1623815301964-gettyimages-617722486
حارس في برج يقف عند مدخل سجن الولايات المتحدة في خليج غوانتانامو، المعروف أيضًا باسم "جيتمو" في 23 أكتوبر، 2016 في المحطة البحرية الأمريكية في خليج غوانتانامو، كوبا. (جون مور/ GETTY IMAGES)
سياسة

معتقلو غوانتانامو: الأوضاع أسوأ منذ أن أصبح بايدن رئيسًا

"الحياة هنا مثل الكابوس"
LF
إعداد Leah Feiger

قال الرئيس جو بايدن إنه يخطط لإغلاق معتقل خليج غوانتانامو، السجن العسكري سيئ السمعة في كوبا، بنهاية فترة رئاسته. لكن في الأشهر التي تلت تولي بايدن منصبه، يقول المعتقلون هناك، إن الأوضاع تدهورت بشكل كبير، حيث تم مؤخرًا فرض عقوبات وحشية جديدة، مثل منع الحراس من التحدث إلى السجناء، والحرمان من الأدوية، وتقييد الخدمات، وذلك وفقًا لما قاله محتجزون ومناصروهم لـ VICE News. واحتج عدة أشخاص على معاملتهم وقاموا بالإضراب عن الطعام؛ في وقت قريب من شهر رمضان هذا العام، حيث شارك كل معتقل في المعسكر 6، أحد مجمعات السجون؛ في إضراب جماعي عن الطعام.

إعلان

"كنا ننتظر قدوم بايدن، ولكن أصبح الأمر أسوأ بكثير مما كان عليه عندما كان ترامب رئيساً؟" هذا ما قاله عبد اللطيف ناصر، المحتجز منذ 19 عامًا في المعتقل دون محاكمة لـ VICE News من خلال محاميه في Reprieve U.S. وهي منظمة دولية لحقوق الإنسان تمثل ستة معتقلين في غوانتانامو. ناصر، وهو من المغرب، يُعرف بـ "السجين الأبدي." على الرغم من أنه تم التصريح له بالترحيل في عام 2016، إلا أنه ليس لديه أي فكرة عن موعد إطلاق سراحه أو ما إذا كان سيكون حراً أبداً.

إلى جانب عبد الناصر، قال المحتجزان أسد الله هارون غول وأحمد رباني لـ VICE News من خلال محاميهم إن الأوضاع في السجن العسكري الأمريكي ساءت بشكل سريع خلال الأشهر القليلة الماضية. بينما لم تكن الظروف في السجن مثالية أبدًا، يقول المعتقلون إنهم أصبحوا مؤخرًا أقل قدرة على احتمال الأوضاع في المعتقل. 

قامت إدارة الرئيس جورج دبليو بوش بإنشاء هذا السجن عام 2002 في أعقاب هجمات 11 سبتمبر الإرهابية، واحتجز غوانتانامو حوالي 780 شخصًا بمن فيهم إرهابيون مشتبه بهم ومقاتلون من أفغانستان. بينما تم الإفراج عن المئات على مر السنين ونقلهم إلى دول أخرى وسجون أمريكية، لا يزال معتقل غوانتانامو مفتوحًا، وأشار العشرات من المعارضين إلى التعذيب وأساليب الاستجواب القاسية التي سبق استخدامها في المعتقل منذ أن أعلنت الولايات المتحدة منذ قرابة 20 عامًا حربها "على الارهاب."

أشار بايدن إلى أنه يريد إغلاق المعتقل بنهاية فترة ولايته، على الرغم من أن ذلك لا يبدو محتملًا حاليًا. "عندما جرت الانتخابات، كان هناك نوع من الشعور بالارتياح،" يقول مارك ماهر، المحامي في منظمة ريبريف يو إس التي تمثل المعتقلين في غوانتانامو، مضيفًا: "واقعيًا، لا نتوقع أن تتغير الأشياء بين عشية وضحاها أو أي شيء آخر، ولكن كنا نأمل أن نتمكن على الأقل في المضي قدمًا." يشير ماهر إنه مع مرور الوقت، أخبره السجناء إن أوضاعهم ساءت: "كانت المحادثات التي أجريتها في الماضي من أصعب المحادثات التي أجريتها مع السجناء الذين أمثلهم."

