FYI.

This story is over 5 years old.

مجتمع

القصة الخفية لكذبة نيسان

صراعات طبقية ونماذج من العنصرية والتعذيب ترتبط بهذا اليوم
HH
إعداد Herschel Hoff

لقرون طويلة، كان يوم كذبة نيسان - المعروف بعدد من الأسماء في العالم- مرتبطًا بالطبقية والعرقية والحالة الاجتماعية، ويرجع الكثيرون تاريخ هذا اليوم إلى العطلة الفارسية "سيزده بدر" أو اليوم الذي يأكل فيه الناس الكثير من الحلوى، حيث كان الملك بالعادة يقوم بمنح الشعب إجازة، شريطة أن يصنعوا الحلوى، ويأكلوها حتى يتقيأوا، وهذا وفقاً للعقيدة الزرادشتية، والتي ترى أن ذلك من شأنه أن يطهر الرجال من جميع الأفكار والأرواح السيئة. ولكن هذا التقليد لا ينطبق على الجميع، فقد تم استثناء طبقة النبلاء من القيام بصناعة أي نوع من الحلوى، وكثيراً ما كانوا يمارسون حيلاً قاسية على عبيدهم، مما يعني أن كذبة أبريل كانت في الواقع مهرجانًا يمنح الطبقات الراقية امتيازًا بدلاً من أن يكون يوم للراحة والمساواة. ومن بين الاحتمالات الأخرى حول أصل الاحتفال بهذا اليوم، هو احتفال هيلاريا الروماني، وهو احتفال يستمر أسبوعًا وكان يشجع على الممازحة والكذب، وكان يتم الاحتفال به في أوروبا في العصور الوسطى حيث يمنح الأطفال السُلطة على كبار السن. تطورت هذه المناسبة الأخيرة تدريجيًا لتتحول إلى اختبار للحمقى Test of Fools والذي كان يضم بشكل رئيسي سكان المدينة الذين يتجادلون مع بعضهم البعض عن تفاصيل في الكتاب المقدس، وكان من يجيب على الكثير من الأسئلة بشكل خاطئ يتم اعتباره يهودي، ويتم رجمه حتى الموت، (كان هذا التقليد شائعًا بشكل خاص في اسكتلندا، حيث أصبح اليوم يُطلق عليه يوم Hunt-the-Gowk هانت ذا غوك أي ( يوم اصطياد اليهودي) فكلمة Gowk تعني "يهودي" عند الاسكتلنديين، وتم حظر هذا الاحتفال في السبعينات. هذه العادة جاءت إلى الأمريكيتين مع كريستوفر كولومبوس، الذي أقام يومًا للكذب في مناجم الذهب التي يملكها في جزر الهند الغربية، حيث كان يطلب من عبيده فقط أن يستخرجوا في هذا اليوم، رطلين من الذهب، وليس أربعة، وكانوا "يكافئون" بطائر مشوي في تلك الليلة. "الخدعة" الحقيقية، التي كان يقوم بها كولومبوس، هو أنه يتظاهر بفقد عقله عن طريق كثرة الشرب من كؤوس مبطنة بالرصاص، ثم يجبر العبيد على الاستماع إلى "كلمات شعره الركيكة" (كان شعرا بلا معنى، كثير منه يحتوي على تفصيلات خيالية، وبه كثير من الإيحاءات الجنسية)، وكان يقوم بقطع ألسنة كل من لم يضحك، أو استهلك الكثير من الدجاج. بعد ذلك، تم الاحتفال بهذه العطلة بطريقة أكثر خفة في المستعمرات الإنجليزية، حيث انتشرت الخدع والمقالب مثل صنع الخبز أو الفطائر من التبغ، وإجبار العاملين الفقراء على أكلها ثم تقيأها بعد ذلك. في عام 1750 نشرت صحيفة بور ريتشارد المانيك، أن بنجامين فرانكلين حاول أن يروج ليوم 1 أبريل كيوم لفضح كل من يمارس الجنس بأن يكشف عن مؤخرته، حيث يجب على الرجال والنساء الذين يمارسون الجنس أن يخلعوا ملابسهم، ويرتدون الأحذية فقط، ويكشفون عن أجزاء جسمهم السفلية للاحتفال بقدوم الربيع، على الرغم من أن عدد قليل جدًا من المستعمرين باستثناء فرانكلين كانوا يحتفلون بهذا الشكل.

