DSC02198 copy

أحمد الوهيبي وفريق العمل. جميع الصور من خلف الكواليس. تصوير: Designlesss

أزياء

مصمم الأزياء السعودي أحمد الوهيبي يتحدّث عن "العودة إلى الوطن"

أنا لست مصمم أثواب وعباءات، أنا أصمّم السُتر والقمصان والجينز التي يرتديها الجميع هنا، وهذا هو التحدي

  بعد غياب ثلاث سنوات عن مواقع التواصل عاد مُصمم الأزياء السعودي أحمد الوهيبي، 31 عاماً، في بداية هذه السنة بمجموعة مميزة تتألف 22 قطعة بعنوان "العودة إلى الوطن" الاختلاف بتلك القطع الفريدة كان بارزاً عمّا قدّمه في السابق، وكأن كلّ قطعة تحكي قصّتها. درس الوهيبي التقنية وعمل بها ولم يستطع أن يتخلى عن حبه للفن والأزياء، فشق طريقه إلى عالم الموضة عام 2015 وأسس علامته التجارية المستوحاة من الشارع السعودي مع لمساته المميزة والخاصة 2D2C2M. 

إعلان

بعد هذا الغياب خرج أحمد من عزلته وظهر بأول منشور على انستغرام، حيث أعلن عن إطلاق مجموعته الجديدة وكتب رسالة مختصرة عن رحلته مع الاكتئاب بالفترة الماضية. ثم احتفل بإطلاق المجموعة بشكل رسمي في الرياض، ليصبح أول عرض أزياء مستقل في السعودية.

DSC02234 copy.jpg

أحمد الوهيبي. خلف الكواليس.

VICE عربية: أهلاً بعودتك، افتتحت حسابك على انستغرام بمنشور بدأته قائلاً: "ذهبت إلى الجحيم وعدت حياً." ماذا حدث؟ 
أحمد الوهيبي:
بالحقيقة لم أخطط لهذا الغياب المفاجئ كما يظن البعض، لقد وقعت في محنة وقطعت عدداً من التجارب المفصلية التي غيرت حياتي. قبل ثلاث سنوات كنت عاشقاً للحياة الاجتماعية، أظهر وأتواجد في كل الأماكن والمناسبات، لكنّني لم أكن متأكداً هل أنا فعلاً أحب ذلك؟ هل هذا جزء من شخصيتي الحقيقية أم أنني كنت أهرب من شيء ما؟ بقيت على هذا الحال حتى حصلت لي أحداث معيّنة في حياتي أدخلتني بنوبات حادّة من الاكتئاب والقلق، وبدلاً من هربي المتكرر منها، اخترت أن أقف بوجهها، وباللحظة التي تختار مواجهة مخاوفك سيصبح خيار العودة إلى الخلف مستحيلاً. دخلت بمرحلة اكتئاب فظيعة لا يمكن وصفها، حاولت التعامل مع الحياة بعد الاكتئاب ووجدتها صعبة جداً، لهذا اخترت أن أعزل نفسي عن الناس تماماً.

 كيف انعكست رحلتك مع الاكتئاب على عملك؟
أبطأت تلك الفترة من عملية إنتاجي بشكل ملحوظ، بالرغم من أنني صممّت مجموعتين، لم تكن أفضل ما عندي، لكني عالأقل ما وقفّت. تأثير تنميتنا الذاتية ينعكس بلا شك على على مهنتنا بكل تأكيد، في تلك المرحلة لم أمتلك الاستيعاب الكافي لأعطي هذا الشيء الأولوية بحياتي، كانت الظروف أكبر مني. خلال عزلتي كان هدفي أن أبحث عن نفسي واستعيدها من جديد. قطعت تلك التجربة لوحدي. وتجاوزت كل مخاوفي، تحوّلت لأحمد الحر. كان تغيراً جذرياً، أنا اليوم لا أشبه نفسي قبل ثلاث سنوات كشخص وفكر وسلوك. بعد أن وصلت للسلام الداخلي قرّرت العودة بهذه المجموعة، ولهذا سميت المجموعة بعنوان "العودة للوطن" احتفالاً بعودتي لموطني أي نفسي. وبالتأكيد تغيرت تصاميمي ونضجت معي، في هذه المجموعة عبّرت عن قضايا أشعر بأنني جزء منها، استخدمت ألواناً أجرأ وجرافيكس مختلفة، وانتقلت من القطن إلى الصوف تعبيراً عن نضجي باعتبار أن للصوف مرتبة أعلى بالأقمشة ويعطي فخامة.

