ماذا بعد؟

ماذا بعد عزل ترامب للمرة الثانية؟

في حال تمت إدانته فقد يُمنع ترامب من تولي المنصب مرة أخرى
markus-spiske-RX-BevgxSXs-unsplash
Photo by Markus Spiske on Unsplash

أصبح دونالد ترامب الرئيس الوحيد في تاريخ الولايات المتحدة الذي يتم عزله مرتين، بعد تصويت مجلس النواب الأمريكي على ذلك بأغلبية 231 صوتًا مقابل 197 صوتًا. وأقرَ مجلس النواب مشروع القانون المعروف رسميًا باسم H.Res. 24 - إقالة ترامب بسبب "التحريض على التمرد" واعتباره مسؤؤلاً عن اقتحام مبنى الكونغرس الأسبوع الماضي رفضاً للتصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن،  مما تسبب في وفاة خمسة أشخاص جراء الأحداث.

إعلان

ما هي التهم الموجهة لترامب؟
اتهامات العزل سياسية وليست جنائية. ذكر قرار المساءلة أنّ ترامب "أصدر مراراً بيانات كاذبة تؤكد أن نتائج الانتخابات الرئاسية كانت مزورة ولا ينبغي قبولها." كما اتهم الكونغرس الرئيس بالتحريض على اقتحام مبنى الكابيتول بخطابه في 6 يناير أمام تجمع حاشد لأنصاره خارج البيت الأبيض وحثهم أيضاً على "القتال بقوة" ضد الانتخابات التي قال لهم، من دون تقديم أي إثبات، إنها مزورة.  وتم اعتبار أن ترامب "عرّض أمن الولايات المتحدة ومؤسساتها الحكومية للخطر الشديد، وهدد سلامة النظام الديمقراطي، وتدخل في الانتقال السلمي للسلطة." وقالت نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الديمقراطية أن: "رئيس الولايات المتحدة حرض على هذا التمرد المسلح."

هل صوت جمهوريين مع قرار العزل؟
نعم، انضم عشرة نواب من الجمهوريين إلى الديمقراطيين في التصويت لصالح القرار. ومن بين أعضاء حزب الرئيس الذين صوتوا لعزله ليز تشيني، ممثلة ولاية وايومنغ، وهي ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني، والتي قالت عن موافقتها على العزل: "لم يكن هناك أي خيانة أكبر من قبل رئيس الولايات المتحدة لمنصبه وأداء اليمين الدستورية."

 ماذا بعد؟
سيواجه الرئيس الجمهوري الآن مجلس الشيوخ، الذي سيعقد محاكمة لتحديد ما إذا كان الرئيس مذنبًا. وهناك حاجة إلى أغلبية الثلثين لإدانة ترامب في مجلس الشيوخ، وهو ما يعني ضرورة تصويت 17 جمهورياً على الأقل مع الديمقراطيين في الغرفة العليا من البرلمان المنقسمة بالتساوي والمكونة من 100 مقعد. 

إعلان

ماذا سيحدث في حال وافق مجلس الشيوخ على العزل؟
لن يضطر ترامب إلى ترك البيت الأبيض قبل انتهاء فترة ولايته خلال أسبوع، في 20 يناير، إذ أن مجلس الشيوخ لن ينعقد في الوقت المناسب، بموجب القواعد والإجراءات للمساءلات الرئاسية. ولكن في حال تمت إدانته فقد يُمنع ترامب من تولي المنصب مرة أخرى، هو ما أشار إلى أنه يعتزم القيام به في عام 2024. 

وقد يخسر ترامب بعض المزايا من بينها راتب تقاعد يقدّر بحوالي 200 ألف دولار سنويًا، لأن القانون الرئاسي لعام 1958 نصّ على أن هذه الامتيازات لا تظل متاحة لأي شخص يعزل من منصبه. ولكنه سيحتفظ بخدمة الحماية السرية، فقد وقّع باراك أوباما، على تعديل قانون يضمن حماية مدى الحياة لجميع الرؤساء السابقين ولا يستبعد القرار أي رؤساء سابقين مهما كان السبب.

هل تم عزل رؤساء أمريكيين في السابق؟
عزل مجلس النواب ترامب في عام 2019 لكن مجلس الشيوخ برأه. وحصل هذا كذلك مع بيل كلينتون في عام 1998 وأندرو جونسون في عام 1868. ولكن لم يتم الإطاحة بأي رئيس من منصبه بعد المساءلة.

هل يستطيع ترامب العفو عن نفسه؟
قام ترامب مؤخراً بالعفو عن عدد من الأشخاص قبل انتهاء فترة حكمه من بينهم أربعة حراس أمن من شركة "بلاك ووتر" كانوا يقضون عقوبات بالسجن لقتلهم 14 مدنيًا عراقيًا، بينهم طفلان في مذبحة عام ٢٠٠٧.

قرار العفو عن نفسه هو موضوع معقد. يقول جيفري كراوتش، أستاذ القانون في الجامعة الأمريكية ومؤلف كتاب عن سلطة العفو الرئاسي "لم يسبق لأي رئيس أن حاول العفو عن نفسه، لذلك ليس لدينا أي سابقة. فكر الرئيس نيكسون في القيام بذلك ولكن في النهاية اختار عدم القيام بذلك."

أولئك الذين يعتقدون أن الرئيس يمكنه العفو عن نفسه يجادلون بأنه لا يوجد ما يخالف الدستور، فالرئيس لديه سلطة العفو عن الجرائم الفيدرالية، وإذا ارتكب هو نفسه جريمة فيدرالية، فيجب أن يكون قادرًا على العفو عن هذه الجريمة. لكن في المقابل، يقول آخرون أن فعل "منح العفو" ذاته يعني شخصين، أحد الأشخاص يعفو عن شخص آخر. ويشير ستيف مولروي، أستاذ القانون في جامعة ممفيس أن العفو الذاتي يتعارض مع مبدأ قانوني أمريكي يأتي من القانون الإنجليزي وهو أنه لا يمكن للمرء أن يكون قاضياً في قضية تخصه: "لهذا السبب، في حين أن سلطة العفو واسعة للغاية، فإن معظم خبراء الدستور يقولون إنه لا يمكنك العفو عن نفسك."