مجتمع

عراقي يعترف بقتل زوجته قبل أن يتبين أنها حيّة

تعرض الزوج لتعذيب بالكهرباء وتم تهديده بتعذيب أمه وأخواته وأبيه
iraqi-police-patrol-the-streets-of-baghdad-providing-extra-security-during-c6cd6b-1024

في قصة أثارت ضجة واسعة، أفرجت السلطات العراقية في محافظة بابل، عن شاب متهم بقتل زوجته، وحرق جثتها، لكن تبين لاحقاً أنها على قيد الحياة.

كيف بدأت القصة؟
بحسب تفاصيل الحادثة المتداولة، فإن الشاب ذهب للإبلاغ عن اختفاء زوجته، في مركز الشرطة في بابل، الذي قام باحتجازه، وبدأ بالتحقيق في ملابسات اختفاء الزوجة. وبحسب التقارير، فقد قام المحققون بانتزاع اعتراف تحت التعذيب من الشاب بأنه قتل زوجته وأخفى جثتها.

إعلان

وتعود الواقعة إلى يوليو الماضي، عقب ظهور مقطع فيديو أمني لشاب يعترف بقتل زوجته وحرق جثتها، بحضور مسؤولين أمنيين. الفيديو الذي أعاد نشره ناشطون ومدونون، فإن الشاب المتهم قال إنه اصطحب زوجته، إلى زيارة أحد المراقد الدينية، وبعد العودة، توقف قرب النهر، ليخنق زوجته، ويحرق جثتها، ومن ثم عاد إلى منزله. وتساءل البعض عن كيفية حصول الشرطة على هذا الاعتراف، وما إذا تم التحقق من موقع الجريمة، وآثار عملية الحرق وبقايا الجثة.

كيف ظهرت الحقيقة؟
بحسب تصريحات لمدير إعلام قيادة شرطة المحافظة، العميد عادل الحسيني، فقد تم تعميم القضية ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام، قبل أن يقوم مواطنون بالإبلاغ عن موقع وجود الزوجة، الأمر الذي دفع القوات الأمنية إلى التوجه للمكان وايجادها حية. وتبين أن هناك مشاكل عائلية بين الزوجين التي قد تكون دفعت المرأة للهرب أو ما شابه.

ماذا حدث مع الزوج المظلوم؟
في تقرير مع الزوج على قناة دجلة، قال الزوج الذي سجن لستة أشهر، أنه "ربطه بالفلقة" أسلوب تعذيب تربط فيه قدما الضحية إلى عمود وترفع، ويضرب باطنها بعمود خشبي أو بلاستيكي. ويقول أنه تم ربط يديه إلى الخلف وصعد اثنان من المحققين على ظهره، وربطوا عينه. وأضاف أنه "تعرض للتهديد بتعذيب أمه وأخواته وأبيه" كما تعرض لـ"لتعذيب بالكهرباء" قبل أن يقوم بالاعتراف بقتل زوجته.

أثارت القضية ردود فعل مختلفة لدى المدونين في مواقع التواصل الاجتماعي، ووسائل الإعلام، وسط مطالبات لوزير الداخلية بالاستقالة، وإقالة مدير شرطة بابل من منصبه. وبحسب بيان الشرطة، فقد تم "إحالة جميع المسؤولين في الواقعة إلى التحقيق، وإعادة حقوق الضحية، وتعويضه عما واجهه من تجاوزات وانتهاكات أثناء التحقيق." كما سيتم التحقيق فيما إذا قد تعرض الزوج للتعذيب خلال التحقيق، "وقضيته ستكون متروكة للقضاء."كما أصدر رئيس الحكومة العراقية، مصطفى الكاظمي توجيهات بالتحقيق في القضية.

ردة الفعل؟
اتهم الكثيرون السلطات العراقية بـ "سوء معاملة المتهمين والحصول على اعترافات تحت التعذيب." وأن هناك كثير من الأبرياء اضطروا للاعتراف بجرائم لم يرتكبونها تحت التعذيب. وقال نجم القصاب في تغريدة: "كم من المواطنين يتم اعدامهم وسجنهم وأنهم ابرياء؟" فيما وصف عمر حبيب هذه القصة الملفقة لقتل الزوجة بالنسخة العراقية من فيلم Gone Girl وأضاف: "هذا الرجل صورت إعترافاته و شهر به بالفضائيات وحكم على اساس انه قتل وحرق زوجته.. قبل گم يوم رجعت زوجته التي كانت مختفية وأطلقوا سراحه ورجع لأهله وكأن شيئا لم يكن.. فلم Gone girl النسخة العراقية."

وغرد عمر الجنابي قائلاً: "المسكين مضطر على صنع مشهد يرضيهم وسرد قصة قتل كاملة لم تحصل! والله قهر.. بلد لا قانون ولا عدالة ولا إنصاف والظلم بكل مكان شاب مواليد ١٩٩٣ أضطر للاعتراف بقتل وحرق زوجته، تحت ظروف لا يعلمها إلا الله، ولولا عودة زوجته إلى البيت لما كشفت مسرحية ضباط الشرطة."

هذه الحادثة ليست منفردة، أشار تقرير بعثة الأمم المتحدة صدر بداية أغسطس إلى إن أكثر من نصف المحتجزين الذين قابلتهم البعثة ومكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في سياق التحضير للتقرير تحدثوا "عن تعرضهم للتعذيب." ويؤكد التقرير على تعرض معتقلين تعرضوا للتعذيب بالكهرباء، والتعليق من الخلف إلى السقف كما حرم بعضهم من الوصول إلى محام. وقالت "هيومن رايتس ووتش" في تقرير سابق إن كثير من القضاة في العراق يتجاهلون مزاعم التعذيب، ويدينون متهمين استنادًا إلى اعترافات يزعم المتهمون أنهما انتزعت منهم بالإكراه.