العلماء يؤكدون أن الفايكنج لم يرتدوا "خوذات ذات قرون"

أظهرت دراسة جديدة أن الصورة الأيقونية للفايكنج وهم يرتدون الخوذات ذات قرون، والتي لا تزال منتشرة في الثقافة الشعبية ليست صحيحة. ربما كان الإسكندنافيون يرتدون غطاء للرأس في المعارك، ولكن لا يوجد سبب للاعتقاد بأنها كانت مزينة بالقرون.

في الرسوم التي يرجع تاريخها إلى عصر الفايكنج - بين القرنين الثامن والحادي عشر - يظهر المحاربون إما عاري الرأس أو يرتدون خوذات بسيطة من المحتمل أن تكون مصنوعة إما من الحديد أو الجلد. وبعد سنوات البحث، لم يكتشف علماء الآثار بعد أي خوذة من عصر الفايكنج مزينة بالقرون.

وبحسب دراسة نُشرت في ديسمبر في المجلة الألمانية Praehistorische Zeitschrift قام باحثون في جامعة آرهوس في هوجبيرج، الدنمارك، بتتبع خوذتين مقرنتين تقعان في مستنقع دنماركي يعود تاريخهما إلى 900 قبل الميلاد، أي ما يقرب من ألفي عام قبل ظهور الفايكنج والشروع في غارات واسعة النطاق في جميع أنحاء أوروبا حوالي 800 ميلادياً.

تبدو الخوذات مشابهة لما توصلنا إليه لربط الفايكنج: إنها مصنوعة من البرونز ومزينة بهياكل تبدو للباحثين مثل العيون والمنقار ويعلوها قرنان منحنيان على شكل حرف S. "من المحتمل أنها كانت تستخدم للإشارة بأن مرتديها يمتلكون القوة سواء كان يُنظر إليهم على أنهم إله أو إنسان أو شيء ما بينهما."

في عام 1942، اكتشف أحد العمال خوذات – تحتوي على عيون ومناقير– في مستنقع بالقرب من بلدة فيكسو في شرق الدنمارك، على بعد أميال قليلة شمال غرب كوبنهاغن. الخوذات موجودة في المتحف الوطني للدنمارك ويتوقع الخبراء أنهم من العصر البرونزي الاسكندنافي، عندما أصبحت التجارة المنتظمة للمعادن في جميع أنحاء أوروبا أمرًا شائعًا.

ولكن حتى الآن لم يتم تحديد تاريخ مؤكد. وقالت هيلي فاندكيلد، عالمة الآثار بجامعة آرهوس في الدنمارك وكاتبة التقرير: "لسنوات عديدة في الثقافة الشعبية ربط الناس خوذات فيكسو بالفايكنج، لكن في الواقع، هذا هراء. الفكرة المقرونة من العصر البرونزي ويمكن إرجاعها إلى الشرق الأدنى القديم."

يؤكد البحث الجديد الذي أجرته فاندكيلد وزملاؤها أن الخوذات قد رُسِبَت في المستنقع في حوالي 900 قبل الميلاد – منذ ما يقرب من 3،000 عاماً وقبل قرون عديدة قبل سيطرة الفايكنج أو الإسكندنافية على المنطقة.

يعتبر استعارة الفايكنج الذين يرتدون الخوذات ذات القرون اختراعًا حديثًا نسبيًا، وتعود الصورة الشهيرة لفايكنغ المحكم في خوذة بقرون إلى القرن التاسع عشر، عندما قام الفنانون الاسكندنافيون مثل السويدي غوستاف مالمستروم بتضمين غطاء الرأس في صورهم للغزاة. عندما نظم فاجنر دورة أوبرا "Der Ring des Nibelungen" في سبعينيات القرن التاسع عشر، حيث ابتكر مصمم الأزياء كارل إميل دويبلر خوذات بقرون لشخصيات الفايكنج، وأصبحت صورة نمطية دائمة لهم.

يقول الباحثون إن الخوذات التي حللها الباحثون تم نقلها على الأرجح في جميع أنحاء أوروبا على طرق تجارية مثل تلك التي صنعها الفينيقيون، وهم مجموعة من التجار البحريين الذين سكنوا ساحل بلاد الشام في البحر الأبيض المتوسط ​​حوالي 1،000 قبل الميلاد. وقالت فاندكيلد لـ Live Science إن هذه الخوذ لم يُستخدموا أبدًا في المعركة؛ ومن المحتمل أنها استخدمت كرمز للسلطة السياسية في وقت كانت فيه السيطرة على المعادن إشارة إلى القوة الاقتصادية والثقافية.

وأضافت: "قد يكون هؤلاء القادة قد استخدموا المعتقدات الدينية والسمات المبتكرة مثل القرون لإظهار قوتهم."

يبدو منطقياً أن يتم ارتداء الخوذ بقرون للأغراض الاحتفالية، فمنطقياً، ارتداء خوذ بقرون لن يساعدك في ربح أي حرب، فقد يعلق القرن بشجرة مثلاً وسيعصب من محاولة التخفي أمام العدو.