إعلان

ما هي التحديات التي واجهتك قبل كشف الستار عن المجموعة الجديدة؟ 
كوفيد 19، كحال العديد من المشاريع. في بدايات هذا العام كان الوضع لا يزال صعباً بالسعودية ومعظم الأحداث تم تحويلها للعالم الافتراضي. فكرت بعمل شيء جديد ومختلف حيث يمكن للمتابعين أن يتفاعلوا معه، خطرت لي فكرة استئجار معرض فني وتثبيت هاتفي وتصوير العارضات والعارضين ببث مباشر على مواقع التواصل. بعد عرض الفكرة على أحد أصدقائي المختصين بالمجال، اقترح تنفيذها بشكل أكبر. بدأت بجمع الفريق والعمل لثلاثة أشهر بالتعاون مع 24 موهوب محلّي. كان هدفي تسليط الضوء وإبراز أصدقائي الموهوبين في محيطي من الجنسين من مخرجين ومصورين وخبراء المكياج ومنسقي الملابس ومصممي الإضاءة. وبهذا نجحنا بإطلاق أول عرض أزياء مستقل من قلب العاصمة، الرياض. 

DSC00073.jpg

كمصمم سعودي، هل تشعر بوجود نقلة نوعية بعالم الأزياء محلياً؟ 
البنية التحتية للصناعة لا زالت نفسها. نحن في بداية الطريق، هناك عدداً من المصممين السعوديين، لكن لا ننسى أنه لا زالت دراسة المجال أكاديمياً حِكراً على الإناث. كما أنه للثقافة أثر كبير، هناك صورة نمطية سائدة عن الرجل والمرأة في ثقافتنا. فنحن نرجع لثقافة سعودية وعربية محافظة جداً، مهما كنّا متفتّحين يبقى لتلك الثقافة أثر واضح بالمجتمع. كما أنني لست مصمم أثواب وعباءات، أنا أصمّم السُتر والقمصان والجينز التي يرتديها الجميع هنا، وهذا تحدي لأن الأغلبية يثقون بالماركات العالمية. ولكن كسعودي، أسعى لأن يكون لتصميماتي ومحليتي أثر مختلف على الجمهور. وفي الواقع، لاحظت من خلال توسّع قاعدة العملاء مؤخراً أن البعض أصبح أكثر تقبلاً واستعداداً لتجربة ملابس من مصممين محليين.

إعلان

ماذا عن تصاميم القطع وكم تتراوح أسعارها؟
التصاميم تأتي نتيجة بحث مستمر يحاكي حدث معيّن في الماضي أو الحاضر، أو قصة أرغب في سردها بصريًا، نتيجة الخيال والبحث تُتَرجم إلى محاولات للوصول إلى الطراز المناسب للتصميم. أسعار القطع تتراوح ما بين 90 إلى 900 ريال سعودي.

 لماذا برأيك قد يرغب الجمهور بشراء هذه القطع؟ 
سؤال صعب لا أخفيك، قد يكون السبب أن التصاميم مناسبة لأذواق البعض، وقد يكون للجودة، ولكن ما أراه وأشعر به حقيقةً هو الرغبة في الانتماء. 

هل تتفق مع فكرة أن الموضة قد تغيرت بمعنى لم يعد هناك فرق بين ملابس الرجال والنساء، وأصبح التركيز أكثر على الموضة اللاجندرية؟
يوجد تغيّر ملحوظ بلا شك، وأعتقد أنه تغيّر حديث بمعنى أن الحدود مازالت موجودة، لكن ليست بذات الحدية كما في السابق. باعتقادي أنه الأمر يعتمد على المجتمع وثقافته وموقعه الجغرافي وغير ذلك. بالنسبة لمجتمعنا السعودي، فالثقافة المحافظة هي السائدة وتقّبل الموضة من المصممين الرجال مازال شيء مستنكر من الوهلة الأولى. هناك تغيير في تعريف الملابس الرجالية والأنثوية، الملابس "الأنثوية" مثلاً هي مظلة كبيرة، وأشبه ما يكون بالسلّم الذي يحتوي على أقطاب باليمين واليسار، ومنطقة متوسطة مظللة. فهل التصميمات ذو الطراز الضيق أو الرقبة المفتوحة مثلًا يصنف على أنه أنثوي؟ بالنسبة لي، أحاول أن أجد الطراز والتوقيع المناسب للتواصل مع الفئة التي تتفق مع رؤيتي للموضة.

DSC09945.jpg
DSC00065.jpg
DSC00106.jpg
DSC09788.jpg