إعلان

وصف المحتجزون المرافق المتدهورة والتي تضمنت مراحيض مكسورة ومغلقة ومصابيح محترقة، وما يظهر على أنه تباطؤ في تقديم أساسيات العلاج الطبي مثل الأسبرين والضمادات غير المتوفرة، ومعاملة أقسى من الحراس.

قال معتقلون في الإدارات السابقة، كان هناك على الأقل بعض الأحاديث مع الحراس، لكنهم الآن يُواجهون بالصمت. قال ناصر: "عادة، إذا كان هناك حارس بالجوار، يمكنك التحدث معهم فقط عن الأفلام، والثقافة، والطعام، وما إلى ذلك.. الآن لا يوجد الآن اتصال بين الحراس والمعتقلين." وقال إن التحول كان مفاجئًا للغاية، ويبدو أنه توجيه من أعلى. وأضاف: "أنا متشكك في أن هناك نوعًا من الأوامر لا نعرف عنها.. إنها تخلق توترًا بين الحراس والمعتقلين نحن في غنى عنه."

بالإضافة إلى ذلك، يبدو أن الحالة المادية للمنشأة آخذة في التدهور. قال غول، القائد السابق لميليشيا الحزب الإسلامي التي قاتلت في السابق إلى جانب القاعدة وطالبان: "تم كسر قفل زنزانتي لأسابيع.. هناك إخوة هنا، مراحيضهم محطمة منذ شهور. إنه أمر مروع. إنهم لا يهتمون لأمرنا."

1623845052809-gettyimages-98166851.jpeg

حراس البحرية الأمريكية يصطحبون معتقلاً في المعسكر 6 في مركز اعتقال خليج غوانتانامو في 30 مارس 2010 في خليج غوانتانامو، كوبا. (جون مور/ GETTY IMAGES)

في الشهر الماضي فقط، ذكرت وزارة العدل في جلسة استماع لمحكمة محلية أمريكية بأنه على الرغم من انسحاب القوات من أفغانستان، فإن الولايات المتحدة ستستمر في احتجاز غول، المعتقل منذ 14 عامًا. قال المحامي بوزارة العدل ستيفن إليوت خلال الدعوى المدنية: "ما زلنا في حالة حرب مع القاعدة." كما طلبت الحكومة الأفغانية مؤخرًا عودة غول أيضًا.

الآن، غول يحتج على معاملته، وقال: "ما زلت مضربًا عن الطعام وأرفض طعامي. هذا هو احتجاجي السلمي.. إنها رسالة واضحة جدا وسلمية من دون عنف. فيما يتعلق بحالتي الصحية، كل يوم في حياتي في غوانتانامو، صحتي تزداد سوءًا وأنا أعاني من العديد من المشكلات الصحية."

إعلان

ووقع الإضراب الموحد لرجال المخيم 6، بحسب ماهر، بشكل أساسي خلال شهر رمضان. وقال: "إنه وقت مهم من العام، وبالنسبة لهم إنه وقت صعب بالفعل لأنه وقت يقضونه مع عائلاتهم." وأوضح ماهر أن الهدف هو توضيح نقطة للإدارة حول خطورة وضعهم الحالي. لكن المعتقلين ليسوا متأكدين من أن الإدارة ستستمع لهم. وأضاف ناصر: "كنا نصلي من أجل أن يأتي بايدن ويكون رئيسًا للولايات المتحدة.. تحدث أشياء كثيرة لم تحدث منذ 19 عامًا."

