FYI.

This story is over 5 years old.

مجتمع

لنجعله عطلة رسمية، بائع الهدايا في بغداد عن عيد الحُب

هُناك من يكتفي بوردة بحجة الرومانسية، ولكن الحقيقة أنهم لا يُريدون أن يدفعوا مبلغ كبير على هدية

قبل ثلاثة أسابيع من المناسبة الحمراء (عيد الحُب) أفرغ واثق موسى صاحب مكتبة تسالي في حي الأمين شرقي العاصمة بغداد محله من كل شيء ليس له علاقة بعيد الحُب. صار المحل عبارة عن دُبب وورود وعلب حمراء. موسى، 35، متزوج وله ثلاثة أطفال، زوجته التي تعمل في مجال التدريس تزوجها عن حُب. كان لا يُفوت مناسبات عيد الحُب قبل الزواج دون أن يُرسل لزوجته (حبيبته سابقاً) هدية، واستمر في هذا التقليد خلال كل سنوات الحرب وخلال وبعد داعش. في العراق لم يعد عيد الحُب مثلما كان قبل سنوات حدثاً غريباً، فهو يوم تُستعد له المحال التجارية وكذلك مطاعم وحدائق ومتنزهات، فاللون الأحمر في ذلك اليوم لا يقل تواجده عن الواحد من آيار من كل عام (عيد العُمال).

إعلان

VICE عربية: هل تؤمن بعيد الحُب أم فقط تبيع هداياه؟
واثق موسى: الموضوع لا يتعلق بإيماني بعيد الحُب من عدمه، بقدر ما يتعلق في إحترام هذه المناسبة. شخصياً أحترمها وأُشارك الناس أفراحهم وأُمارس طقوسها. هي مناسبة ليس فيها أي ضرر على الناس، على العكس من ذلك، تُقرب الناس وربما تُصفي النفوس. الجميل في هذه المناسبة هي أن تُذكر الناس بشيء إسمه الحُب الذي إذا ما غلبناه على الكراهية فإننا سننجو من الخراب الذي حولنا.

ما أكثر الهدايا التي عليها طلب؟ أعرف الإجابة، دببة؟
صحيح، لسبب ما يُفضل الشبان والشابات شراء الدُبب الحمراء في عيد الحُب وهذا هو أكثر الهدايا التي تُشترى وتُباع في هذه المناسبة، المختلف فقط هو الاحجام والألوان، هُناك اللون الأبيض وهُناك الأحمر وكذلك الوردي، لكن الأحمر هو أكثر الألوان التي يكون عليها إقبال. الأحجام الكبيرة من الدُبب قليل ما يتم شراؤها، فالتركيز يكون على الدُبب الصغيرة والمتوسطة. ولكن هُناك من يُفضل باقات الورود على الدُبب، والبعض الآخر يرى في العلب المكونة من ساعات يدوية وعُطر ووردة أكثر أناقة من الأشياء الأُخرى، وهُناك من يكتفي بوردة بحجة الرومانسية لانهم لا يُريدون أن يدفعوا مبلغ كبير لأجل هدية (يقول موسى مازحاً).

من الذي يشتري هذه الهدايا؟
هناك أعداد كبيرة من الأطفال يشترون الورود لأمهاتهم وآبائهم، وبعضهم يشتري الدُبب والدُمى لأخواتهم، وكذلك الفتيات يشترين لإخوتهن. اضافة طبعاً الى الاحباء من الجنسين، هُناك أيضاً رجال كبار في السن تجاوز عُمرهم الستين عاماً يشترون لنسائهم.

ما المختلف في عيد الحب هذا العام، بعد القضاء على داعش وكل ما تمثله؟
في هذا العيد، يمكننا أن نفكر ليوم واحد على الأقل أن كل شيء سيكون على ما يُرام في هذا العالم المكتظ بالحروب والدمار والقتال. ما أُحبه في هذا العيد هو أن يُعلن الناس عن حُبهم لبعضهم، أراهم يبتسمون ويُحضرون قبل أيام ملابس خاصة وبعض الشباب يُجهزون سياراتهم ويُغلفونها بالورود، هذه المظاهر كفيلة بالقضاء على كل أفكار التطرف والغلو التي كان يُريد داعش أن تنتشر في العراق. وطبعاً من الأشياء التي أُحبها في هذا العيد هو أن دخل البيع يزداد. ياليت كل أيامنا مثل هذا اليوم.

ماشي، العيد جميل ومربح، ولكنه لا يخلو من المبالغة، ما الذي تكرهه في هذه الفترة؟
لا أكره وإنما لا أطيق بعض الأشياء. هُناك من يستمر في الكتابة بمواقع التواصل الإجتماعي أو في الأحاديث واللقاءات العائلية أو بين الأصدقاء، ضد عيد الحُب وضد من يحتفل به، وكأنه يُريد أن يُنغص على الناس فرحتهم وحياتهم. هُناك أشياءٌ أخرى، مثل التحرش الذي تشهده بعض الأماكن والحدائق في بغداد، فبعض الشباب يستعدون قبل أيام لإفساد فرحة الآخرين من خلال التحرش أو من خلال إلتقاط صور لأي حبيبن ونشرها في مواقع التواصل الإجتماعي. إما بالنسبة لي، أكثر ما أكرهه في عيد الحُب هو بقاء بعض من البضاعة في المحل.

هل تعتقد أن عيد الحُب يجب أن يصبح عطلة رسمية؟
في الواقع، أتذكرُ قبل 20 عاماً عندما صادف عيد الحُب مع إمتحاناتي الدراسية، إعتقدت أن هذا العيد عطلة، مثل أعياد الفطر والأضحى ورأس السنة، لذا لم أذهب للامتحان، وفي اليوم التالي عرفت أنني فوتُ عليّ إمتحاناً بسبب إعتقادي الخاطئ. أنا طبعا مع جعله عطلة رسمية.