صحة

تفشي الكوليرا وحمى الضنك في السودان يهدد حياة الآلاف

قالت منظمة الصحة العالمية إنه تم الإبلاغ عن أكثر من ٥٠٠ حالة يشتبه بإصابتها بحمى الضنك في جميع أنحاء السودان، كما تم إدخال ١٦٢ حالة يشتبه بإصابتها بالكوليرا إلى المستشفيات في ولاية القضارف ومناطق أخرى.
تفشي الكوليرا وحمى الضنك في السودان يهدد حياة الآلاف
أشخاص يصطفون أمام مختبر طبي لإجراء اختبار حمى الضنك في ولاية القضارف شرق السودان التي مزقتها الحرب في ٢٢ سبتمبر ٢٠٢٣، وسط تقارير عن انتشار العدوى الفيروسية. AFP via Getty Images

أفادت منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، بتفشي حالات الكوليرا وحمى الضنك في شرق السودان، حيث يعاني آلاف الأشخاص من تصاعد الصراع الدموي بين الجيش السوداني والقوات الدعم السريع في أبريل من هذا العام.

وحذرت نقابة أطباء السودان، يوم الاثنين، من أن تفشي حمى الضنك في ولاية القضارف شرقي البلاد أصبح يهدد حياة الآلاف، حيث تكتظ المستشفيات بالمرضى، ولا يجد البعض مكانًا لتلقي العلاج.

إعلان

وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن ١٦٢ شخصًا تم نقلهم إلى المستشفيات في ولاية القضارف ومناطق أخرى على طول الحدود مع إثيوبيا، حيث يشتبه بإصابتهم بالكوليرا. وقد تم التأكد من إصابة ٨٠ شخصًا، وتوفي ١٠ منهم بسبب المرض، وهو عدوى بكتيرية تنتقل عن طريق الطعام أو الماء الملوث.

"انتشار كارثي"

شهدت ولايات شرق ووسط السودان تفشيا واسعا لحمى الضنك، مما أدى إلى مئات الوفيات وآلاف الإصابات، بحسب نقابة أطباء السودان.

وقالت منظمة الصحة العالمية إنه تم الإبلاغ عن أكثر من ٥٠٠ حالة يشتبه بإصابتها بحمى الضنك في جميع أنحاء السودان، معظمها في المراكز الحضرية في القضارف.

ويأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه نقابة أطباء السودان أن حمى الضنك والإسهال الحاد تشهدان انتشارًا مقلقاً في السودان، حيث أدى تأثير الحرب إلى إغلاق ما لا يقل عن مائة مستشفى. ودعت النقابة إلى وضع حد لـ"الانتشار الكارثي" الذي أدى إلى "مئات الوفيات."

وأشارت النقابة إلى أن الوضع في ولاية القضارف، التي تقع على الحدود مع إثيوبيا، هو الأكثر تأثرًا، حيث تشهد "انتشارًا كارثيًا لحمى الضنك في جميع أنحائها.. وأسفر عن مئات الوفيات وآلاف الإصابات."

ذكرت وزارة الصحة الاتحادية وفاة ١٥ شخصًا في ولاية الجزيرة، بينما أكد ناشطون مجتمعيون وفاة نحو ٨٠ شخصًا في منطقة القضارف.

إعلان

وفي إحدى المدن السودانية، الفاشر بولاية شمال دارفور، تم تسجيل ١٣ حالة إصابة بالملاريا خلال أسبوع واحد، وفقًا لوزارة الصحة.

أما في العاصمة الخرطوم، فقد توفي ثلاثة أشخاص بسبب الإسهال الحاد في إحدى المناطق الشرقية، وقد أدخل ١٤ شخصًا إلى المستشفى في يوم واحد فقط.

يُقدر أن عدد حالات الإصابة بحمى الضنك في ولاية القضارف أكبر بكثير مما تم الإعلان عنه، وذلك لعدم توفر الفحوصات المعملية اللازمة للمرضى، ولجوئهم إلى تناول أدوية الملاريا التي قد تؤدي إلى تشخيص خاطئ. حمى الضنك هي مرض فيروسي ينتقل عن طريق لدغة بعوضة مصابة من فصيلة "الزاعجة" المصرية.

جهود رامية لمنع انتشار هذه الأمراض

قالت منظمة الصحة العالمية إنها تعمل مع السلطات الصحية السودانية لوقف تفشي الأمراض، بما في ذلك توزيع الأدوية واللقاحات.

وأضافت المنظمة أن "الوضع الصحي في السودان معقد بسبب الحرب الأهلية الجارية، والتي أدت إلى نزوح الآلاف من الأشخاص وتفاقم نقص الموارد."

ودعت منظمة الصحة العالمية إلى مزيد من الدعم الدولي لمساعدة السودان في مواجهة تفشي الأمراض.

تفشي الكوليرا وحمى الضنك في السودان بمثابة كارثة إنسانية تهدد حياة الآلاف. وتأتي هذه الجائحة في وقت يعاني فيه السودان بالفعل من أزمة سياسية واقتصادية حادة.

من الضروري أن تكثف الجهود الدولية لمساعدة السودان في مواجهة هذه الجائحة، وتوفير الأدوية واللقاحات والدعم اللوجستي اللازم.

يأتي دعوة نشطاء المجتمع والنقابة الطبية هذه بالتزامن مع استمرار الصراع في السودان منذ أبريل ١٥، حيث يعملون على تقديم المساعدة بين السكان للتصدي للأوضاع الصحية المتردية جراء الصراع.