10 أسئلة

عشرة أسئلة لطالما أردت طرحها على جراح تجميل

أنا أغيّر جسدك، لكنني لا أغير عقلك. لذا إن كان لديك مشاكل نفسية، فأنا الدكتور الخطأ
تجميل
Photo by ian dooley on Unsplash



لم تعد عمليات التجميل تقتصر على الكبار في العمر، ولم تعد لحاجة طبية علاجية، وإنما أصبح ينظر إليها كـ كماليات مثلها مثل التسوق للملابس أو شراء سيارة. في المؤتمر الشرق الأوسط الدولي الرابع للأمراض الجلدية وطب التجميل الذي عقد في الإمارات هذا العام، أشار رئيس المؤتمر الدكتور خالد بن سالم النعيمي، واستشاري الأمراض الجلدية والتجميل أن أعمار المقبلين على عمليات التجميل تراجعت بشكل كبير، لتبدأ من عمر 18 سنة، مضيفاً بأن أكـثر العمليات الجراحية شيوعاً فـي جميع العالم ھـي تكبير الثدي، یلیها شفط الدهون، وجراحة الجفن وتجميل الأنف. للتحقق من زيادة شعبية الجراحة التجميلية، جلستُ مع الدكتور مارتن يوجنبرغ من معهد تورونتو لجراحة التجميل، والذي صنفه موقع RateMD كواحد من خيرة جراحي التجميل في كندا.

إعلان

VICE: هل سبق لك أن رأيت شخصاً غير جذاب لدرجةٍ ظننتَ فيها أنك عاجز عن تجميله؟
د. يوجنبرغ: بصراحة لا، فتلك فكرة اختلقتها برامج تلفزيون الواقع، وهي زيف يهدف إلى التسبب بالصدمة.

هل تقوم بتتقيّم الناس في ذهنك حينما تسير في الشارع؟
لا، لا أفعل ذلك، لكني؛ بحكم وظيفتي وعملي؛ استشرف من غير قصد مني ما يمكن لأولئك العابرين القيام به، ولكن ذلك ليس ما يستحوذ على ذهني.

هل تقصدكَ الكثير من الفتيات في محاولة منهن أن يصبحن مثل كايلي جينر أو كيم كارداشيان؟
اسمحي لي أن أبدأ بالأخوات كارداشيان. أعتقد أنهن عائلة رائعة، وطالما دُهشتُ من كيف قمن بصقل أجسادهن من خلال النحت الطبيعي، والحقَّ أقول أننا نتحدث عن نساء كارداشيان كثيراً، غير أن الأمر غير مقتصر على الكارادشيان فحسب. فنحن نرى كثيراً من العارضات الأخريات على انستغرام ممن ينشرن صوراً تدفعني في بعض الأحيان لانتقادها كونها غير واقعية، فلا يمكننا تحديد ما إن كانت الإضاءة السببَ في ظهور الصور بهذا الشكل، أم هي الوضعية، أم أنه تم تعديلها على الفوتوشوب.

لا شك أن وسائل التواصل الإجتماعي تؤثر على الصورة التي نرى بها أنفسنا؟
أعتقد أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير سلبي، وهو أمر أتعامل معه بشكل يومي محاولاً توعية الناس، وهذا هو السبب الذي يدفعني لشرح ذلك على سناب شات لأميز بين ما هو حقيقي وطبيعي وما هو غير طبيعي، وأعتقد أنه ذلك يتيح للمرضى رؤية العملية الجراحية كما هي. أنا أحب عائلة كارداشيان، وأود أن أرسل إلى كيم كارداشيان رسالة مفادها: "شكراً لك يا كيم، بفضلك تقصدني نساء كثيرات طالباتٍ رفعَ أوراكهن لتبدو كأوراك البرازيليات! شكراً جزيلاً! شكراً جزيلاً! شكراً جزيلاً! لكني، من ناحية أخرى، أقضي الكثير من وقتي أشرح للمرضى ما يمكنني فعله وما لا يمكنني فعله، وكيف للورك البرازيلي أن يبدو على أجسادهن لأنهن لن يظهرن بالضرورة مثل كيم كارداشيان. ولكن شكراً يا كيم على أية حال. كيم هي أفضل صديقة لي، فجميع مرضاي يقصدونني بسببها.

