FYI.

This story is over 5 years old.

ثقافة

قصص جنونية اتبعها البعض لتجنب الخدمة العسكرية

تعمّد الرسوب في مادة أو أكثر، أفرط في تناول الوجبات السريعة وفكر بدراسة اللاهوت
خدمة عسكرية

بين من يراها واجباً وطنياً ومن يراها تضيعاً للوقت والجهد، تتنوع وتنقسم الآراء حول إلزامية الخدمة العسكرية في العالم العربي. ففي حين يرى المدافعون عن فكرة التجنيد الإجباري بأنّ تجربة الخدمة العسكرية تعزّز الروح الوطنية وتساعد على تعزيز مبادئ التضحية والانضباط، يرى المعارضون أنها تقتطع من فرص الشباب في تحقيق أحلامهم وتضييعاً لطاقاتهم، ويدعون لجعل الخدمة العسكرية نظام إختياري أو أن يتم استبداله بالخدمة المدنية. وتتبنى 11 دولة عربية قانون التجنيد الإلزامي على رأسها مصر وسوريا والجزائر، فيما أقرت الكويت والإمارات قانون التجنيد الإلزامي مؤخراً. في حالات كثيرة يتم معاقبة المتهربين من الخدمة سواء بالسجن والغرامة وغيرها. ولكن مؤخراً، أعلنت سوريا أعلنت عن منحها عفواً للذين لم يخدموا خلال الحرب بحال عادوا للخدمة خلال 4-6 شهور. ولأن الخدمة الإلزامية لا تترك خيارات أمام الشباب العربي الغير راغب في أن يكون جندياً في حرب لا يريد أن يكون جزءاً منها، أو غير مستعد لتضيع سنة أو سنتين من عمره في الجيش لأسباب أخلاقية وسلمية ومهنية، اضطر البعض إلى الذهاب بعيداً في محاولاتهم لتجنب الخدمة العسكرية، اليكم بعض من الطرق الأكثر جنونية.

إعلان

برجر، بيتزا ومايونيز
"قبل أشهر من موعد تقدمي على التجنيد الإلزامي، قررت أن أقوم بزيادة وزني لاضمن عدم نجاحي في اختبار اللياقة البدنية مما سيعني رفض قبولي بالجيش. أفرطت في تناول الوجبات السريعة من البرجر والبيتزا والمعجنات والمايونيز بشكل خاص حيث قمت بإضافته الى جميع الوجبات على مدار اليوم إلى درجة انني أحيانا كنت أقوم بتناوله وحده بين الوجبات. ذلك إلى جانب عدة عادات غير صحية، في مقدمتها إهمال ممارسة الرياضة، وتناول وجبات دسمة في أوقات متأخرة. وعلى الرغم من الأضرار المتوقعة لمثل هذا النظام الغذائي والتي أعرفها جيدًا بموجب دراستي في إحدى الكليات العلمية، إلا أنني لم أتردد في اتباعه، فالبنسبة لي كان ضرر الوزن الزائد أقل من ضرر التجنيد. اكتسبت نحو 30 كيلوجرامًا خلال فترة لم تتعد ستة أشهر، حتى جاءت اللحظة المنتظرة "سألني الطبيب المسؤول عن اللجنة الطبية بمجرد أن رآني: انت بتعمل إيه هنا؟ قبل أن يوقع على أوراقي بالرفض الطبي بسبب الوزن الزائد وعدم اكتمال اللياقة البدنية، بينغو." -حسين

سلام على مريم
"لم أكن أعلم يوماً أن كوني مسيحياً سيجلب لي هذا القدر من الحظ، ولكن عندما علمت عن طريق الصدفة أن دراسة اللاهوت ستمكنني من تجنب الخدمة العسكرية، لم أتردد ابداً بتمثيل دور الكاهن، حيث بدأت بإطالة شعري وتوقفت عن حلق لحيتي وبدأت بحمل الكتاب المقدس أينما ذهبت، وسجلت فعلاً في أحد الأديرة في ضواحي المدينة الذي أكد للسلطات المعنية بأنني طالب لاهوت رسمي وملتزم. لم يستمر تديني طويلاً، بعد ذلك بعدة أشهر انتقلت إلى اليونان، ومن هنالك الى كندا، وها أنا الآن أستمتع بشرب جرعات التكيلا، أو لست كاهناً محظوظاً؟" -ماجد

