FYI.

This story is over 5 years old.

تحقيقات

عالم أعصاب: الإدمان ليس مرضاً ومراكز التأهيل مجرد هراء

يقول مارك لويس، وهو مدمن مخدرات سابق وعالِم في مجال الأعصاب حاليًا، إن النموذج الطبي الحالي لمعالجة الإدمان يحتاج إلى تغيير
NS
إعداد Neil Sharma
الصورة من فليكر

ظهر هذا الموضوع في الأصل على VICE الولايات المتحدة

خاض مارك لويس طريق طويل من أجل العلاج من إدمان الأفيون، واستطاع الخروج من النفق الضيق للإدمان، حتى تحول إلى عالم أعصاب وأيضا كاتب وصاحب رسالات علمية، وقد سجّل مذكراته الأكثر مبيعاً، في كتاب بعنوان Memoirs of an Addicted Brain أو "مذكرات عقل مدمن"، تناول فيه سقوطه في فخ تعاطي المواد المخدرة، مع ربط السرد بدروس علم الأعصاب المبتكرة حول تفاعل المخ مع كل مادة كيميائية يتعطاها الانسان. وتعد مساعيه الأدبية الأخيرة، في كتابه The Biology of Desire: Why Addiction Is Not a Disease "بيولوجيا الرغبة: لماذا الإدمان ليس مرضًا؟"، يؤكد أن وصف الإدمان بأنه مرضًا ليس خادعا فحسب، بل إنه ضار تمامًا. حاورت VICE الدكتور بجامعة تورنتو الكندية، وعضو هيئة التدريس الحالي في جامعة رابدود في نيجمين بهولندا، مارك لويس، عبر سكايب.

إعلان

VICE: أنت تنتقد قطاعات ومراكز إعادة التأهيل؛ لأنها، وفقًا ل ما تزعم ، تخدع المُدمنين بغطاء العلاج الطبي، ومع ذلك، فإنها توفر النمط العلاجي الشائع المكون من 12 خطوة متضمنا المحادثات التحفيزية في طريق العلاج، لقد وصفت تلك المراكز بأنها مجرد خدعة كبيرة.. هل يمكن أن توضح لنا ذلك؟
مارك لويس: لا أرى في ذلك مؤامرة شريرة، لكن ذلك يتوقف على المكان الذي تتواجد فيه، ففي الولايات المتحدة هناك الكثير من الانتهاكات والكثير من المخالفات، لأن العلاج غير ملائم، خاصة إذا كانت جرعات استبدال الأفيون خاطئة؛ وغالبًا ما تكون الفترة الزمنية للإقلاع عن الإدمان محددة بشكل خاطئ، كما أن الرعاية الفردية غير موجودة، فيوجد لديهم سياسات عامة، والتي غالبًا لا تفيد الناس، وتكون الرعاية الطبية جانب صغير نسبيًا من البرنامج بشكل عام، حيث تهيّمن 12 خطوة ممنهجة على 80 إلى 90% من برنامج العلاج، فيتم إلقائك في مجموعة كاملة من جلسات جماعية، حيث تُلقى محاضرات للناس عن أي شيء، بداية من كيفية التوقف عن تقديم الأعذار بسبب تناول المخدرات حتى جميع أنواع النقاشات الأخرى، وهذه بالنسبة لبعض الناس، يمكن أن تفيد، لأنها تخرجهم من بيئتهم ومن جو المخدرات الذين يعيشون فيه لذلك تُفيد، لكنها لا تعمل لفترة طويلة لأنهم يعودون إلى بيئاتهم، علاوة على أن كل العوامل المُسببة للإدمان تكون لا تزال موجودة، فهم لا يحصلون على المهارات النفسية اللازمة للإقلاع عن الإدمان، فما يحتاجونه هو عدد من المهارات والتي من خلالها يقوموا بتنظيم أنفسهم وأن يكونوا واعين لما يفعلوه لكي يضعوا حياتهم في مسارها الصحيح.

