سوشيال ميديا

صور مريم السليماني مع والدتها هو أجمل شيء على إنستغرام حالياً

كلانا نشعر بالراحة تمامًا أمام الكاميرا
مريم
جميع الصور من مريم

إذا لم تكن من متابعي مريم السليماني على انستغرام، فالاكيد أن أمك ستكون من معجبيها. في اللحظة التي ستشاهد صورة واحدة لمريم، 35 عامًا، مع والدتها نجاة، 66 عاماً،سترغب بمشاهدة المزيد. تنحدر مريم، من مدينة مكناس بالمغرب، وهي تقطن بروتردام حيث انتقلت وعائلتها إلى هولندا في سن صغيرة. مريم هي مصممة أزياء ومديرة مسرح. اشتهرت مريم على إنستغرام، حيث لديها أكثر من 18 ألف متابع، عندما بدأت بنشر صورها مع والدتها، التي هاجرت الى هولندا عندما كان عمرها سبعة وعشرون عاماً. تشكل مريم ونجاة ثنائي ممتع حيث يظهران بملابس ملونة ومرحة. تحدثت مع مريم عبر الإيميل وسألتها عن كيف بدأت بهذه الفكرة.

إعلان
1561027355199-

VICE عربية: كيف بدأت قصكتم كثنائي؟
مريم السليماني: القصة تطورت بشكل عضوي إلى ما هو عليه اليوم. والدتي جزء كبير من حياتي وأنا أحب مشاركة حياتي على انستغرام. ولكن القصة بدأت لأسباب لا تتعلق بالموضة. في تاريخ 2014/2015 كنت أمر بمرحلة صعبة للغاية عندما أصيبت والدتي بسرطان الثدي. كنت أعاني من الاكتئاب الشديد فقد كان علي التوفيق بين جدول عمل مجنون، وزيارات إلى المستشفى مع والدتي للعلاج الكيميائي لأكثر من عام. خلال تلك الفترة بدأت بالتقاط صور لي ولوالدتي، فقد كان من الممتع أن نبقى منشغلين ونصرف انتباهنا عن الألم الذي مررنا به، نشرت هذه القصص على مدونتي في البداية. بعدها شعرت بالملل من مدونتي الإلكترونية فقد أصبحت أماً ولم يعد لدي الوقت والطاقة للكتابة. أصبحت أكثر نشاطًا على الإنستغرام وبدأ المزيد من الأشخاص في متابعتي، لكن في ذلك الوقت كان لا يزال شيئا عفويًا. لم يتم تصميم هذه الصور، كنا نرتدي ملابسنا العادية ونتصور. أعتقد أن معظم الناس استمتعوا بهذه الصور لأنك لا ترى الجيل الأكبر سناً على وسائل التواصل الإجتماعي، خاصة صور لامرأة كبيرة بالسن وترتدي الحجاب.

1561027245164-IMG_20181207_150749_338-1

أنت من تختارين الملابس لوالدتك؟
والدتي تحب الموضة، وهي تتسوق في نفس الأماكن التي أحبها ولدينا اذواق متشابهة. العلية في منزل والدتي هي جنة الملابس والمجوهرات الكلاسيكية، وما زلت أحب ارتداء ستراتها الجلدية القديمة وتلك الحقائب والمجوهرات الرائعة. ومنذ أن اكتسبت وزناً بعد حملي وولادتي، أصبحت والدتي تتسوق بخزانتي، فالكثير من الملابس أصبحت صغيرة جدًا بالنسبة لي الآن. الشيء الوحيد الذي لا يمكننا مشاركته هو الأحذية.

في كل مرة، أحاول ابتكار مختلف الأزياء لها، مزيج من الملابس من خزانة ملابسي (أو زوجي) وملابسها الخاصة. قمت بشراء حجاب نايك لوالدتي في نفس اللحظة التي نزل فيها السوق، فقد كانت تشكو دائمًا من أن حجابها غير عملي للعلاج الطبيعي الذي كانت تقوم به 2-3 مرات في الأسبوع بعد استئصال الثدي. لديها كل الألوان من هذا الحجاب، وتستمر في الطلب مني أن أخبر Nike أنهم بحاجة إلى طرح المزيد من الألوان إلى جانب الأسود والأزرق والرمادي، لأنها تحب أن يكون حجابها مطابقاً لملابسها. عندما أقوم باختيار الملابس لأمّي عند التصوير، أبقي عمرها وشخصيتها في الاعتبار، فهي بحاجة إلى الشعور بالراحة وإلا لن ينجح الأمر. أنا المخرجة الفنية والمصممة، لهذا أنا من أقرر المكان والملابس، لكن يجب أن توافق والدتي على هذه التفاصيل.

إعلان
1561027382203-IMG_20180813_194632_100-2

هل تمكنت أن تقنعي والدتك بسهولة، كيف كان رد فعلها؟
نعم لقد أحببت الفكرة تمامًا! لدينا العديد من الاهتمامات المشتركة، أمي كانت تلتقط صوراً لي طوال حياتها، وهي تحب التصوير الفوتوغرافي وتحمل معها كاميرا في جميع الأوقات. كلانا نشعر بالراحة تمامًا أمام الكاميرا.