إعلان

أنت تستخدم سناب شات بكثرة. هل تعتقد أن هذا الجانب من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتصوير كيفية إجراء عمليات التجميل يساعد في إبقاء العمليات الجراحية هذه حقيقية في عيون المرضى؟ وفي أن يعوا أن الطريق للوصول إلى النتيجة النهائية للجمال ليس جميلاً بالضرورة؟أعتقد أنه ذلك يتيح للمرضى رؤية كيف تجري العملية كما هي، وإن لم يروا عملي بعد، أخبرهم أن يبحثوا عني في وسائل التواصل الاجتماعي لكي يتمكنوا من فهم ما يمكنني القيام به من عمل.

ألا يعني خضوع المرء لجراحة تجميلية لإبهار الآخرين بأنه بشكل ما استسلم لهم؟
إجراء عملية تجميلية لا يعني الاستسلام، ووصفها بذلك فيه سخف، الجراحة التجميلية هي إجراء تصحيحي، فمثلاً يخضع الأطفال لجراحة رأب الأذنين، وفي رأيي، لماذا يتعيّن على طفل ما أن يظلّ ثلاث سنوات في المدرسة يتعرض للتنمر بسبب شكل أذنيه وأن يتعلم تقبل جسده كما هو، عندما يمكنه المضي قدماً والخضوع لإجراء بسيط. أود أن يعيش هؤلاء الأشخاص الذين يصفون ذلك بالاستسلام ثلاثة أعوام من التنمر، وأن يتعلموا تقبل جسدهم، وأن يواظبوا على الذهاب إلى طبيب نفساني لمدة ساعة كل أسبوع على أمل أن يتصالحوا مع شكل جسدهم. لماذا يتعين على المرء أن يتعرض لكل ذلك بينما بإمكانه الخضوع لإجراء بسيط من شأنه أن يريحه من كل ذلك.

قد تعلمتُ، عندما يقول المرضى أنهم يريدون عملية تكبير طبيعية، أن أسألهم دائماً عن ما تعنيه كلمة "طبيعي" بالنسبة لهم

كيف يبدو الجمال في نظرك كجراح التجميل؟
لقد ارتبط المثل الأعلى للجمال بالتماثيل اليونانية مثل فينوس، والأمر كله يتعلق بالتناسب، وفي رأيي الجمال اليوم مشوه. هناك شيء يسمى النسبة الذهبية Golden Ratio وهي المعادلة الرياضية للجمال، أي كيف تنسجم الأشياء التي تعتبر جميلة مع أنماط معينة. اليوم فالأمر مختلف تماماً، فالأشياء التي نراها على إنستغرام من الكارداشيان إلى نيكي ميناج كلها لا تتوافق مع النسبة الذهبية، وما يدهش أشخاصاً مثلي هو كيف يعتبر الناس أناساً مثلهن بأنهن جميلات؟ إنهن لسن كذلك، فأجسامهن غير متناسبة، وعندما تصبح غير متناسب، تصبح بشعاً، غير أن البشاعة غدت أمراً طبيعياً اليوم. إن الجمال هو ما تراه حولك، وبسبب كل هؤلاء الناس المشهورين الذين يتباهون بأجسامهم، يرى الناس في ذلك أمراً طبيعياً. أتتني امرأة منذ مدة ليست بالبعيدة وقالت: "أريدك أن تجري لي عملية تكبير طبيعية للثدي، ثم أخرجت صورة لفيكتوريا بيكهام. هل سبق لكَ ورأيتَ صدر فيكتوريا بيكهام؟ إنه ليس طبيعياً، وقد تعلمتُ، عندما يقول المرضى أنهم يريدون عملية تكبير طبيعية، أن أسألهم دائماً عن ما تعنيه كلمة "طبيعي" بالنسبة لهم.