لم أقم أبدًا بالذهاب إلى مراكز إعادة التأهيل، لذلك لا أعرف الكثير عن الطرق التي يعالجون بها المرضى، هل يزعمون أن أساليبهم مبنية على ممارسات طبية صحيحة، ولماذا تطلب بعض مراكز إعادة التأهيل مبالغ باهظة من المال لتلقي العلاج؟
هذا هو بالضبط الهدف، عندما تصل إلى الحد الأقصى، من 50000 إلى 100000 دولار في الشهر، فأنت تدفع بشكل أساسي مقابل العلاج الفاخر من فئة الخمس نجوم، أعرف الناس الذين فعلوا ذلك وهم يحصلون على وجبات طعام لذيذة، وعلى منظر خلاب أمام المحيط الهادئ، وتدليك الأقدام، أدوات العلاج لا تُكلف الكثير، لكن أنت تدفع مقابل الوقت والأطباء والمهنيين الآخرين، والكثير من الناس القائمين على عمليات إعادة التأهيل ليس لديهم الكفاءة المطلوبة لعمل ذلك، التعافي من الإدمان يحتاج إلى جلسات مكثفة، لكنهم غير منظمين وغير خاضعين للرقابة، إنها أشبه بفوضى كبيرة. إذا لم تكن تريد دفع مبلغ كبير، فلديك دورات إعادة تأهيل تديرها الدولة، ولكن غالبًا ما تكون هناك قوائم انتظار وغيرها من التنازلات وحلول الوسط التي تضطر إلى المرور بها، قد تكون فترة الانتظار بحد ذاتها مشكلة حقيقية؛ لأن الناس غالباً ما يكونون مستعدين للإقلاع عن الإدمان من خلال تلك النافذة، ولكن تلك النافذة باتت مغلقة الآن.

إعلان

هل تقوم مراكز إعادة التأهيل بإفشال العلاج، حتى يعود المرضى وينفقوا المزيد من المال؟
هذا موضوع مطروح للنقاش هذه الأيام، لا أعرف ما إذا كان أي شخص يعرف ذلك بشكل مؤكد، لكن لا أعتقد أن هذا هو المعيار، فالبعض قد يكون لديه محفزا قويا للعودة للإدمان، وهذه مجرد تكهنات، فمن يدري؟ تُدير بعض المراكز في الولايات المتحدة اتحادات تدير عددًا من المصحات في أماكن مختلفة، حيث يمكن أن يتسلل بعض المرضى من مكان إلى آخر بطرق خبيثة وخادعة، تبدأ في الإقامة في منزل مع ثمانية أشخاص، وبعد بضعة أسابيع يتم إرسالك إلى منزل آخر، عبارة عن مأوى ضخم، إنهم يشعرون وكأنهم يداسون ويُحبطون، وليس هناك الكثير الذي يمكنهم فعله لأنهم في النظام وقد قدموا التزامًا ماليًا ضخمًا، إنهم عالقون ولا أحد يراقب هؤلاء الرجال، فهي أساسًا مجانية للجميع. أنا أنتقد الطريقة التي يتم بها استخدام النموذج الطبي لوضع مفاهيم للإدمان، ودعم وتقوية فلسفة صناعة إعادة التأهيل، ولأنها تفشل في كثير من الأحيان، فإن النموذج الطبي وتعريف الإدمان يجب أن يواجه تحديًا خطيرًا، ولكن لا يتم الاهتمام بذلك، وهناك خطأ ما في هذا الأمر، إنه نظام ذاتي الدعم يلوّح دائما بهذه اللافتة التي تقول : إنك مصاب بمرض مزمن سيقتلك.. لذا فمن الأفضل أن تأتي إلينا. إن المبررات التي تشير إلى وجود مرض لدى هؤلاء لها الكثير من الثقل وخاصة إنها مدعومة من قبل الكثير من الهيئات رفيعة المستوى، مثل المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (NIDA)، حيث تموّل الوكالة حوالي 90 في المائة من أبحاث الإدمان في العالم، وفقاً لبعض التقارير. أنت تعطي المال للأشخاص الذين يقومون بأبحاث حول الآليات البيولوجية أو الخلوية حول الإدمان، ولكنهم لا يقدمون المال للناس الذين يتحدون النموذج المرضي، بحيث يكون هناك نظام يتسم بالاستدامة الذاتية.