إعلان

حتى القرن التاسع عشر، أصبح يوم كذبة نيسان احتفال خاص بالطبقات المهمشة كطريقة "للسخرية" من مضطهديهم، في الثلاثينات من القرن التاسع عشر، اعتمد العبيد على الأول من (نيسان) لخداع أسيادهم والتخطيط في كثير من الأحيان لمحاولات الهرب في ذلك التاريخ. ولكن لم يمض وقت طويل قبل أن يسيطر أصحاب المزارع على هذا الأمر، وبدأوا في اتخاذ إجراءات وقائية ضد العبيد الذين يشتبه في أنهم يخططون للفرار، من خلال الضرب، والتعذيب، وصب الزيت المغلي على ظهور العبيد العارية، وجميعها كانت ممارسات شائعة. ولم يكن من قبيل المصادفة أن يختار جون براون وأتباعه يوم 1 أبريل 1855، لإحياء ذكرى حادثة أتشيسون الشهيرة، عندما هاجموا عدد من ملاك العبيد في كنساس وقاموا بسلخ أربعة رجال أحياء. في وقت لاحق، اعتمدت حركات التغيير الاجتماعي هذا اليوم باعتباره يومًا للنضال، وشارك الاشتراكيون والشيوعيون والأناركيين في مسيرات وأعمال في هذا اليوم في أواخر القرن التاسع عشر - أشهرها إطلاق إيما غولدمان لنشاطها الثوري في الأول من أبريل عام 1899، حيث حشدت وشجعت العمال العاطلين على اتخاذ إجراءات فورية، وقد أشار فرانكلين روزفلت إلى هذا الحدث في عام 1934 عندما قام بتحديد يوم 1 أبريل عطلة وطنية، حيث يمكن للرجال في هذا اليوم أن يقوموا بحفر الثقوب في الأرض ثم ملأها مرة أخرى في مقابل الحصول على راتب حكومي. بعد سنة ، ألغى الكونجرس هذا النهج بعد أن تم الكشف عن أن فرانكلين روزفلت كان "يمزح فقط!" ومن هنا ولدت قصة يوم كذبة أبريل الحديثة، وفيما يلي قائمة بأبرز أيام كذبة أبريل عبر التاريخ : 1525، النرويج: فريدريك الأول، ملك الدنمارك والنرويج، يعد بمكافأة جميع الوثنين الذين يأتونه بقطعة من الذهب، ولكن بدلا من ذلك دهسهم بالخيول حتى الموت. 1801، إنجلترا: مالك مصنع نسيج في لندن يقدم لعماله لحوم فاسدة لمعرفة هل سينتبهوا إلى ذلك أم لا، مات 117 شخص بالتسمم الغذائي. 1915، فرنسا: على الجبهة الغربية، تتفاوض قوات المشاة الألمانية والفرنسية على هدنة تخليدا لذكرى كذبة أبريل، وتظهر الاحتفالات في المنطقة المواجهة بين خنادقهم، ويتركون أسلحتهم خلفهم، ويخون الطرفان بعضهما البعض ويخوضان معركة ضارية بالسكاكين في واحدة من أكثر المعارك دموية في الحرب. 1959، الولايات المتحدة الأمريكية: تعرضت مسيرة للحقوق المدنية في مقاطعة مونرو بولاية ألاباما للهجوم من قبل الشرطة على الرغم من وجود التصاريح اللازمة؛ حيث طلبت الشرطة إصدار التصاريح في 1 أبريل وبالتالي فهي غير صالحة. 1961 ، كوبا: موقعة خليج الخنازير، وهي كانت محاولة فاشلة من جانب بعض من دربهم وكالة سي آي إيه من الكوبيين المنفيين من أجل قلب نظام الحكم على فيدل كاسترو وغزو الجنوب الكوبي. 1987، الولايات المتحدة الأمريكية: الرئيس رونالد ريجان يقوم بممارسة الجنس الفموي مع وزير الدفاع كاسبار واينبرغر قبل ظهوره أمام جماعة من الصحفيين بالبيت الأبيض في واحدة من أبرز خدع كذبة أبريل. 2008: سلسلة من "كذبات نيسان" التي تم الكشف عنها عندما تم إصدار قروض الرهن العقاري للأشخاص الذين يعانون من أزمة في السداد، والتي تم تحويلها إلى أوراق مالية ثم تم تداولها في البورصة، مما أدى إلى حدوث أزمة مالية عالمية.

*هيرشيل هوف أستاذ التاريخ وعلم الاجتماع في جامعة نيويورك، هو متخصص في تاريخ الحركات الاجتماعية وناشط سياسي، وكاتب في Danger Zone ، مجلة BoWwOw ، ومجلةTaki's ، وغيرها من المنشورات على الإنترنت، بالإضافة إلى كتابه A Riot of One's Own: Activism, Alienation, and Change in the Internet Age والذي سوف تنشره جامعة بارفي للصحافة هذا الخريف. وهذا هو مقتطف من هذا العمل ، الذي اعتقدنا أنه سيكون من المناسب نشره تخليدا لذكرى هذا اليوم.

-الصورة تعود إلى يوهان مايكل فولتز والذي يُظهر فيه مظاهرات يوم كذبة نيسان ضد اليهود في فرانكفورت، ألمانيا، في عام 1819.