امومة

صورة: نيكلاس موربيرغ/فلكير

FYI.

This story is over 5 years old.

مرأة

سألنا نساء عربيات يرفضن الأمومة عن أسبابهن -الإجابات ستجعلك تعيد التفكير بالإنجاب

أرفض الإنجاب، لأني لا أملك الحقيقة المطلقة، ولا أعرف الإجابات الصائبة والمقنعة لـ 70% من الأسئلة التي قد يسألها طفل

"الأمومة فطرة في كل النساء" بعبارة كهذه يضغط المجتمع على النساء ويضعهن جميعاً باختلاف رغباتهن وشخصياتهن وتجاربهن في صندوق واحد: صندوق الأم. ولكن ليس كل النساء يرغبن بالانجاب سواء لأسباب صحية أو نفسية أو اجتماعية أو فلسفية. في السنوات الأخيرة، بدأت أصوات النساء الرافضات لتجربة الأمومة تعلو، لينزعن فكرة ربط المرأة بالأمومة بالضرورة. التقينا بمجموعة من النساء اللاإنجابيات وشاركن معنا رأيهن بالأمومة ولماذا لا يردن إحضار مزيد من الأطفال لهذا العالم. الإجابات تستحق التأمل.

إعلان

العالم مكان وحشي مليء بالفظائع والآلام
""أعتنق الفلسفة اللا إنجابية لأن العالم مكان وحشي مليء بالفظائع والآلام، حروب، مجاعات، أمراض، جرائم قتل واغتصاب، أمور تجعل المرء يتساءل: أهذا هو المكان الذي سأحضر إليه أطفالي؟ أرى أن إجبار كائن على الوجود أمر منافٍ للمحبة الحقيقية التي تصحب مشاعر الأمومة والأبوة. إذا كنت تحب أطفالك دعهم في العدم مرتاحين، وإذا سيطرت عليك غريزتك فربما عليك التبني وإنقاذ روح موجودة بالفعل من معاناتها في الحياة، وتوفير معيشة كريمة لها."- نسرين، 23، مُدرسة لغة إنجليزية

لا نستطيع توفير أبسط الحقوق الإنسانية للطفل
"أنا ضد الإنجاب لأن مجتمعاتنا العربية بشكل عام وفي بلدي اليَمن لا تستطيع توفير أبسط الحقوق الإنسانية للأطفال مثل التعليم الجيد والحياة الكريمة. إنجاب طفل في في هذه الظروف التي نعيشها أنانية. أعارض الإنجاب في مجتمعنا العقيم بشدة، وأعارضها أيضاً لما أراه من زحام في كل مكان، وارتفاع معدلات النمو السكاني مع انخفاض موارد كوكبنا، وإذا استمرت الحال هكذا فقد يأتي يوم ولا نجد تعليماً ولا أكلاً ولا حياة. والأمر بيد الله بعد كل شيء." - مروة، 26، مهندسة معمارية

الأطفال ليسوا معمل تجارب لأمومتي
"فكرة الإنجاب جميلة، أن يخلق طفل من جيناتك وجينات أكثر شخص تحبينه، وتربينه تربية سليمة تتفادين خلالها السلبيات التي وقع فيها أهلك، وسببت لك أزمات كثيرة. ولكن أنا شخصيّاً أرفض الإنجاب، لأنني لا أملك الحقيقة المطلقة، ولا أعرف أي إجابات لـ 70% من الأسئلة التي قد يسألها طفل. ماذا أخبره حين يلقي عليَّ أسئلة وجودية وفلسفية، وهو يعتبرني مصدر معلوماته الأول وموضع ثقته؟ هل أخبره أني لا أعلم، وأتركه يتوه بحثاً عن إجابات عُمره كله؟ أم أخبره بما وصلت إليه من قناعات ربما تكون خاطئة بالكامل؟ أم أترك المجتمع يلقنه إجابات محفوظة تؤدي به للجحيم؟ المعرفة هي أزمتي في عالمنا، لدي مليون سؤال بدون إجابة واحدة مقنعة، أو لا إجابات أصلاً.

إعلان

وبصرف النظر عمَّا سبق، الظروف التي نعيش فيها ليست في صالحنا، نفسيّاً واجتماعيّاً وماديّاً. العالم مكان شرير والبشر غير أسوياء، ومهما بلغ تقدمهم وثقافتهم وإنسانيتهم يبقى هامش من الأذى وعدم تقبل الآخر في كل مكان. أتمنى جدّاً خوض تجربة تأسيس أسرة، وأن تكون لي بصمة في الحياة وسند يتمثل في ابن مثقف وجميل وواعي، لكني لا أستطيع تحمل مسؤولية وجوده، ولا أضمن أن يكون راضياً عن شكل الحياة الذي سأقدمه له. الأطفال ليسوا معمل تجارب لأمومتي أو لإنسانيتي أو قدرتي على التربية. عندما أرى أولاد أختي، أو فيديوهات لأطفال يلهون بطريقتهم اللطيفة المضحكة، يهتز قلبي، لكن الأمر ليس بهذه السهولة للأسف، لن أترك الأنانية وحب الذات يغرياني بإنجاب أطفال أعذبهم وأتعذب معهم في هذا العالم." - ندى، 22، كاتبة ومترجمة

أحب نفسي
"لا أريد أن أنجب لأنني غير مستعدة للاهتمام بشخصٍ غيري، وليس لدي اهتمام بالأطفال في العموم، ولا أتخيل أن أحرم نفسي من شراء فستان مثلاً لأشتري حفاضاتٍ للأطفال بدلاً منه." - جهاد، 32، منتجة