إعلان

بعبارة أخرى، ليس لدى العلاج الكثير ليقدمه للمُدمنين؟ هل هذا يعنى أن التعافي من الإدمان هو في الحقيقة متوقف على الإرادة؟
سيكون لديه الكثير ليفعله بإرادته، يشعر الكثير من خبراء الإدمان بأن التمكين الذاتي، والتحفيز الذاتي، والأنشطة ذاتية التوجيه، والأهداف المُصممة ذاتياً لعلاج المدمنين، خطوات حاسمة على طريق التغلب على الإدمان، ويقول النموذج الطبي أنك مريض وعليك أن تفعل ما يخبرك به الطبيب.
ونقلا عن دان مورهايم وهو طبيب ومشرع في ولاية ماريلاند: إن الإدمان "قضية طبية لها عواقب اجتماعية كارثية"، وهذا نموذجي جدًا، خذ هذه الكلمات، واعقلها، ولكن هناك كلام أكثر دقة يمكن أن نقوله عن الإدمان: إنها قضية اجتماعية لها عواقب وخيمة على الصحة. إن رمي الناس في السجن وحظر بيع المخدرات وتعاطيها مسؤول عن الكثير من الأذى الذي ينجم عن الإدمان، حيث تخلق المحظورات هذا الممر الضيق الذي يجب على المدمنين أن يمروا من خلاله، مما يدفعهم إلى الجريمة، التي تعيد الحياة إلى المنظمات الإجرامية والعصابات التي تستفيد من تلك الحرب بهذه الطريقة على المخدرات. إن ما يقترحه مورهايم هو في الأساس منح الهيروين لمدمني الهيروين في ماريلاند، وجعله متاحًا من قبل الأطباء، هذه فكرة ذات مصداقية في هذه الأيام، لقد تمت تجربته في سويسرا وألمانيا والدنمارك، وهو بالتأكيد يقلل من الجريمة. كتابك الجديد، بيولوجيا الرغبة: لماذا الإدمان ليس مرضًا، يصرح بشكل و اضح بأن الإدمان ليس مرضًا، وأن وصفه بهذا الشكل يعوق العلاج المناسب.
أولا: تعريف المدمنين كمرضى يجعلهم سلبيين ويجعلهم متشائمين، إذا أخبرتك أنك مصاب بمرض مزمن يجعلك تقوم بكل هذه الأشياء القبيحة، فأنت تعتقد أنك مأسور، ولكن في الواقع، فإن معظم المُدمنين يتعافون والإحصائيات واضحة للغاية، سواء كانت أدوية بسيطة أو أدوية أكثر شدة مثل الهيروين، إذن، هل هو مرض مُزمن؟ والشيء الثاني هو أنه يميل إلى حجب المناهج الأخرى لعلاج الإدمان التي تعتمد على طرق نفسية أكثر فردية، كما أن هناك أنواع مختلفة من العلاج النفسي، والاستشارة، وطرق الدعم، ومناهج التأمل الذهني التي تثبت أيضا أنها فعالة للغاية. إذا كنت تعتقد أنك مصاب بمرض مُزمن وكذلك حال مقدم الرعاية، فليس من المرجح أن يوصى بالتأمل الذهني، على الرغم أنه ثبت فعاليته في هذا الأمر.