إعلان

ما رأيك بمن يختار اللجوء إلى عمليات تجميل أقل تكلفة؟
إن كنت تبحث عن جراحة تجميلية قليلة التكلفة، فستحصل عليها، إنه لأمر بغاية السهولة، والمشكلة في السياحة الطبية ليست أن هناك أطباء سيئون، فهناك أطباء في جميع أنحاء العالم، يوجد أطباء رائعون في البرازيل والصين وألمانيا وأينما ذهبت، لكن المشكلة تكمن في ذهابك إلى المجهول، فأنت لا تعرف كيف تجري الأمور هناك. لنقل أنك وجدت واحداً من هؤلاء في منطقة البحر الكاريبي مثلاً، وحدث خطأ ما وتم نقلك بسرعة إلى مستشفى محلي، هل تريد حقاً أن يأخذوك إلى أحد المستشفيات المحلية هناك؟ إن احتجتَ بعض المتابعة واللمسات التحسينية هنا بعد عودتك، فلن تحصل على ذلك لأن الجراحين هنا لن يعتنوا بك، وسيرسلونك إلى الجراح الأصلي، ولذا ستنفق كل الأموال التي حاولت ادخارها على السفر جيئة وذهاباً لإصلاح الأمر.

ذات مرة رأيتُ مريضة خضعت لعملية تكبير للثدي في أوكرانيا حيث قام الطبيب بحقن بعض المواد الغريبة في ثدييها، والتي توجب علي بترها في نهاية المطاف. هذا سيكون غير قانوني في كندا. كان هذا طبيباً مجازاً في بلد آخر حيث يُعتبر هذا الإجراء طبيعياً ومقبولاً. هناك أيضاً الجانب الطبي-القانوني، فهناك من يراقبك على الدوام هنا، وعليك التأكد من أن كل شيء على ما يرام. عندما لا يتوفر هذا الأمر في بلد أجنبي، فإنهم لا يبالون البتة، وإن حدث خطأ ما، فلن يأتي الأطباء لإصلاحه، فهم لا يبالون بشأن دعاوى سوء الممارسة الطبية.

كطبيب، أنت تقوم بإخبار المريض عن عيوبه، ومن ثم تقدم له وعداً بأنه سيصبح أجمل. هل تعتقد أن…
سوف أقاطعك هناك. جوابي هو لا، عندما يأتي الناس إلي، يكون لديهم مشكلات. أنا لا أقول لهم ما عيبهم، وإن سألوني "ماذا يمكنني أن أفعل أيضاً؟" أجيبهم: "يمكنني أن أفعل مليون شيء، لكن ما الذي يزعجك بالضبط؟" باستطاعتي أن أقول لك أن تفعل مليون شيء مختلف، لكنني لن أخبرك بذلك؛ أنا لست هنا لأجعلك جميلاً في نظري أنا، أنا هنا لمساعدتك في تصحيح ما يضايقك. لا أخبر الناس أبداً ما هو جميل وما هو غير ذلك. أقوم بالكثير من عمليات تكبير الثدي ويسألني المرضى ما هو الحجم المناسب، وهل ينبغي عليهم اختيار هذا الحجم أم ذاك، وهل يعجبني ذلك؟ أقول لهم لا يهم ما أفضله، فأنت الشخص الذي ينظر في المرآة، وعليك أن تكون سعيداً، لذلك اختر ما تريد.

هل يتوقع الأشخاص الذين يقصدونك "أن يتم إصلاحهم" لأنهم يشعرون بالسوء تجاه أنفسهم؟ هل هي قضية احترام الذات؟
نحن لا نتحدث عن احترام الذات كثيراً لأنني لا أعتقد أن معظم مرضاي يعانون من مشكلات في احترام الذات. لا يأتي الناس إلي ويقولون: "أشعر بالسوء حيال نفسي. أنا مكتئب، أريد أن أشعر بالتحسن." وفي المرات النادرة التي يحصل ذلك، أحاول توعيتهم وأقول لهم: "اسمع، أنا أغيّر جسدك، لكنني لا أغير عقلك. لذا إن كان لديك مشاكل نفسية، فأنا الدكتور الخطأ، أنا لست جراحاً نفسياً، وعملي هو إصلاح أشياء مرئية، لكنني لا أغير من نظرتك إلى نفسك.

Dr. Jugenberg's على سنابشات @realdrsix

لقد تم تعديل المقابلة الأصلية. يمكن قراءة النسخة باللغة الإنجليزية هنا