قد يبدو الأمر فيه نوع من الماسوشية إلى حد ما. لماذا يقضي أي شخص عن طيب خاطر أسبوعين يمشي لعدة ساعات في اليوم، صعودًا وهبوطًا على الجبال شديدة الانحدار، حاملاً حقيبة ظهر وزنها 20 كجم، بعيدًا عن الحضارة؟حسنًا، على الرغم من كل ذلك، ربما كانت هذه الرحلة إلى إيفرست، أعلى جبل في العالم، هي من أفضل الأشياء التي قمت بها في حياتي.Everest Base Camp قاعدة الجبل الأكثر شهرة في الأرض الذي يجذب الآلاف من المسافرين كل عام، وجهة رائعة في العالم لرواد المغامرة. إنه مثل زيارة متحف للجبال. الفرق الوحيد هو أن الأشياء التي تراها هنا كلها حقيقية. إنها طريقة ممتازة لاستكشاف جبال الهيمالايا المهيبة، ووادي خومبو أو وادي المرتفعات المرتبط بالقيم الروحية والأماكن الطبيعية المذهلة، لذلك كانت هذه الرحلة على قائمة الأشياء التي يجب القيام بها قبل بلوغ الثلاثين من عمري.
إعلان
لا تشعر بوجود ضغط نفسي في جبال الهيمالايا. الحياة هنا بسيطة كما هي، هناك شعور بالسلام والراحة. ليس هناك الكثير للقيام به أكثر من المشي طوال اليوم وإزالة الفوضى في رأسك أثناء استيعاب جمال كل الأشياء التي حولك من طبيعة وناس.
اليوم الأول من الرحلة نحو إيفرست كان سهلاً. وقد يجعلك تعتقد أن الأمور لن تكون صعبة، قبل أن تدرك في اليوم الثاني أنك كنت مخطئًا. المشي الطويل والحاد إلى نامتشي بازار هو الجحيم. بينما نسير إلى أعلى، تأخذ الأيام روتينًا بدائيًا تقريبًا.
تنهض باكراً، تقوم ببعض التمرينات، تأكل وتبدأ المشي. ومجدداً مشي. أكل. مشي. تجلس قليلاً لتشرب الشاي النيبالي. تأكل وتعاود المشي. في نهاية اليوم، تحاول أخيرًا تحاول النوم مع إبقاء فمك مفتوحاً في محاولة يائسة لتسهيل التنفس بسبب زيادة الضغط الجوي بسبب الارتفاع وانخفاض درجة حرارة الهواء.
موسم التسلق الرئيسي هو الربيع والخريف، حيث لا توجد رياح موسمية في هذا الوقت وتأخذ الرحلة نحو القمة حوالي الأسبوع. في سبتمبر، كانت درجة الحرارة لطيفة تحوم حول 10 درجة مئوية خلال النهار وتنخفض إلى حوالي 0 درجة مئوية في الليل. عندما وصلنا للمخيم في غوراكشيب (5،150 متراً) وصلت درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها لحوالي -15 درجة مئوية.
بعد ما شعرت أنني سأواصل المشي والتسلق إلى الأبد، أنهينا المسار البالغ طوله 65 كيلومترًا ووصلنا أخيرًا إلى معسكر قاعدة إيفرست (5،364 مترًا) في اليوم التاسع.
لا أزال أستطيع أتذكر تلك اللحظة بوضوح شديد. كانت الرياح قوية وكانت الشمس تلوح في الأفق خلف بضع غيوم. كان الهواء رقيقًا وكل خطوة أقوم بها تبدو وكأنها 50. بعد أن أمضيت آخر 10 أيام في المشي حتى هذه النقطة، كان جسدي منهكًا تماماً. ولكن عندما تنظر إلى الأعلى لتشاهد المناظر الطبيعية الخلابة من حولك، ستعرف أنها تجربة مجزية وتستحق كل ما مررت به من تحديات.
لماذا اخترت تصوير هذه الرحلة بكاميرا الفيلم، لأنني ببساطة أحب كاميرا الفيلم، وأحب النقص الفريد الذي يجلبه إلى صوري والذي يدفعني للتفكير عند التقاط الصور، للنظر في الضوء والتكوين والتفاصيل قبل كل لقطة، لأن لدي دائمًا عدد محدود من الصور التي يمكن التقاطها، فلا يمكنني فقط إطلاق آلاف اللقطات. أحصل على لقطة واحدة والنتيجة ستكون إما غريبة أو مذهلة. عنصر المفاجأة هذا يضيف إلى التجربة الكلية ويخلق حالة من التشويق بينما أنتظر تحميض الفيلم.