على الرغم من أن انسحاب الأفيون والكحول يمكن أن يؤثر بالسلب على أجساد المُدمنين، فإنك تجادل بأن الإدمان سلوكي بحت وليس فيزيولوجي، مثل، السرطان على سبيل المثال ؟
هذا تناقض آخر، لديك إدمان المواد من جهة، والإدمان السلوكي من جهة أخرى: القمار، وإدمان الجنس، وعدد من اضطرابات الأكل، وألعاب الإنترنت، الشيء الرائع هو عندما تقوم بفحص الدماغ، تحصل على نفس أنماط النشاط العصبي في الإدمان السلوكي كما تفعل في إدمان المواد، يجب أن يكون ذلك كافيًا لإخراج الادمان من نموذج المرض، فإذا كان الإدمان مرضًا، فإن الأشخاص الذين يقضون 12 ساعة يوميًا في ألعاب الفيديو يعانون نفس الطريقة التي يعاني بها مدمنو الهيروين. ما تشترك فيه جميع هذه الأنماط هو أنها تنطوي على تعلم عميق - مجموعة من الافتراضات لما تحتاجه خلال اليوم، يأتي ذلك التعلّم من خلال التكرار وأنت مدمن، لكن لا يوجد شيء شبيه بالأمراض، كما أن الناس تتعافى من جميع أنواع الإدمان، مما يعني أنها تدور حول المنطقة العصبية، ولا يعني ذلك أنك تعود إلى المكان الذي كنت فيه؛ لأن التطور لا يسير في الاتجاه المعاكس، إنها عبارة عن تعلم المهارات التي تساعدك على التغلب على دوافعك وتعلمك عادات إدراكية جديدة، كل التعلّم ينطوي على تغييرات في نقاط الاشتباك العصبي، وهو ما يعني خلق وتقوية بعض نقاط الاشتباك العصبي لديك، وإضعاف أو اختفاء المناطق التي لا يتم استخدامها. ليس من غير المعقول أن نفترض أن نظرياتك لا تحظى بشعبية في مجال معالجة الإدمان، هل واجهت انتقادات، وهل تعرضت لتقويض على مستوى عام؟
أجل ، لقد تم وصفي في مراجعة علمية بواشنطن بالـ "متعصب"، في الغالب الناس في المعسكر الطبي، يحاولون تجاهل الناس مثلي وغيرهم من الناس الذين يؤيدون أيضا نموذج التعلم أو نموذج التطور في علاج الإدمان، إنهم يتجاهلوننا، لكن هذا جزء من موجة صاعدة، أنا لست الوحيد هنا، الفارق الوحيد معي هو أنني أستطيع التحدث بلغتهم لأنني أعرف الدماغ. لقد تحدثت إلى نورا فولكو، مديرة منظمة NIDA وأحد صناع السياسات الأقوياء جدا، إنها لا تريد أن تسمع ذلك، إنها تقول إن المدمنين يحتاجون إلى أن يقال عنهم أنهم مصابون بمرض مزمن لأن ذلك سيقلل من الوصمة الاجتماعية التي تلحق بهم، ولكن الناس مثلي يأتون ويقولون: "لا ، لا يبدو الأمر وكأنه مرض في الدماغ، ولكنه تغيير في الدماغ، ولكن هذا ما يفترض أن يفعله المخ لأنه يتعلم". إذا كان الإدمان ليس مرضا ، فهل هذا يعني أن "الجين الكحولي" هو شيء مغلوط؟
أنت تحصل على أشياء صغيرة تظهر بعض الارتباط الوراثي مع إدمان الكحول، لكن لا يوجد جين، أو مجموعة من الجينات، التي تخلق الإدمان، بدلا من ذلك ، هناك سمات شخصية تنقل جينيا، مثل التهور، حيث تحصل على هذه الارتباطات عبر الأجيال والتي تقوم بحمل ونقل الجين، ولكن لا يوجد شيء مثل جين معين أو مجموعة من الجينات المحددة للإدمان. ما هي العلاقة بين الإدمان والتطور العمري؟ هل من الأسهل تجنب أي شئ غير مرغوب أو يشتبه في كونه مُخدر عند عمر معين؟
لسبب واحد، كل هذه الانواع من الادمان متوسطة المدة، فقد تم إجراء الكثير من الأبحاث حول هذا الأمر بواسطة الباحث جين هيمان، العمر الوسيط للإقلاع عن الكوكايين هو أربع سنوات بعد البدء، العمر الوسيط للكحول هو 12 إلى 15 سنة بعد البدء، إنها متوسطة الفترة الزمنية، لذلك هناك اختلافات. الشيء الثاني هو أن الدماغ يستمر في التطور خلال سن المراهقة وفي سن العشرينات، ويمتلك القدرة على التحكم في التنفيذ بشكل متزايد في العشرينات من العمر، مما يمنحك المزيد من الأدوات العصبية التي تحتاجها لمساعدتك على تنظيم تفكيرك وسلوكك. والشيء الثالث هو مع تقدمنا في العمر والتطور، تتغير ظروفنا، في الوقت الذي تقترب فيه من عمر الثلاثين؛ تدرك أنك يجب أن تسيطر على بعض الأمور، هذه كلها أسباب قوية لكوّن العمر مهمًا. أنت في الحوار قولت إن ما يتردد حول أن الإدمان مرض مزمن في الدماغ هو من قبيل مواجهة الوصمة الاجتماعية.. وبالنظر إلى أننا نعيش في عصر من القوانين الاجتماعية طويلة المدى، هل هناك علاقة بين التقليل من الوصمة الاجتماعية واستمرار نظرية أن الإدمان هو مرض دماغي مزمن؟
نعم ، أعتقد ذلك، إذا كنت مصابًا بمرض وليس خطأك، فأنت لست كسولًا، منحطًا، متمركزًا على نفسك، ضعيف الإرادة … أيا كان لديك مرض، لذا يجب ألا تشعر بالخجل أو الذنب، هذه طريقة ملائمة لنا لنغفر للمدمنين الذين يجب أن يعفو عن أنفسهم، وهذا شكل من أشكال التصويب المجتمعي، سألني بعض الناس عندما أقوم بمحادثات أو أكتب المدونات، لا استخدم فيها كلمة "مدمن" لأنني لا يمكن أن أصف الشخص بهذا الوصف، من الخاطئ تماما وصف شخص ما وفقا للحالة التي هو عليها الآن. جوابي هو أنني حصلت على وجهة نظرك، ولكن قبل كل شيء، وصفت نفسي مدمنًا لسنوات، لقد كنت أيضا طالبا لعدة سنوات ولكني حاليا لم أعد طالبا، هذا جزء من التصويب المجتمعي، إنه "ليس خطأهم ، هم مجرد بشر". حسنًا، نعم، إنهم بشر، لا أريد أن أراهم يعانون ويذهبون إلى السجن.
الفكرة حقا سخيفة فإما أن نطلق عليهم مرضى أو ساقطين أخلاقيا، إنها طريقة تفكير متطرفة، ولكن لا يزال بإمكاننا أن نكون إنسانيين ولا نضع هذه التسميّة عليهم.

