مرأة

رفع سن الزواج في لبنان للسُنة من تسع سنوات إلى 15

تختلف قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالزواج والطلاق والحضانة والإرث بحسب الطائفة
Drawings_by_young_Syrian_refugee_girls_in_a_community_centre_in_southern_Lebanon_promote_the_prevention_of_child_marriage

حتى اليوم، كان بإمكان القاضي الإيذان بزواج القاصر الذي أتمّ الـ12 سنة والقاصرة التي أتمّت الـ9 سنوات في حال بلوغها وبعد إذن وليّ الأمر.

أخيراااا، قرر المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى، وهو الهيئة المخوّلة لإصدار النظم والقرارات والتعليمات التي يقتضيها تنظيم شؤون المسلمين السنّة في لبنان، تعديل قانون الأحوال الشخصية ورفع سن الزواج من ٩ سنوات حتى ١٥ سنة.

وقال رئيس المحاكم الشرعية السنية العليا، القاضي الشيخ محمد عساف لـ"النهار": "إن قانون حقوق العائلة العثماني المعمول به لدى المحاكم الشرعية السنية في لبنان، كان ينصّ على أن الأنثى تزوج بعمر 9 سنوات والذكر بعمر 12 سنة، بإذن ولي الأمر. أما الأنثى البالغة 17 سنة والشاب البالغ 18 سنة، بإمكانهما تقديم طلب زواج بدون موافقة ولي الأمر." الجديد في هذا التعديل هو "توحيد سن الزواج بـ18 سنة للذكر والأنثى، وارتفاع السن الأدنى للزواج وتحديده بـ15 سنة بشروط. وما دون هذه السن، يمنع الزواج نهائيًا، وتحت أي ظرف."

وفي لبنان تختلف قوانين الأحوال الشخصية المتعلقة بالزواج والطلاق والحضانة والإرث بحسب الطائفة، ولا تخضع لقانون مدني واحد. وتسمح كثير من الطوائف الدينية بتزويج الفتيات في عمر 14، أو حتى أقل من ذلك. وتطالب منظمات نسوية وإنسانية بتشريع قانون موحد يمنع زواج القاصرات ويحدد السنّ الأدنى للزواج بثمانية عشر عاماً.

وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن نسبة زواج القاصرات اللبنانيات وصل إلى 57 بالمئة. وبالإضافة إلى عدم أخلاقية تزويج طفلة كونها جريمة وانتهاك لحقوق الإنسان، تؤكد الجمعيات أن زواج القاصرات يعرض حياتهن للخطر في حالات الحمل المبكر وتعرضهن للعنف المنزلي، والعزلة الاجتماعية، والتوقف عن الدراسة، والحدّ من فرصهن في التقدم الوظيفي. كما أظهرت الدراسة الآثار الصحية السيئة على الفتيات في الزيجات المبكرة حيث خضعن لاجهاض متكرر وتأخر في الحمل وأمراض في الجهاز التناسلي أو جهاز التنفس والسكري والضغط. كما تؤكد الدراسات أن الفتيات اللواتي تزوجن مبكرًا أكثر عرضة للإصابة بأعراض اضطراب ما بعد الصدمة وأعراض الاكتئاب.

تعد مضاعفات الحمل والولادة السبب الرئيسي لوفاة الفتيات المتزوجات بعمر 15 – 19 عامًا، إذ تموت نحو 70 ألف فتاة سنويًا لهذا السبب. كما يزداد تعرض الطفل الذي يولد لأم مراهقة لخطر الموت بنسبة 50% مقارنةً بأطفال الأمهات اللواتي ينجبن بعد سن العشرين.