جوكر

الصور مقدمة من أحمد شوقي

سياسة

"الجوكر" يخرج من السينما إلى شوارع بغداد ويشارك في احتجاجات الشباب

شخصية الجوكر قريبة من المتظاهرين الذين يرفضون واقع التهميش والإقصاء والإهمال، لكنهم لم يتحولوا إلى قتلة

فاجأ أحمد شوقي، 25 عاماً، الجميع عندما زج بشخصية "الجوكر" التي تشغل العالم الآن، في الحراك الاحتجاجي لشباب العراق. شوقي الذي تخرج من قسم الفن التشكيلي في كلية الفنون الجميلة ببغداد ويعيش في العاصمة العراقية، شارك بطريقته الخاصة في الإحتجاج ضد البطالة والتهميش وسوء الخدمات التي يُعاني منها هو ومن معه من العراقيين. لم ينتظر شوقي طويلاً للربط بين "الجوكر" والظُلم الذي يُعاني منه شباب العراق، فما أن شارف الفيلم الذي شاهده في سينما مول بغداد بالعاصمة العراقية على النهاية، حتى بدأت تنضج لديه فكرة يعتقد بأن فيها ما يجمع "الجوكر" المُهمش والمظلوم وشباب العراق. Vice عربية التقت شوقي في بغداد، حيث سقط أكثر من 60 قتيلاً وآلاف الجرحى في العاصمة لوحدها.

إعلان
1571303109394-2_5424846146444984578-01

أحمد شوقي.

Vice عربية: ما رأيك بالتظاهرات التي يشهدها العراق، وكيف تُعلق عليها؟
أحمد شوقي: التظاهر هو حق للجميع، وضروري لتغيير الواقع وتحسين وضع المجتمع للأفضل وخلق بيئة صالحة للأجيال القادمة للعيش بكرامة. لم أشارك شخصياً بالتظاهرات، لكنني أؤمن بأن الاحتجاج يمكن أن يكون بأكثر من طريقة. مطالب الشباب العراقي المشارك في الاحتجاجات فيما يتعلق بمحاربة الفساد، وإيجاد فرص عمل وتحقيق العدالة الإجتماعية وغيرها هي مشروعة ومن حقهم أن تكون لهم حياة أفضل من التي يعيشونها، فهذه أبسط حقوق الإنسان. هذه المطالب يجب أن تُنفذ، كما أن أن يكون هناك اهتمام أكبر من قبل الحكومة بالشباب. آمل في أن تُحدث هذه المظاهرات تغيراً نوعياً في حال المجتمع وتحسين المستوى المعيشي للعديد من العراقيين.

لماذا قررت إستخدام الجوكر في التظاهرات، وما هي أوجه التشابه بين الجوكر والحراك الشبابي؟
أرى أن شخصية الجوكر قريبة من المتظاهرين الذين يرفضون واقع التهميش والإقصاء والإهمال، لكنهم لم يتحولوا إلى قتلة. التشابه ينتهي هنا، خاصة أن شخصية الجوكر في أجزاء لاحقة من الفيلم تحولت إلى إجرامية، رغم أن الجوكر الحقيقي يُريد إسعاد الناس وهو فقير. استخدامي لشخصية الجوكر في التصاميم جاءت كنتاج طبيعي لتأثري بالفيلم الذي أظهر كيفية تطور هذه الشخصية، والمراحل التي مرت بها والتحول من شخص مهمش في قاع المجتمع الى شخص جاذب للانتباه وشاغل للرأي العام، نتيجة ما عاشه من ظروف صعبة أساسها الفقر والتهميش.

1571303511406-joker1

كيف كانت ردة الفعل على استخدامك للجوكر؟
أنا سعيد بما شاهدته من ردود أفعال و إعجاب من مختلف الشرائح، وهو ما يدل على مستوى الوعي العالي والثقافة والحس الفني عند غالبية العراقيين. بعد مشاهدتي الفيلم الأخير للجوكر الذي يوقوم ببطولته واكين فينيكس وأثناء تأملي في أحداثه، استطعت إيجاد بعض نقاط التشابه بين واقعنا الحالي وما نعيشه من أجواء التظاهر والمطالبات بالإصلاح وتوفير حياة أفضل وتحقيق العدالة الاجتماعية والمساواة، حيث كانت أفعال الجوكر قبل التحول الكبير في شخصيته تَحث سكان مدينة جوثام المهمشين على الإحتجاج ضد أوضاعهم وتدعوهم لإسماع أصواتهم ومطالباتهم للجهات المسؤولة. ومن هنا ومن خلال بخلفيتي الفنية وجدت ما يربط بغداد بـ جوثام في وقتنا الحالي. كل ذلك دفعني لتوثيق هذه الحالة بعمل فني يجسد تلك الأحداث من خلال اختيار لغة فنية خالصة تخاطب المتلقي من وجهة نظر أخرى قد تبدو خافية عليه، فكانت تلك التصاميم هي عصارة ما تبادر إلى ذهني من أفكار تُلخص كل تلك الأوضاع.

هل استخدامك للجوكر يأتي لإعطاء قوة للتظاهرات، أم سُخرية من الحكومة، أم شيء آخر؟
لكل من شاهد الفيلم أعتقد أن هناك عدة أبعاد لوجود هذه الشخصية في هذه المظاهرات، ولكني سأترك مجال التفسير للمتلقي.

1571303591161-joker2
1571303634724-joker3