سأظلم طفلي بالجنسية المصرية
"أرفض الأمومة لأسباب كثيرة، أولها هو أنني سأظلم طفلي بالجنسية المصرية، كما أن حياتي ستزداد صعوبة بعد الإنجاب كأم عاملة لديها الكثير من الأعباء والالتزامات. قلة التعليم الجيد سبب آخر يدفعني لرفض الأمومة، فعندما يكبر طفلي لن أستطيع إلحاقه بمدرسة جيدة، ولو امتلكت المال اللازم لمنحه دراسة لائقة فلن أستطيع منحه الاهتمام الكافي لأني سأكون مشغولة بالعمل ليلاً ونهاراً لأوفر مصاريف مدرسته. أمَّا السبب الأخير فهو غياب زوجي المتكرر لظروف عمله، وبالتالي فأنا من ستتحمل عبء ومسؤولية التربية وحدها." -مي، 27، صحفية

إعلان

أرفض ضغط الأسرة والمجتمع
"أعتنق الفلسفة اللا إنجابية وأراها مقبولة لأن الجنس البشري جنس قاتل ومخرب ومدمر، لا أفضّل أن أكون سبباً في تناسل هذا النوع من الكائنات. أنا أرفض الأمومة شخصيّاً، ولكن بغضّ النّظر عن رأيي وبكلّ موضوعيّة - أرى أن الإنجاب تصرف أناني وغير مقبول إنسانياً. هناك ضغط يتم ممارسته من قبل المجتمع على المرأة بحجة أن "الأمومة فطرة في النساء" لكنني أرى أن لا دليل عِلمي على هذا الادعاء، بل ويمكنني أن أدعي عكسه، وأقول إن المرأة تنجب بسبب ضغط الأسرة والمجتمع، وأظن أن هذه الفرضية أكثر منطقية." - نور، 19، طالبة

لا أشعر بالحاجة للإنجاب
"أنا ضد الإنجاب لأنه ببساطة لا أشعر أن لدي أي شعور بالأمومة أو الحاجة الملحة لإنجاب أطفال. الجميع يقول أنني سأندم وأن الإحساس بالحاجة لإنجاب طفل هو أمر فطري وطبيعي. هناك من يحاول أن ينظر إلى موضوع الأمومة من منطلق رومانسي، بأن المرأة هي التي تجعل العالم أجمل، وهناك من يراه من منطق عِلمي بحت، على المرأة الإنجاب لأن هذا هو الدور التي صُمم للمرأة خلال عملية التطور، وأن رفض النساء للانجاب سَيعني نهاية العالم. لا يعنيني هذا المنطق أو ذاك. إذا لم أشعر بأنني أريد أطفالاً فلن أنجب أطفال، حتى لو كان العالم كله يعتمد علي." - لما، 33، مُحاسبة

أنا خائفة
"مشكلتي مع الأطفال هي الخوف، أخاف من أن لا أتمكن من حمايتهم، أخاف أن يتعرضوا للأذى، أخاف من فقدهم، لقد عشت خلال الحرب في سوريا وعلى الرغم من أنني شخصياً لم أفقد أي شخص عزيز علي ولكني لا أتخيل حجم الألم الذي مرت فيه العائلات التي فقدت طفلاً في هذه الحرب، لا أستطيع أن أعيش أن أتحمل شعور الفقد، وأعلم أن فقد طفل هو أصعب شعور. لأختصر عليه وعلى نفسي الألم، لن أجلب أي طفل لهذا العالم، ولنكن واقعيين، لن يخسر شيئاً بعدم وجوده في هذه الحياة." - دانة، 26، معلمة

العالم لا يحتاج مزيداً من الأطفال
"أنا لا إنجابية حتى النخاع، ورأيي أن العالم لا يحتاج مزيداً من الأطفال بقدر ما يحتاج إلى التركيز على الأطفال الموجودين بالفعل، ويعيشون في ظروف غير آدمية، لا يجدون طعاماً ولا علاجاً ولا حياة كريمة. جيناتي أيضاً ليست مميزة للدرجة التي تجعلني أستميت لتمريرها لجيلٍ آخر، فأنا لا أتمتع بقوى خارقة متميزة تحتاجها البشرية في مسيرتها، وأرى أنني أفتقر للمهارات الكافية لتربية طفل سوي، وأفتقر أيضاً للااكتراثية التي قد تجعلني أخوض التجربة واتركها للظروف، وليتربى الطفل "هو ونصيبه." - جنة، 30، طبيبة أسنان

من يقوم بالإنجاب يستحق السجن
"أنا رافضة لفكرة الإنجاب تماماً، وأرى أن من يُنجب هو شخص يستحق العقاب والسجن أيضاً. كيف آتي بطفلٍ ليأكل أكلاً مُسرطناً ويشرب مياه مجاري، ويعيش في مستويات تلوث مرتفعة؟ طفل مهما تعلم، ومهما اكتسب من مهارات، فلن يحقق أحلامه لأنه ليس ابناً لأحد ذوي النفوذ، أو ليست لديه واسطة قوية. حتى لو أنجبت طفلاً وأصبح شخصية محترمة، فبكل سهولة يُمكن أن يُهان ويسجن بتهمة ملفقة بسبب فرد أمن عديم الإنسانية. لقد دخلت تجربة الحياة رغماً عني، ولن أرتكب الخطأ نفسه بحق إنسان آخر. لن أستطيع مواجهة طفلي يوم يسألني "لماذا أنجبتني؟ أنا لم أطلب هذه الحياة." - إسراء، 27، سيدة أعمال