1625049443623-gettyimages-1045901490
 أولي لندن يحمل صورة قديمة له في أغسطس 2018. لندن، إنجلترا. GETTY IMAGES
هويات

ما هي قصة المؤثر البريطاني الذي قام بـ 18 عملية جراحية "ليصبح كوريًّا"

يقول أولي لندن، أنه يريد أن يصبح نسخة من جيمين، نجم فريق البوب الكوري BTS

أولي لندن، مؤثر بريطاني قرر أن يحول نفسه لـ نسخة من الفنان جيمين - من فرقة البوب ​​الكورية BTS.  وأنفق حوالي ٢٤٢ ألف دولار أمريكي على الجراحات التجميلية.

إعلان

لندن "اعترف" للعالم بهذه العمليات خلال تغريدة قال فيها" "هذا هو بلاغي الرسمي الجديد، لقد أصبحت كوريًّا ثنائي الجنس non-binary." كما جاء في التغريدة التي أرفق معها صورة للعلم الكوري بخطوط قوس قزح بدلاً من ألوان العلم الكوري. ومن ثم أعلن لندن في مقطع فيديو آخر بعنوان "أصبحت كوريًّا ..." أنه لم يعد يُعرف نفسه على أنه بريطاني، وقال في الفيديو: "أبدو كوريًّا وكوريا هي وطني." 

يقول لندن، المؤثر والموسيقي، 31 عامًا، لـ VICE عبر البريد الإلكتروني إنه تواصل لأول مرة مع الثقافة الكورية في عام 2013: "كنت في كوريا لمدة عام وكنت أدرس اللغة الإنجليزية. تلك السنة غيرت حياتي إلى الأبد." في نفس العام، خضع لندن لعملية تجميل الأنف في كوريا لجعل أنفه أنحف، لكنه قال إن الأمر لم يسِر كما هو مخطط له. وأوضح: "كان أنفي قبيحا وملتويًا وكنت بحاجة إلى أربع عمليات جراحية إضافية."

لم يكن معظم الكوريين الجنوبيين في التعليقات على فيديو لندن سعداء بما فعله. وجاءت الانتقادات ضد لندن لمحاولته ملائمة والاستحواذ على الثقافة الكورية، وكونه مهووس بشكل غير صحي بالفنان جيمين نجم فرقة البوب BTS. العديد من التغريدات أيضًا وصفته بـ Sasaeng أو ساسينج ويعني المعجبين المهووسين الذين يطاردون أو يشاركون في سلوك آخر يشكل انتهاكًا للخصوصية لشخص/ أو فرقة بوب كورية. 

إعلان

ويشير سوجين جيه، كوري جنوبي وكندي أمريكي، 29 عامًا، من تورنتو، كندا، لـ  VICE أعتقد "أن هذا ولع غير صحي بالمجتمع الكوري، بينما أتعاطف مع الشخص الذي يريد أن يشعر بأنه يُرى كما يرغب، لا يبدو أن أولي لندن يحترم الثقافة الكورية."

وفقًا لـ سوجين، يبدو أن لندن ينسب الثقافة الكورية بأكملها إلى فرقة البوب الكورية فقط والمظهر العام للشعب الكوري. وقال: "الثقافة الكورية هي أكبر بكثير من هذين الجانبين، ويحزنني أن أراها تتضاءل بهذه الطريقة من قبل شخص انتشر بسرعة كبيرة."

تعرّف سوجين على قصة لندن من خلال صديق ويضيف: "كنت في حيرة من أمري في البداية؛ كيف يمكنك ادعاء أنك من ثقافة أخرى عندما لا يكون لديك جذور عميقة أو فهم لها؟ يمكنني أن أفهم الرغبة في إجراء هذه العمليات الجراحية التجميلية، لكن لا يمكنني دعم شخص يدعي أنه من ثقافة معينة لأنها أصبحت شعبية أو trending."

مصطلح "التعدد العرقي" Transracial كان محل نزاع على مر العصور. وفقًا لقاموس Merriam-Webster، فإن المصطلح يعني "إشراك أو شمول أو تمديد عرقين أو أكثر." يستخدم المصطلح بشكل أساسي للمتبنّين الذين ينتمون إلى عرق مختلف عن أفراد عائلاتهم التي تبنتهم.

ولكن المصطلح بالنسبة إلى لندن يعني الشخص الذي يشعر بأنه محاصر في ثقافته وعرقه. ويقول لـ VICE: "لقد شعرت بأنني محاصر في جسدي منذ زيارتي لكوريا كل تلك السنوات الماضية."

وتقول شارون كيم، 29 عامًا، كورية جنوبية تعيش في تورونتو بكندا: "من الغريب أن نرى لندن يتباهى بالعمليات التجميلية، عندما يقوم نجم فرقة البوب الكورية بالقيام بعملية تجميلية، يكون الأمر بعيًدا عن الأضواء وغير لافت للأنظار، والمشاهير أنفسهم لا يتحدثون عنه أيضًا."

إعلان

تعتقد كيم أن العمليات الجراحية التجميلية التي أجراها لندن هي نتيجة لارتفاع عدد الجراحات التجميلية في كوريا الجنوبية: "من المضحك أن لندن يريد إجراء عملية جراحية ليبدو كوريًّا، بينما عرضت عمتي أن تدفع تكلفة جراحة تجميلية لجفني كهدية تَخرج - لأبدو غير كورية."

FotoJet (53).jpg

أولي لندن في سن في الثانية والعشرين (على اليسار) وبعد الجراحة (على اليمين).

تمتلك كوريا الجنوبية أعلى نسبة من عمليات التجميل بالنسبة للفرد. تعد جراحة الجفن، إلى جانب عمليات تجميل الأنف وتبييض البشرة، من أكثر عمليات التجميل شيوعًا في كوريا الجنوبية. في جراحة الجفن، يتم إدراج تجعد فوق العين لجعلها تبدو أكبر.