1561027843841-

ما الذي يعجب الناس في صورك، لماذا يتابعونك في رأيك؟
أعتقد أنه يمكنهم رؤية أنفسهم وأمهاتهم في صوري. حصلت والدتي على دبلوم في التدريس، وارتدت التنانير القصيرة في الثلاثينيات من عمرها، وارتدت الحجاب في الأربعين، وكانت مدرّسة لمدة 35 عامًا، وقامت بالكثير من الأعمال المجتمعية. هي الآن متقاعدة ولا يمكنها التوقف عن الحديث عن حديقتها، وهي تقرأ القرآن الكريم يوميًا وتحب أيضًا أحذية الرياضة. في عمر 66، حصلت على أول وظيفة عارضة أزياء وكانت هذه البداية. والدتي هي مثال لكسر الحواجز ونموذجً يحتذى به، لأنها لم تدع أي شيء يمنعها من تحقيق هدفها، وبغض النظر عن كونك مغربية أو مسلمة أو امرأة، ستجد نوعًا من الإلهام أو التمثيل في الأشياء والصور التي نشاركها مع المتابعين.

1561027428409-IMG_20181129_194632_792-1

تبدو أن علاقتك مع والدتك رائعة.
هي مثل أي علاقة بين الأم وابنتها. لقد كانت علاقة معقدة، فقد كانت والدتي تعمل كمدرسة في هولندا ولم تثق في تركني في دار رعاية نهارية مع غرباء، لذا قررت أن أعيش في المغرب مع والديها خلال السنوات الثلاث الأولى، وهو ما أثر علي وعليها بطرق مختلفة. أمي شعرت دائمًا بالذنب بسبب ذلك القرار، وأنا شعرت بالضياع، لأنني انفصلت مرتين في سن مبكرة، مرة كطفلة رضيعة عن والدتي، وأخرى في عمر ثلاث سنوات عندما انفصلت عن جدي. كان أبي أيضًا مدمن كحول وهو ما تسبب بانفصاله عن والدتي في عمر خمس سنوات. ومن ثم عادوا معاً عندما عندما كنت 9 سنوات، ثم في نهاية المطاف تطلقا عندما كان عمري 11 عاماً. ماضينا المشترك مؤلم ومليء بالصدمات، لقد مررنا بالكثير معاً والدتي وأنا، وهذا يجعلنا نساند بعضنا البعض طوال الوقت.

إعلان
1561027477249-IMG_20180731_194333_182-1

صورك غيرت أيضاً من النظرة للمرأة المحجبة؟
لم أكن أقصد ذلك في البداية، كان الأمر أكثر عشوائية، لكن في مرحلة ما أدركت أنه يمكن أن أظهر للجمهور رواية أخرى عن الإسلام، والمرأة المسلمة، والنساء المغربيات، لأنه في العالم الغربي ككل وهولندا حيث نعيش، هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة. لا يوجد شكل أو نمط واحد من المرأة المغربية أو المسلمة، كما لا يوجد نوع واحد من المرأة الهولندية أو المسيحية. وهذا ما تظهره صوري. الدين والثقافة لها أبعاد متعددة، لا توجد طريقة واحدة أو طريقة صحيحة لممارستها والتعبير عنها. الأمر نفسه ينطبق على الموضة، إنه لأمر مدهش للغاية مشاهدة المزيد من الشركات تتوجه في منتجاتها للنساء المحجبات، أو رؤية محجبات على أغلفة المجلات، هذا يغير الصورة النمطية المألوفة. أنا متشككة، وأرى أن هذا التوجه هو جزء من قرارات التسويق حيث يبدو أن الشركات أدركت أخيراً القدرة الشرائية لهؤلاء النساء، لكنني آمل أيضًا أن يستمر هذا "الاتجاه" ويصبح معياراً ثابتاً وليس تسويقياً فقط.

1561027548068-

نرى الكثير من الصور من منتجات نايك هل لديك عقد معهم.
لقد قمت بإنتاج ببعض المحتوى مع نايك في الماضي، ولكن ذلك كان قبل وقت طويل، قبل أن أبدأ بالتقاط صور لأمي. أحب العلامة التجارية كثيرًا، فقد كان أول حذاء رياضي حصلت عليه هو من نايك. العلامة التجارية الوحيدة الأخرى التي أرتديها هي نيو بالانس ولكن 95٪ من مجموعتي هي لنايك. أمي لديها بالفعل الكثير من الأحذية الرياضية من نايك، كما أنها ترتدي أديداس، اسيكس ونيو بالانس. بشكل عام، لدي الحرية في استخدام كل علامة تجارية أريدها لأنني غير ملتزمة بعقد مع أي شركة. نظارات الشمس التي أضعها في الصور مثلاً لا ترعاها أية شركة.

1561027620416-IMG_20180408_203146_885-1