دليل VICE لما يحدث الآن

هل يصبح الحج الافتراضي "خيارًا عملياً" للمسلمين؟

هذا العام، سيسمح لأعداد محدودة من المواطنين والمقيمين في السعودية بأداء مناسك الحج
hajj
Photo by ibrahim uz on Unsplash


هذا العام، سيسمح لأعداد محدودة من المواطنين والمقيمين في السعودية بأداء مناسك الحج، لن يزيد عن عشرة آلاف شخص وذلك بسبب المخاوف من فيروس كورونا -مقارنة بـ 2,5 مليون شخص العام الماضي. وقد أعلنت السلطات السعودية أنه سيتم سيسمح بأداء الحج هذا العام لمن هم دون 65 عاماً ولا يعانون أي أمراض مزمنة، وسيتم منع الزوار من ملامسة الكعبة والحجر الأسود، والالتزام بقواعد بالتباعد الإجتماعي ومنع التجمعات مع وضع الكمامة إلزاميًا في كل شعائر الحج.

إعلان

في ظل هذا الوضع، بدأ عدد من مطوري البرمجيات بتطوير فكرة "الحج الافتراضي" كـ "بديل عملي" للمسلمين الراغبين في الحج، لكن عن بعد. وبحسب تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" طورت شركة (iUmrah.World)، تطبيقاً يُمكّن المسلمين من أداء العمرة في مكة. وقال المؤسس والرئيس التنفيذي للشركة، أحمد الحداد، إن هذا التطبيق يُتيح للمستخدمين العثور على وكلاء داخل السعودية يمكنهم أداء العمرة نيابة عنهم بأجر متفق عليه. وتابع: "هو نموذج يشبه أوبر. تقليدياً، إذا لم تتمكن من السفر إلى مكة، فربما تبحث وسط الأشخاص الذين تعرفهم حتى تعثر على شخص بإمكانه تأديته عنك." ويسعى الحداد في العام المقبل، إلى إصدار تطبيق مماثل يسمى "iHajj" بالاعتماد على تقنية الجيل الخامس لبث جميع شعائر الحج مباشرةً.

وكان المجلس الإسلامي البريطاني قد أشار إلى أن الحج الافتراضي ليس مثل الحج شخصياً. وهو ما أكد عليه علي الشهابي، المحلل السياسي والاقتصادي في الشرق الأوسط، الذي قال للصحيفة: "جزء من جوهر الحج هو معاناة الحجاج من مشقة السفر ولقاء مسلمين آخرين في مكة والتعارف بينهم. وهذا لن يكون متاحاً إذا كنت تجلس في غرفتك الخاصة مع كمبيوتر."

وهذه ليست هذه المرة الأولى التي تُثار فيها الدعوات إلى إصدار تطبيقات "الحج الافتراضي" إذ عرض موقع "حياة ثانية" الإلكتروني عام 2009، خلال تفشي أنفلونزا الخنازير، رحلة افتراضية من تصميم شبكة "إسلام أون لاين" تتيح للزائر التعرف على مناسك الحج. كما وفرت مؤسسة ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، "مسك الخيرية" للحجاج فرصة التنقل بين مكة المكرمة والمدينة المنورة من خلال تقنية الواقع الافتراضي. كما يقدم تطبيق "Experience Makkah" تجربة واقع افتراضي حقيقية من الشرق الأوسط، حيث يتيح للمستخدمين الذهاب في رحلة روحانية للمسجد الحرام.

وفي مقال له بمجلة نيوزويك الأمريكية، دعا الكاتب السعودي محمد الشريبي إلى بحث فكرة "الحج الافتراضي" حيث يسمح البث المباشر والسوشيال ميديا لعدد أكبر من الناس بالمشاركة في الحدث. وقال الشريبي في المقال "أن قطاع التقنيات هو أحد من أعلى القطاعات نموًا في الاقتصاد السعودي، وهو جزء أساسي من خطة رؤية المملكة 2030. بالإضافة إلى السعودية لديها أعلى نسبة مستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي في العالم. وهذا يعني أن "الحج الافتراضي" يمكن أن يكون جزءًا من الوضع الطبيعي الجديد لمسلمي العالم، في وقت يكافح معظمهم من أجل تحمل تكاليف الرحلة."

وبحسب مدير عام مركز تاريخ مكة التابع لإدارة الملك عبدالعزيز الثقافية، فواز بن علي الدهاس، فقد تعطل الحج تاريخيًا لأكثر من عشرين مرة بسبب الأوبئة أو الاضطرابات السياسية والاقتصادية والأمنية وتعرض للإلغاء أو قللت أعداد الحجيج فيه. وتشير بيانات رسمية إلى أن المملكة تجني أرباحًا من الحج والعمرة تصل إلى 12 مليار دولار سنويًا.