وقعت في حب فن التصوير الفوتوغرافي في اللحظة التي حملت بها كاميرا فوجي فيلم. لقد وجدت في هذه الكاميرا نفسي، ووجدت متعة خاصة في تصوير الناس والتفاصيل التي حولي دون معرفة النتيجة قبل تحميض الصور.أركز في صوري على حياة الشارع في بلدي العراق، وأرى فيه شكل من أشكال التأمل الذي يمنحني شعوراً بالراحة ويأخذني بعيداً عن عالمي ومشاكلي الخاصة. بدأت تصوير وتوثيق الشارع قبل خمس سنوات تقريباً، ويجذبني تصوير كبار السن والأماكن الشعبية والأزقة القديمة في بغداد.
إعلان
ما يجذبني بتصوير كبار السن هو بكل بساطة ملامحهم التي تنقل الكثير من المعاناة، الفرح والأمل. لقد تغير الحال كثيراً في بغداد بعد الحروب الكثيرة التي مرت عليها، لكنها لا تزال تتمتع بجمال خفي. كما أن الأشخاص الذين أختار تصويرهم هم بالعادة لطيفين جداً معي، وليس لديهم أي اعتراض على أخذ صورهم، بالعكس تمامًا يرحبون بذلك ومنهم من يأخذ وضعية التصوير.أجد في التصوير بالأبيض والأسود رونقه الخاص، فهو يحافظ على قيمه الصورة وتفاصيلها بعد مرور الكثير من السنوات. أفضل الصور التي تحتفظ بقوتها وتأثيرها على مر السنين، بغض النظر عن عدد مرات مشاهدتها. صور الأبيض والاسود تركز على عمق الصورة، وليس على ما حولها. أحب توثيق حياة الشارع والفترة التي أعيشها، حتى يرى الناس بغداد كما هي على طبيعتها بدون أي تكلف وبعيدًا عن بشاعة الحرب، وأرى أن هذه الصور هي توثيق لليوم وربما تمثل أرشيفاً لما ستكون عليه هذه المدينة في المستقبل.