مستقبل

100 ثانية تفصلنا عن نهاية العالم، بحسب ساعة القيامة

تواجه البشرية خطرين وجوديين في وقت واحد: الحرب النووية وتغير المناخ
1485446112681-slack-imgs-2com

أعاد علماء أميركيون ضبط "ساعة القيامة" Doomsday التي ترصد موعد نهاية العالم. وقالت نشرة علماء الذرّة، وهي مجموعة غير ربحية تضم علماء وخبراء أمن يراقبون إمكانية فناء العالم على يد البشر، أن 100 ثانية فقط باتت تفصلنا عن منتصف الليل في هذه الساعة والذي يرمز "مجازًا" لنهاية العالم.

ساعة يوم القيامة هي تمثيل مرئي لمدى قرب البشرية من إفناء نفسها، ومنذ أن رأت هذه الساعة النور في عام 1947، يجتمع في كل عام علماء وخبراء لمناقشة إمكانية فناء العالم، ويعيدون ضبط الساعة وفقاً لذلك كتحذير. عندما تم إنشاء الساعة كان أكبر تهديد للبشرية هو الحرب النووية حيث كانت الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي يتجهان إلى سباق التسلح النووي. ولكن اليوم هناك تهديدات أكثر وأخطر.

إعلان

"تواجه تزال البشرية خطرين وجوديين في وقت واحد: الحرب النووية وتغير المناخ، وهما خطران يتفاقمان بفعل التهديد المتمثل في حرب المعلومات عبر الإنترنت. إن الأمن الدولي في وضع حرج، ليس بسبب وجود هذه التهديدات فحسب، ولكن لأن زعماء العالم سمحوا بتآكل البنية التحتية السياسية الدولية التي خُصصت لإدارة هذه التهديدات،" حسب ما أشارت له نشرة علماء الذرة في بيان لها.

1580635696313-1579797240445-Ugly

الصورة بواسطة نشرة علماء الذرة

تقول نشرة علماء الذرة The Bulletin of the Atomic Scientists إنها تعتقد أن الأرض باتت أقرب إلى كارثة عالمية أكثر من أي وقت آخر من تاريخها، فقد انسحبت كلّ من روسيا والولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية المتوسطة المدى في عام 2019، وهي معاهدة توصّل لها الطرفان في حقبة الحرب البارد والتي حُظرت بموجبها صواريخ كروز والصواريخ البالستية البرية التي يتراوح مداها بين 311 و 3420 ميلاً. وقد بدأت كلّ من روسيا والولايات المتحدة في اختبار أسلحة نووية جديدة في الأسابيع التي تلت الانسحاب من المعاهدة.

وأشار شارون سكواسوني؛ وهو عضو في هذه النشرة وأستاذ بمعهد السياسة الدولية للعلوم والتكنولوجيا بجامعة جورج واشنطن خلال المؤتمر الصحفي الذي أُعلن فيه توقيت "يوم القيامة: "يجب أن أعترف أننا حددنا التوقيت في شهر نوفمبر في بداية الأمر؛ وكان هذا قبل الأعمال العسكرية الأخيرة بين الولايات المتحدة وإيران، وقبل تهديد إيران بأنها قد تنسحب من معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وتخلّي كوريا الشمالية عن المحادثات مع الولايات المتحدة. إننا نفقد تأثيرنا في مجال الأسلحة النووية بسرعة."

ظهور ما يسمى بـ"الصور الزائفة العميقة" في الآونة الأخيرة يهدد بتقويض قدرة المواطنين وصناع القرار على فصل الحقيقة عن الخيال

وفقا لهذه النشرة، فالأسلحة النووية وحدها ما يهدد بفناء العالم، فالاستقرار العالمي مهدّد بفعل تغير المناخ والتضليل الإعلامي والحرب الإلكترونية، حيث يقول روبرت لاتيف، وهو لواء متقاعد في سلاح الجو الأمريكي وعضو في نشرة العلماء: "إن ظهور ما يسمى بـ"الصور الزائفة العميقة" في الآونة الأخيرة -وهي تسجيلات صوتية وفيديو لا يمكن كشف زيفها - يهدد بتقويض قدرة المواطنين وصناع القرار على فصل الحقيقة عن الخيال."

بعد تشكيلها في عام 1947، ضَبطت النشرة الساعة على سبع دقائق قُبيل منتصف الليل. أصبح التوقيت على بعد دقيقتين من منتصف الليل بعد أن اختبر الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة أول قنبلة نووية حرارية في عام 1953، وفي نهاية الحرب الباردة، عادت الساعة إلى 17 دقيقة قبيل منتصف الليل. في عام 2018، وسط تصاعد التوترات مع كوريا الشمالية وخطاب ترامب الغاضب نقلت النشرة الساعة إلى دقيقتين قبيل منتصف الليل واستمرت على هذه الحال طيلة عام 2019. لهذا فإن نقل التوقيت إلى 100 ثانية هو أمر لم يسبق له مثيل.

إنّ ساعة يوم القيامة هي استعارة وتحذير وليست وعداً، كما يقول بيتر سينغر، وهو زميل قديم في مؤسسة نيو أمريكا واستراتيجيّ حرب المستقبل، في رسالة بريد إلكتروني أرسلها لـ Motherboard: "إنه نظام تصنيف مُبتكر تماماً، ولكن كغيره من أنظمة التصنيف المبتكرة، يفيد هذا النظام في التنبيه إلى القضايا الرئيسة في إطار موجز. ولكن عندما قمنا بإنشاء ساعة يوم القيامة قبل 75 عامًا، لم يكن الإنترنت موجوداً بعد، كما لم يكن لدى الاتحاد السوفيتي قنبلة ذرية."