عملية التطعيم. تضمنت تعليماتها الأخرى تنظيف الأسنان بخيط بلطف أكبر، واستخدام فرشاة أسنان ناعمة - ويفضل أن تكون كهربائية - في حركة دائرية لطيفة. كما أوصتني بأن أنتظر تقييمها قبل تنظيف أسناني أو فحصها بشكل احترافي. ببساطة، أرادت ميشيل التأكد من أن الألياف الضامة قد التحمت بما يكفي قبل أن يبدأ الناس في التحديق في المكان المستقبل للتطعيم في فمي.

وعندما وصلتُ إلى نيويورك، كان جميع الدم الناتج عن الجراحة قد ولى. ومع ذلك، فإني إن شددتُ شفتي العلوية للأعلى، فإن اللثة الموجودة فوق أسناني كانت تبدو منتفخة ومُشوهّة قليلاً؛ وهذا أمر غير مفاجئ نظرًا لأن ميشيل كانت تحشو قطعًا من اللحم الحي أسفلها، غير أن الناس المقربين مني لاحظوا أن سنيَّ العلويين قد أصبحا أقصر وأضفيا علي ابتسامة أكثر شبابًا - أو على الأقل أقلّ شيخوخة. لقد عادت ميشيل بالزمن إلى الوراء ومنعت حدوث مشاكل اللثة. إليكم الصور قبل وبعد علكم تستمتعون بمشاهدتها.

1559229681904-181121_1

قبل

1559229706637-190516_7

بعد

عندما عدتُ إلى فانكوفر هذا الربيع، أكدت ميشيل أن الجراحة نجحت نجاحًا كبيرًا وقالت: "لقد نضجت الأنسجة الرخوة بشكل جيد للغاية، واللون جميل ووردي، والأنسجة صلبة والعمق يبدو طبيعيًا، ما يشير إلى التحام الأنسجة بسطح الجذر". باختصار، أستطيع ذِكر كثير من الأشياء السيئة التي قد تدمر ابتسامتي أو تكلفني ثروة. من قال أن الخيلاء أو الزهو لا يجدي نفعاً؟

نشر هذا المقال في الأصل على VICE US