سياسة

ماذا يحدث في بلدة بيتا في الضفة الغربية المحتلة؟

ينظم أهالي بيتا فعاليات احتجاجية شعبية ضد بؤرة استيطانية إسرائيلية اقيمت على أرضهم
E4bvMwWXoAI-FtE

تويتر

مسيرات مشاعل، إطارات مشتعلة، ألعاب نارية وأصوات تكبيرات وهتافات، هكذا يقاوم أهالي بلدة بيتا جنوبي مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة كل ليلة ضمن احتجاجات "الإرباك الليلي" الشعبية، وذلك للمطالبة بإخلاء بؤرة استيطانية إسرائيلية، أقيمت على أراضيهم في جبل صبيح.

ما هي فعاليات الإرباك الليلي؟
هي فعاليات احتجاجية شعبية بدأت في غزة خلال "مسيرات العودة" في 2018 تشمل قيام الشبان مع ساعات الليل الأولى بالتوجه إلى مناطق السياج الحدودي شرقي قطاع غزة، ويبدأون بإزعاج المستوطنين في غلاف غزة من خلال بث أغانٍ وطنية وأصوات أهازيج مرتفعة عبر سماعات كبيرة، للمطالبة بحقِّ العودة وكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع.

إعلان

ماذا عن بيتا؟
منذ مطلع مايو، ومع بدء أعمال البناء ببؤرة "أفيتار" الاستيطانية، يقوم مئات الفلسطينيين من بيتا والقرى المجاورة بفعاليات الإرباك الليلي، تتضمن إشعال إطارات الكاوشوك وبث أصوات مزعجة عبر مكبرات الصوت، فيما يقول آخرون بتسليط الليزر" نحو البؤرة الاستيطانية وتنظيم مسيرات مشاعل وغيرها.

وتتم هذه الفعاليات بشكل منظم وبالتنسيق مع مجموعة "حراس الجبل" -أغلبيتهم من الشباب صغار السن- بالإشارة إلى جبل صبيح المهدد بالاستيطان. ويقول أبو ثائر، أحد نشطاء وحدة الإرباك الليلي في بيتا، في أحد المقابلات الصحفية أن هناك 10 وحدات عاملة، تختص كل منها بوظيفة محددة لإرباك الجنود والمستوطنين بأساليب مختلفة.

تتضمن هذه الوحدات: وحدة الكاوتشوك، ومهمتها جمع إطارات الكاوتشوك وتوزيعها على المحاور، ومتابعة اتجاه الرياح من أجل اختيار أنسب المواقع لتوجيه الدخان إلى البؤرة الاستيطانية. وهناك، وحدة الصوتيات التي تستخدم الأبواق لإصدار أصوات قوية ومزعجة طوال الليل، فيما تقوم وحدة الليزر بتسليط أشعة الليزر والأضواء الكاشفة على الجنود وعلى البؤرة بهدف الإرباك. وهناك وحدة المولوتوف والمقاليع، ووحدة للدعم اللوجستي ومهمتها إعداد الطعام وتوزيع الماء والمشروبات، وتتولى هذه المهمة نساء بلدة بيتا. ووحدة التدخل السريع لنقل المصابين من الأماكن الوعرة في الجبل إلى أقرب مكان يمكن أن تصله سيارات الإسعاف.

خلال الأسابيع الأخيرة قتلت قوات الاحتلال 5 فلسطينيين، 4 منهم من بلدة بيتا، بينما أصيب العشرات غالبيتهم بالرصاص الحي خلال مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي. وتقوم عدد من القرى الفلسطينية باستلهام هذه التجربة منها قرية بيت دجن وقرية يتما التي تشهد فعاليات مماثلة ضد بؤر استيطانية.

إعلان

وينظم الفلسطينيون احتجاجات منتظمة يوم الجمعة ضد الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان في بيتا ومختلف البلدات في الضفة الغربية المحتلة، لكن مؤخراً، غير سكان بيتا، التي يبلغ عدد سكانها 1،700 نسمة تكتيكاتهم، من خلال هذه الاحتجاجات الليلية.

بموجب القانون الدولي، فإن جميع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة - حيث يعيش الآن حوالي 650 ألف إسرائيلي - غير قانونية.