FYI.

This story is over 5 years old.

مجتمع

سألنا شباب عرب عن أسوء تجاربهم مع الواسطة

عَلمت بالسر أن راتبها ضعف راتبي، ومن ثم اكتشفت أن والدها يعرف صاحب الشركة
الواسطة

Stuart Isett/Fortune Most Powerful Women

فيتامين "و" مصطلح انتشر بشكل كبير وخصوصا في عالمنا العربي، حتى أصبح فعل الواسطة صعب التصنيف. الكثيرون يرون بأن الواسطة هي أسلوب حياة، ولن يعيش المرء كريما إلا بتلك الممارسات. بينما يراها البعض الآخر فساداً يبدأ من الذي يبحث عن الواسطة، لينتهي بمن لبى رغبات من يملك الواسطة. سألنا الشباب العرب عن أسوأ التجارب التي مروا بها والمتعلقة بالواسطة.

الواسطة فوق القانون
"كان هناك طالب معي في الجامعة يتحرش بي بإستمرار ويحاول الاتصال بي، وعندما لم أكلمه ولم أرد على اتصالاته المستمرة، قام بضربي في الجامعة أمام الجميع. تم فتح ملف تحقيق حول الحادثة بالجامعة وظننت بأنه سيُفصل. ولكن بعد فترة لم يحدث شيء، لم تأخذ الجامعة حقي، واستمر هو بالدوام بشكل طبيعي. لم أفهم ذلك، ولاحقاً اكتشفت أن كان له واسطة قوية في البلد وأن واسطته تحدث مع المسؤول في الجامعة وتقرر إغلاق التحقيق، هكذا ببساطة وكأنني غير موجودة." -فرح، 22

إعلان

نجاحك بالثانوية لا يعني شيئاً
"أسوء تجربة كانت قبل عدة سنوات، كنت قد نجحت في الثانوية العامة وحصلت على علامة في التسعين، وكنت متأكدة انني سأحصل على بعثة لدراسة الهندسة في جامعة في فلسطين، فأنا ألبي كل المتطلبات لتلك البعثة. قدمت على الطلب وانتظرت طويلاً، وأخيراً جاء الرد بالرفض. لم تكن عائلتي قادرة على دفع أقساط الجامعة، وهكذا اضطررت الى أن أعمل وأؤجل الدراسة. بعد عدة أشهر، جاءت واحدة من طلاب صفي في الثانوية الى محل الملابس الذي كنت أعمل فيه، وكانت قد حصلت على علامة في الستين، وأخبرتني بكل برود أنها حصلت على البعثة عن طريق زوج أختها وأنها تدرس الهندسة، مع أنها لا تحبها ولا تفكر بالعمل بها بعد التخرج. كان موقف بغاية الصعوبة، وكل ما استطعت عمله هو البكاء، بكيت طويلاً." -لميا، 24

الإمتحان مظهر
"تقدمت لوظيفة حكومية بعد 10 سنوات من الخبرة في شركات وأماكن مختلفة. طلبوا مني أن أمتحن ليروا مهاراتي، وكانت تجلس في الطرف الآخر من الغرفة فتاة تكاد ألا تتخطى الـ 22 عاماً من عمرها. انتهيت من الامتحان وأجبت على جميع الأسئلة، وكنت سعيدة بنفسي، ولكني رأيت الفتاة الآخرى تسلم ورقتها فارغة. بعد مرور أكثر من أسبوعين مررت للدائرة لأرى سبب عدم ردهم وإذا ما كنت قد حصلت على الوظيفة أم لا، فرأيت الفتاة هناك تجلس وراء المكتب، وأخبرني أحدهم بأنه تم اختيارها عوضاً عني، وتبين أن أحد أقاربها كان لديه منصب في دائرة حكومية أخرى وتَمكن من تعيينها، الإمتحان نفسه كان مجرد نوع من المظاهر." -محمد، 29

يوم الحساب
"لدي قصص كثيرة عن الواسطة، حظي السيء دائماً ما يضعني في مواقف مزعجة، خلال مراجعات الدوائر الحكومية مثلاً، دائما ما يأتي شخص ما "له واسطة" ويأخذ دوري بعد أن أكون قد وقفت بالدور لمدة ساعتين، كل ما يمكنني فعله في مثل هذه المواقف هو افتعال مشكلة مع هذا الشخص "الواصل" ولكن في كل مرة يتدخل شخص ما مسؤول ويرجعني إلى آخر الصف. الواسطة هي طريقة حياة. تحتاج الى واسطة للحصول على عمل، واسطة للحصول على ترقية في العمل، واسطة لكي تدخل أماكن معينة، واسطة لتحصل على مكان في الجامعة أو حتى سرير في المستشفى. وأتوقع انه حتى في يوم الحساب سنحتاج الى واسطة." - رامي، 35

