سياسة

لماذا قطعت الجزائر علاقاتها مع المغرب؟

اتهم وزير الخارجية الجزائري المغرب بالتجسس على مواطنين ومسؤولين جزائريين من خلال برنامج بيغاسوس الإسرائيلي
1600px-The_borders_between_Morocco_and_Algeria

الحدود بين المغرب والجزائر. ويكي ميديا

"الجزائر تطالب بنقل المغرب من جوارها." هذا البوست لشبكة الحدود الساخرة قد يختصر العلاقة المتوترة بين الجزائر والمغرب منذ سنين، آخرها إعلان وزيرة خارجية الجزائر رمطان لعمامرة قرار بلاده قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، وسحب سفيرها من العاصمة الرباط.

ما سبب التوتر؟
تتهم الحكومة الجزائرية الرباط بالقيام "بأفعال عدائية تجاهها" وتقول أن المغرب تقوم بدعم الحركة من أجل تقرير مصير في منطقة القبائل، وهي حركة انفصالية تصنفها الجزائر على أنها "إرهابية" واتهمتها مؤخرًا بالضلوع وراء الحرائق الضخمة التي شهدتها المنطقة.

إعلان

جاء هذا، بعد أسابيع فقط من استدعاء الجزائر سفيرها في الرباط على خلفية دعوة ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة إلى حق تقرير المصير لسكان منطقة القبائل في الجزائر، واصفًا منطقة القبائل بأنها "خاضعة للاستعمار الجزائري." وتتخذ "حركة استقلال منطقة القبائل" من باريس مقرًا لها، ونشاطها محظور تمامًا في الجزائر. وتأسست في أعقاب ما يعرف بـ"الربيع الأمازيغي" سنة 2001 وتطالب بحق تقرير المصير والانفصال عن الجزائر.

كما اتهم وزير الخارجية الجزائري المغرب بالتجسس على مواطنين ومسؤولين جزائريين من خلال برنامج بيغاسوس الإسرائيلي. وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية وموقع "كل شيء عن الجزائر" (تي إس آه) الناطق بالفرنسية، فقد أظهر تحقيق لمنظمتي "فوربيدن ستوريز" والعفو الدولية، أن آلافًا من أرقام الهواتف الجزائرية -يعود بعضها إلى مسؤولين سياسيين وعسكريين كبار- قد حددت على أنها أهداف محتملة لبرنامج بيغاسوس الذي طورته شركة "إن إس أو" الإسرائيلية عام 2019. ورفع المغرب رفع دعوى قضائية أمام المحكمة الجنائية في باريس ضد منظمتي "فوربيدن ستوريز" والعفو الدولية بتهمة التشهير.

في المقابل، تشهد العلاقات الجزائرية المغربية توترًا آخر منذ عقود، مرتبط بقضية الصحراء الغربية. وتدعم الجزائر جبهة البوليساريو التي تسعى لاستقلال الصحراء الغربية، التي يراها المغرب جزءًا منه. وسبق للمغرب أن قطع علاقاته مع الجزائر سنة 1976 بعد اعتراف الجزائر بقيام "الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية." ولم تُستأنف العلاقات بين البلدين إلا في عام 1988.

وترى الجزائر أن المغرب لم تلتزم كذلك بالوفاء بالالتزامات الثنائية بما يتعلق بالصحراء الغربية. وكان من بين التزامات المغرب في هذا الصدد تطبيق "حل عادل ونهائي لنزاع الصحراء الغربية عبر تنظيم استفتاء حر ونزيه يسمح للشعب الصحراوي بتقرير مصيره."

ولا تزال الحدود بين الجزائر والمغرب مغلقة رسمياً منذ 16 أغسطس 1994.