حر كفراشة
"منذ البداية اتخذت قراراً بأنني لن أكون جندياً، لم يكن أمامي الكثير من الخيارات لأتجنب الخدمة الإلزامية، فمعظم الخيارات أصبحت مكشوفة، كان الخيار الذي أمامي هو أن أدّعي المثلية وهي من الأمور المحرمة في الجيش. في اليوم الموعود، ذهبت إلى شعبة التجنيد لأسلّم هويّتي الشخصية مرتدياً ملابس "أنثوية" ووضعت حلق في أنفي وغيرت من طريقة كلامي وحتى نوع العطر الذي كنت استعمله (هذه تفاصيل ليست مرتبطة بالمثلية بالضرورة ولا أقصد الاستهزاء ولكن هي الفكرة العامة لدى البعض). تم تسليمي إلى الشرطة العسكرية، وذهبت إلى السجن لمدة ثلاثة أشهر (لكوني مثلياً) بعد ذلك تم إعفائي من الخدمة لأسباب طبية. أنا اليوم أعيش في ألمانيا، حر كفراشة." -محمد

عيب خلقي
"تعرضت لحادث عارض أدى إلى إصابتي بكسر في ذراعي الأيمن قبل أيام من موعد الفحص الطبي الخاص بالتجنيد، وطبعاً فكرت في التذرع بالإصابة للحصول على إعفاء طبي، وهذه الفكرة قادتني إلى حيلة أكثر تطورًا، كنت أخطط لخوض الفحص الطبي بذراعي المصاب والمحاط بجبيرة طبية، لكن طبيبي المعالج أخبرني بأن ذلك لن يمنحني الإعفاء وإنما مجرد تأجيل مؤقت حتى تماثلي للشفاء، ففكرت في نزع الجبيرة والادعاء بوجود عيب خلقي في ذراعي، تحملت آلام نزع الجبيرة قبل التئام عظام ساعدي، وقصدت مقر الفحص الطبي وكنت خائفاً من افتضاح أمري، ليس بسبب عقوبة التحايل بل لأن ذلك يعني أنه سيتم اخذي للتجنيد. ولكن مرّ الأمر في سلام بسبب تأثر ذراعي بجبيرة الجبس التي قمت بنزعها فبدت أصغر حجمًا من مثيلتها اليسرى، وانتهى الأمر برفض طلبي بسبب ما اعتبرته اللجنة الطبية "عيبًا خلقيًا." تعافيت من مضاعفات نزع الجبيرة قبل التئام العظام ورغم ما عانيته من آلام إلا أنني على أتم استعداد لتكرار التجربة لو عاد بي الزمن." -مصطفى

طالب جامعي الى الأبد
"كنت أدرس إدارة الأعمال في جامعة دمشق، رجل حسن المظهر والمستقبل كله أمامي، درجاتي كانت جيدة جداً وكل ما أردته هو التخرج وأن أجد عملاً في بنك أو شركة تأمين، ثم بدأت الحرب ولم يعد هناك مجال للاعفاء من التجنيد الإجباري. لم أرد أن أكون جزءًا من هذه الحرب ولم يكن أمامي سوى الاحتفاظ بوضعية الطالب التي تسمح لي باستصدار "وثيقة دوام" لتمكنني من تأجيل الخدمة العسكرية، ولكي أبقى طالب جامعي تعمدت الرسوب في عدة مواد واستطعت تأجيل الخدمة لمدة سنتين لأنه يتم فصل الطالب من الجامعة بعد الرسوب لثلاث سنوات. بقي لدي التأجيل الأخير ومدته ستة أشهر، حينها خرجت من البلد ولم أعد أبدًا." -عمر

في عداد المخطوفين
"التحقت بصفوف الجيش النظامي في عام 2011 ولم تبدو نهاية الحرب قريبة ولا بأي شكل من الأشكال، العنف يتصاعد والمستقبل يختفي من مخيلتي. لم يكن لي إلا أن طلبت إجازة بعد مرور خمسة أشهر من خدمتي العسكرية وعلى إثرها طلبت من والدي أن يذهب إلى شعبتي العسكرية ويقدم بلاغ بأنه قد تم اختطافي من قبل مجموعات مسلحة كوني عسكرياً، ولأن عمليات الخطف خاصة للعسكريين كانت شائعة في ذلك الوقت. وبالفعل حصل ذلك وأنا الآن في عداد المخطوفين الأموات في بلدي الذي أعيش خارجه." -شاكر