رحلة الى مزيارة- بلدة لبنانية بمنازل غرائبية

اتبع الطريق المتعرج من خلال حقول أشجار الزيتون التي لا نهاية لها. اسأل عن التوجيهات مرارًا وتكرارًا من الرجال المسنين الذين يتبادلون الحديث على جانب الطريق في مقهى أبي نصر. ومن ثم قم بالانعطاف من خلال إهدن، بلدة جبلية لبنانية بالقرب من زغرتا وسوف تصل إلى ما يبدو لأول وهلة مثل بلدة نموذجية في شمال لبنان.

مباشرة بعد لافتة الترحيب عند مدخل بلدة مزيارة سترى مشهدًا طبيعيًا خلاب. ولكن على بعد نصف ميل فقط، ستصبح البانوراما أكثر سريالية - فسترى بيوتاً بأشكال غير تقليدية، لا يمكن حتى مقارنتها بالبنايات العملاقة في كاليفورنيا. لا شيء يشبه تلك البيوت في بلدة مزيارة اللبنانية.

البيت الأول الذي سيفاجئك، هو بيت على هيئة طائرة Airplane House تم بناؤه عام 1975، وهو الأكثر تلألأً بين جميع المباني المحلية. طابقان، 30 فتحة في كل جانب، أنف الطائرة المخروطي قصير ومستدير، مفاعلين في كل جناح. إنها نسخة مفصلة من طائرة إيرباص A380، أما ذيل الطائرة فقد تم تحويل النجوم على علم الاتحاد الأوروبي إلى نافذة صغيرة تحوي تمثالًاً لمريم العذراء.

أما هناك في أعلى الطريق الترابية، يتشكل ما يبدو وكأنه معبد يوناني وسط أكوام من الحجارة الرخامية الكبيرة في انتظار أن يتم قطعها وتركيبها. في المبنى المجاور، قام مهندس معماري آخر بتجميع هيكل بيت من جميع الأشكال والأحجام وهو ما جعله يبدو كبيت من قطع Lego العشوائية.

"يحب الناس أن يقوم ببناء شيء مختلف إذا كانت لديهم القدرة على ذلك،" يقول جوزيف شاغوري، وهو من سكان بلدة مزيارة عندما سئل عن كيف تحولت هذه القرية المسيحية المتواضعة الى مزار سياحي. وقد بنى شقيق جوزيف آخر مبنى من عجائب مزيارة أسفل التل في التسعينات، ويشار إليه باسم "بيت الهرم" لأسباب ربما يمكنك تخمينها. أما مشروع البناء الخاص بجوزيف فهو فندق تقليدي فاخر: "نحن نحب مزيارة. الجميع هنا من أهالي البلدة، نحن نتوسع ولكن لا نغير روح ووجه مزيارة. إنه تقدم."

العمارة هي هواية لا يمكن إلا للأثرياء أن يستمتعوا بها، وهذه الهياكل ستكون مستحيلة بدون وجود عدد قليل من السكان الميسورين للغاية. وربما يكون أحد أقرباء جوزيف، جيلبر شاغوري، الشخصية الأكثر شهرة المرتبطة بالقرية، فقد جمع مئات الملايين من الدولارات خلال عمله في نيجيريا خلال التسعينيات. ولا يزال يلوح ظله الكبير على المدينة.

بعض من سكان المزيارة الذين يخرجون من البلاد لا يعودون اليها، ولهذا السبب بدأ جوزيف في تقديم المال للجيل الثاني أو الثالث من المهاجرين للعودة إلى القرية واكتشاف ثقافتهم والتقدم بطلب للحصول على الجنسية اللبنانية. كما دعا إلى تطوير مناطق جذب سياحية ملائمة تجعل من مزيارة وجهة للمسافرين الأجانب.وقد أخبرني أن القرية حصلت مؤخراً على أموال من الحكومة لتوسيعها، وهو ما يعني على الأرجح أنه سيكون هناك المزيد من المباني الغريبة قريبًا.

ملاحظة: نُشر هذا المقال بالأصل على VICE UK في عام 2015، فبعض التفاصيل قد تكون قد تغيرت منذ ذلك الوقت.

يمكنكك مشاهدة المزيد من الصور غايا سكوارسي على موقعها على الإنترنت/ يمكنك متابعة لورنس كورنيت على تويتر.