وردد غول هذا الشعور قائلاً: "لا يهم من هو الرئيس - بايدن أم ترامب - نحن الضحايا دائمًا. أنا أشعر بالسوء. أعاني من صداع مستمر وعيني ترتعش. حتى الآن يداي ترتعشان وأنا أحاول التحدث إليك." وقال غول أيضًا إنه لا يحصل على رعاية طبية مناسبة. وأوضح: "ليس من السهل الحصول على الدواء المناسب في معتقل غوانتانامو. إنه لأمر محزن أنه لا يُسمح لي بالاطلاع على سجلاتي الطبية والتي تم حظرها. هذا سبب كبير لقلقي على صحتي. لا أعرف إلى متى سأعيش. الله وحده يعلم."

Asadullah Haroon Gul's parents hold pictures of him in their home in Pakistan.

والدا أسد الله هارون غول يحمللان صور لابنهم أسد الله هارون غول في منزلهم في باكستان. (مقدمة من منظمة Reprieve U.S).

وتشير بارديس كبريائي، المحامية في مركز الحقوق الدستورية الذي يمثل الشرقاوي الحاج، وهو معتقل حالي في غوانتانامو: "هناك قدر كبير من الإحباط والانفعالات واليأس." وأكدت كبريائي أيضًا هذه المخاوف من تدهور الأوضاع، وأن اتصالاتها مع الحاج أعطتها شعورًا بأن "الأمور سارت من سيئ إلى أسوأ منذ تولي إدارة بايدن السلطة." وقالت إن موكلها لا يزال مضربًا عن الطعام وعلى نحو متقطع منذ سنوات.

تشكك وزارة الدفاع في هذه الروايات ولا تنكر فقط أن الظروف قد تغيرت هناك، ولكنها تقول أيضًا إنه لم يكن هناك إضراب عن الطعام في المعسكر رقم 6. هوارد، المتحدث باسم وزارة الدفاع قال لـ VICE News: "لا توجد إضرابات فردية أو جماعية عن الطعام بين المعتقلين. مهمات المرافق في المعتقل تتماشى مع القيم الأمريكية من حيث أنها توفر رعاية آمنة وإنسانية وقانونية لمعتقلي قانون النزاع المسلح الذين كانوا سيكرسون جهودهم لإيذاء الولايات المتحدة ومواطنيها."

إعلان

وأضاف هوارد: "يتلقى المحتجزون مجموعة كاملة من الرعاية الطبية الحديثة لتشمل الرعاية الأولية الكاملة وفريق الرعاية للحالات الحرجة بالإضافة إلى الوصول إلى أي رعاية متخصصة موصى بها من قبل فريق الرعاية الأولية."

ومع ذلك، فإن جعل الحياة أكثر قدرة على تحملها في السجن هو هدف قصير المدى. هؤلاء الرجال يريدون أن يتم ترحيلهم.

وتضيف كبريائي: "لقد مرت أكثر من أربع سنوات منذ أن كان هناك قرار بالترحيل من غوانتانامو، باستثناء واحد، هناك أشخاص يقتربون من 19 عامًا من الاعتقال." وأضافت: "لقد مرت سنوات بدون حركة، كان هناك ركود كامل. أعتقد أنه عندما تولى بايدن منصبه، كان هناك بالطبع توقعات ... والآن لدينا ستة أشهر دون أي سياسة رسمية، أو أي ترحيل، حتى بالنسبة للرجال الذين تمت تبرئتهم منذ سنوات."

تباطؤ الخدمات مصدر قلق خاص لهؤلاء المعتقلين. وقال ماهر: "للحصول على أي شيء على الإطلاق، ضمادة، أسبرين، تغيير المصباح الكهربائي في زنزانتك، أو إذا كانت هناك مشكلة في السباكة وأشياء من هذا القبيل، فإن الطريقة التي وصفت لي هي أنه عادةً في ظل الإدارات السابقة، إذا لوح المعتقلون للكاميرا في زنزانتهم، فإنهم يتلقون نوعًا من الاستجابة من الحراس بعد فترة زمنية معينة. ولكن كل شيء يستغرق وقتًا أطول."