أحدث العمليات التجميلية التي قام بها "لندن" هي شد الحاجب، ورفع الصدغ، وتفتيح الجلد، وجراحة لتغيير شكل العين، وأسنان جديدة. وقال إن لديه المزيد من العمليات الجراحية المقررة في المستقبل. وأضاف: "لن أتوقف أبدًا حتى أبدو مثل نجم البوب ​​الكوري جيمين."

GettyImages-1045901568.jpg

أولي لندن يحصل على حشوات حول عينيه في أغسطس 2018. لندن، إنجلترا. الصورة: BARCROFT MEDIA VIA GETTY IMAGES

لندن ليس أول شخص يعرف نفسه بأنه "متعدد العرق." في عام 2015، تعرضت الناشطة راشيل دوليزال لانتقادات لمحاولتها الظهور على أنها امرأة سوداء بينما هي بيضاء. وفي عام 2020، أصدرت المؤرخة جيسيكا أ.كروج مقالًا على موقع Medium كشفت فيه أنها كانت تكذب طوال الوقت بشأن كونها ذات بشرة سوداء.  

إعلان

كانت دوليزال رئيسة فرع لدى NAACP، وهي منظمة للحقوق المدنية في الولايات المتحدة، وكانت كروج أستاذًا سابقًا للدراسات الأمريكية الأفريقية في جامعة جورج واشنطن. ولدت كلتا المرأتين لعائلات قوقازية ولكنهما وصفتا أنفسهما بأنهما من أصحاب البشرة السوداء.  في عام 2014، خضع رجل برازيلي لعملية جراحية لجعل عينيه تبدو "آسيوية أكثر" بعد أن أمضى عامًا في كوريا الجنوبية.

لا يتمتع لندن بنفس التجارب التي عاشها الكوريون الجنوبيون والآسيويين في العالم، وهذا سبب الاعتراض. وتشير الصحفية ساندرا سونغ في مقالها لمجلة Paper Magazine، إن تصرفات لندن لا تعترف بالصدمة والعنصرية والمصاعب التي يواجهها الكوريون الجنوبيون. وكتبت: "ما يفعلونه هو فقط امتلاك الأشياء الجيدة (فن البوب  والطعام الكوري) دون الاعتراف بالطريقة التي لا تزال بها حياتنا تتأثر بكل الأشياء العنصرية والتمييزية والتاريخية التي يسببها الغرب."

في الولايات المتحدة، كان هناك ارتفاع في جرائم الكراهية ضد الآسيويين. أبلغت منظمة  Stop AAPI Hate، وهي منظمة غير ربحية، عن أكثر من 6،603 حادثة كراهية من مارس 2020 إلى مارس 2021. وشكّلت المضايقات اللفظية 65.2 بالمئة من الحوادث المبلغ عنها. أخبر الصينيون عن أكبر عدد من حوادث الكراهية (43.7 بالمئة) يليهم الكوريين (16.6 بالمئة).

أشار المنتقدون أيضًا إلى أن كون المرء عابراً جنسيًا ومتعدد عرقيًا ليسا نفس الشيء، وأنه لا توجد "مقارنة" بين الاثنين. وأشارت الصحفية والكاتبة الفلبينية الأمريكية ميريديث تولسان، العابرة جنسيًا، في مقالها لصحيفة الغارديان إلى أن اختيار دوليزال تغميق بشرتها لكي تبدو سوداء كان خيارها، في حين أن قرار العابرين جنسياً غالبًا ما يكون قسريًا. وكتبت: "العبور والانتقال هو نتاج جانب أساسي من إنسانيتنا – لاعتبارات جنسانية - يتم فرضه علينا مرارًا وتكرارًا منذ ولادتنا بطريقة لا تتفق مع تجربتنا الخاصة مع جنسنا."

لندن يعتقد أن هناك حرب عليه. وقال لـ VICE: "المحافظون والمتصيدون سوف يهاجمون دائمًا الأشخاص الذين يرونهم مختلفين عن معايير المجتمع. أنا استثنائي ولا أتوافق مع القاعدة، فإن هؤلاء الناس يستهدفونني ويتسلطون عليّ في محاولة لإهانتي وجعلني أشعر بالضيق حيال من أنا. الأشخاص الذين يصفونني بالعنصرية هم العنصريون الفعليون."

مع فتح المزيد من المحادثات حول العرق والجنسانية والهوية الجنسية، يظل لندن ثابتًا على موقفه: "لقد تم تحديد هويتي بوصفي كوريًّا على مدى السنوات الأربع الماضية وكمتعدد عرقياً في العامين الماضيين. لقد وجدت الشجاعة مؤخراً للإعلان عن هذا."

GettyImages-1167721798.jpg

أولي لندن في شوارع سيول عام 2019: الصورة: BARCROFT MEDIA VIA GETTY IMAGES

الكوريين الجنوبيين الذين تحدثت إليهم VICE مقتنعون بأن لندن يفعل ذلك من أجل النفوذ والشهرة على وسائل التواصل الاجتماعي. ويقول انغوا "إيدن" شين، 31 عامًا، كوري جنوبي يعيش في مومباي بالهند: "أعيش في الهند منذ سنوات، إذا خضعت لعملية جراحية لأبدو كأحد الممثلين في بوليوود، فإن الهنود سيجدون ذلك أمرا غير محترم، وهذا صحيح. أعتقد أن لندن يريد لفت الانتباه والشهرة فقط. بعد عشر سنوات، أشك إلى حد كبير في أنه سيكون لا يزال يريد أن يكون شبيهًا بالفنان جيمين."