إعلان

العلاج مرفوض
"أصاب أختي الصغيرة مرض ما ولم تستطع التحرك فجأة، أخذناها إلى مستشفيات رام الله، وقال الاطباء أن علاجها غير موجود ويحتاجون الى نقلها الى مستشفى في الخارج. ولكن المشكلة أن عملية تحويل المرضى تحتاج الى موافقات وواسطات طبعاً، ولم يكن لدي او عائلتي أي واسطة في البلد. حالة اختي كانت تسوء، ولم استطع عمل أي شيء. في النهاية نقلناها من المستشُفى الى البيت، وحاولنا معها علاجات غير طبية، خلطات ووصفات شعبية سَمعنا عنها، وتحسنت حالتها بعد فترة. وعادت للحركة بشكل طبيعي ولكنها لم تتمكن من المشي كما في الماضي، كل هذا لماذا، لانه الواحد بدون واسطة ما بيسوى." -رضا، 33

الضارب والمضروب
"من أسوأ التجارب التي مررت بها كانت عندما تعدى علي شاب بالكلام بينما كنت مع أصدقائي في إحدى الحارات، وتطور الموضوع إلى الضرب. ضربنا بعض البعض وجاءت الشرطة وأخذتنا للمغفر. مع أن الشاب الآخر هو من تَعدى علي في البداية بسبب مشاكل قديمة، إلا أنه خرج بعد 3 ساعات، أما أنا فتم وضعي في النظارة لمدة ليوم كامل، لانه ما عندي واسطة. - فادي، 28

الحصول على رخصة القيادة لا يحتاج لمهارة
"الكل يعرف بأن امتحان السواقة، لا يحتاج لمهارة بل لواسطة. لم أصدق حتى رأيت بعيني. في يوم ما ذهبت لأقدم الامتحان العملي، ركبت السيارة وكان بجابني من يقيم الأداء. أدرت المفتاح وانطلقت، طلب مني الالتفاف حول المركز ما يقارب الأربع مرات. وعندما انتهيت وقمت بالاصطفاف. كنت على ثقة تامة بنجاحي، فلم أرتكب خطأ واحداً، ولكني فوجئت بمسؤول الاختبار يقول لي "للأسف أنت راسب." لم أفهم السبب، ولم يشرح لي، كنت أعلم أن الموضوع يتعلق بعدم وجود شخص "وصى علي." وما أكد لي ذلك أنني رأيت السائق الذي جاء بعدي، وهو يعلن نجاحه في الاختبار، وكنت رأيت بأم عيني أنه لم يُطلب منه تحريك السيارة لأكثر من مترين والعودة للاصطفاف مرة أخرى." -أحمد، 24

نفس العمل لا يعني دائما نفس الراتب
"أعمل في شركة خاصة مسماي الوظيفي مماثل لزميلتي وعدد سنوات الخبرة هو نفسه تقريباً، بل أنا عملت قبلها بثلاث أشهر. اكتشفت بالسر أن راتبها ضعف راتبي، الضِعف. ومن ثم اكتشفت أن والدها يعرف صاحب الشركة." - سارة، 24

من أي عائلة أنت؟
"كنت أدرس في إحدى الجامعات البعيدة عن العاصمة، وكان اسم عائلتي يدل على أنني من المنطقة، فإحدى العائلات كانت تسكن هنا منذ زمن بعيد. وبينما كنت أحاول أن أنهي بعض المعاملات المتعلقة ببراءة الذمة لأنني أردت نقل أوراقي لجامعة أخرى في نفس اليوم، سألني أحد المسؤولين عن اسمي، فأخبرته: سمر الفلانية، فأجابني لو قلتي من زمان، تفضلي استريحي. وبعد بضع ثوان سألني أنت من بيت فلان الذين يسكنون هذه المنطقة؟ فأخبرته أنني من منطقة أخرى. وعندها تغيرت ملامح وجهه وأمرني بالانتظار خارجاً، فمعاملاتي تحتاج لوقت طويل، جلست هناك لساعات وانتظرت حتى الساعة الثالثة وقت انتهاء الدوام الرسمي، ولم أسمع شيئاً منه، ولأنه كان يوم الخميس اضطررت للعودة يوم الأحد، لو أنني أجبته بنعم، كان قد أنهى معاملتي بنفس الدقيقة." -سمر، 23