دليل VICE لما يحدث الآن

أرمنيون يحرقون منازلهم في أقليم ناغورنو كاراباخ قبل تسليمها لأذربيجان

"الكابوس ليس الكلمة المناسبة لوصف ما يحدث"
cdce

بعد أيام من توقيع إتفاق لانهاء الصراع المسلح بين أذربيجان وأرمينيا حول إقليم ناغورنو كاراباخ، وصفه رئيس الحكومة الأرمينية نيكول باشينيان بـ "المؤلم جدًا" أظهرت صور قيام سكان الأقليم بإشعال النيران في بيوتهم، التي من المقرر أن تستعيد أذربيجان السيطرة عليها قبل لجوئهم نحو أرمينيا.

وتعود الصور لقرية شارختار، المتاخمة لإقليم ناغورنو كاراباخ أو ناغورني قره باغ بالأرمني والتي سيتم تسليمها للأذربيجانيين اليوم الأحد، حيث تم إحراق عدد منازل القرية في الساعات الـ24 الأخيرة على يد مالكيها، بحسب تقارير.

إعلان

وقال آرسين (35 عاماً) الذي رفض ذكر اسمه الكامل لرويترز إنه ورفاقه الأرمن لا يرغبون في ترك أي شيء مفيد يمكن أن يستخدمه الأذربيجانيون، وأضاف: "سيكون عليهم بناء منازلهم من أساسها." وقال آرسين إنه وغيره من أهالي القرية سيتركون بيوتهم خوفاً من تعرضهم للقتل على أيدي الأذربيجانيين: "هل رأيت من قبل الأرمن والأذربيجانيين يعيشون معاً؟ نحن نترك خلفنا كل شواهد قبور أقاربنا هنا. الكابوس ليس الكلمة المناسبة لوصف ما يحدث."

وكان اتفاق سلام بين أرمينيا وأذربيجان برعاية روسية جرى التوصل إليه، في بداية الأسبوع الحالي. ويكرّس الاتفاق المكاسب التي حققتها القوات الأذربيجانية على الأرض وينص على التخلي عن مناطق إضافية لصالح باكو، فيما بقيت أراضٍ تحت سيطرة الأرمينيين، وسترتبط بأرمينيا عبر ممر لاشين البري الذي يمتدّ على طول 5 كيلومترات، وستضمن موسكو أمنه عبر نشر 1960 عسكرياً من قوات حفظ السلام الروسية.

إقليم ناغورنو كاراباخ معترف به دوليًا على أنه جزء من الأراضي الأذربيجانية، ولكنه يخضع لسيطرة الأرمن منذ عام 1994 وتعيش فيه أغلبية أرمنية. وقد أنهى الإتفاق سبعة أسابيع من القتال العنيف في هذه المنطقة الجبلية المتنازع عليها. وبموجب هذا الاتفاق، استعادت أذربيجان مناطق كانت تحت سيطرة الأرمن منذ مطلع تسعينات القرن الماضي. وقد اعتبر رئيس أذربيجان إلهام علييف، أن توقيع الإتفاق هو "وثيقة استسلام" من قبل أرمينيا.

وتسبب الاتفاق الجديد في اندلاع موجة من الغضب في أرمينيا، وقال جهاز الأمن الوطني، أن أرمينيا أحبطت محاولة اغتيال استهدفت رئيس الوزراء نيكول باشينيان، والاستيلاء على السلطة. كما تظاهر آلاف الأرمينيين في العاصمة يريفان وهم يطالبون بتنحي باشينيان الذي تم وصفه بـ"الخائن."

وأعلنت وزارة الصحة الأرمينية عن مقتل أكثر من 2300 من جنودها في النزاع للسيطرة على إقليم ناغورني كاراباخ، في المقابل، لم تكشف أذربيجان عن الخسائر البشرية في صفوف قواتها مكتفية بالإعلان عن مقتل 93 مدنياً. ولم يتضح بعد عدد المدنيين الذين قضوا جراء القتال.