من وجهة نظر الشخص العادي، ما هو الإدمان إذا لم يكن مرضًا؟
الإدمان هو التعلم ، بكل بساطة، أنت تتعلم عادة من التفكير، إنه تعلم عميق، لذلك عندما تكون في حالة حب مع شخص ما، إذا كان هذا الشخص سيئا، فربما تظل تعشقه لمدة 12 عامًا أو بقية حياتك، هذا من خلال التعلم، هكذا الأمر حين تكون من محبي الرياضة أو تعتنق الفكر المتطرف، كما يعد الدين دليل آخر على فكرة التعلم العميق، هذا ما أعتقده، الحقيقة أن القمار، أو تناول الطعام، أو الهيروين، أو المخدرات، دليل على وجود بعض الإدمان التي تجعل الجسم يحتاجها بشدة، فالتبعية الجسدية هي طبقة أخرى كاملة من الأشياء التي تأتي على رأس الإدمان.

الأدوات النفسية والعلاقات الشخصية مهمة جدًا، الإدمان له علاقة بالعزلة والشعور بالوحدة وأيضا عدم وجود شبكة دعم وعدم القدرة على التواصل العميق مع الآخرين، يمكنك التواصل ظاهريا مع دائرة لطيفة من المدمنين، ولكن لا تتواصل معهم بطريقة متعمة ومرضية، لأنك في هذه اللحظة معرض بالفعل للإدمان.

إنهم يشعرون بالوحدة والاكتئاب والقلق والصدمة، انها مثل حديقة الفئران [وهو ما وصفته الدراسة الكندية في إدمان المخدرات]، ما قلته لا ينطبق فقط على البشر، فهو ينطبق على الحيوانات الأخرى أيضًا، العزلة أمر سيء وعامل أساسي للإدمان.