رباني محتجز منذ 19 عامًا بدون محاكمة، وشقيقه، المعتقل أيضا في السجن، تم مؤخرًا الإفراج عنه من قبل بايدن. أي دواء مطلوب، يستغرق شهورًا. يقول رباني، الذي تعرض للتعذيب الوحشي من قبل الولايات المتحدة، إنه لم يتم اتهامه قط بارتكاب جريمة، وظهر اسمه كضحية في تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي حول التعذيب في غوانتانامو.

إعلان

قال ماهر: "المشكلة الأكبر هي أن التغييرات التي يصفونها كانت تعسفية وقاسية نوعًا ما. أحد الأشياء التي قيلت لي هو أنه منذ حوالي ثلاثة أسابيع، كانت هناك عمليات تفتيش عشوائية للزنازين خلال فترة إغلاقها في فترة ما بعد الظهر - في السابق كان يتم اخبار السجناء." وأشار ماهر إلى أن هذه الإجراءات الجديدة زادت من توتر المعتقلين. "مجرد أن تجهل بشأن سبب حدوث تغير في الأمور حولك هو نوع خاص من القسوة."

وقال ناصر: "كلنا نعاني.. الشعور بأنه في أي وقت سيأتي الحراس ويفتشوننا..هذا غير منطقي- هناك كاميرات تنظر إلينا طوال الوقت. نحن نشعر بهذا الضغط."

Detainees in orange jumpsuits sit in a holding area at Guantanamo Bay during in-processing to the detention facility on January 11, 2002.

معتقلون بالبذات البرتقالية يجلسون في منطقة احتجاز في خليج جوانتانامو أثناء التجهيز لمنشأة الاعتقال في 11 يناير 2002. (الصورة من وزارة الدفاع / البحرية الأمريكية / AFP عبر GETTY IMAGES).

الآن، من بين المعتقلين الـ٤٠ الباقين في السجن، ما يقرب من نصفهم معتقلون بموجب "قانون الحرب" رغم أنهم لا يواجهون اتهامات محددة أو لا يوصى بالإفراج عنهم. تمت التوصية بالترحيل الآمن لتسعة أشخاص إلى دول أخرى، وسبعة يواجهون تهماً نشطة، وثلاثة يواجهون تهماً مقترحة، وأدين اثنان من قبل الجيش الأمريكي.

يأتي هؤلاء الرجال من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أفغانستان واليمن وتونس والمغرب والجزائر وباكستان والمملكة العربية السعودية وفلسطين وليبيا والصومال وكينيا. وصلوا بين عامي 2002 و 2008، وبعضهم محتجز منذ ما يقرب من 20 عامًا.

على الرغم من أن الرئيس باراك أوباما أعلن عن خطط لإغلاق السجن خلال السنة الأولى من ولايته، إلا أنه لم يفعل ذلك، حيث أدت المخاوف بشأن مكان نقل المعتقلين - من السجون الكبرى في الولايات المتحدة إلى دول أخرى - إلى تعطيل العملية. في عام 2018، وقّع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا لإبقاء السجن مفتوحًا ووافق على ترحيل نزيل واحد فقط.

إعلان

في حين أن هناك بعض التحركات من جانب إدارة بايدن، إلا أن المعارضين مثل ماهر يقولون انهم لا يشعرون أن تلك التحركات كافية. في 7 يونيو، أعلن وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكين أن إدارة بايدن تتطلع إلى تعيين مبعوث من وزارة الخارجية للعمل بنشاط على إغلاق معتقل غوانتانامو. وقال بلينكين في جلسة استماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب: "أريد أن أتأكد من أن الوزارة لديها ما تحتاجه من موارد وموظفين، بما في ذلك شخص متفرغ للتركيز على القيام بذلك الأمر." بعد أيام قليلة، أُعلن أن منصب المبعوث قد تم تجميده بالوقت الحالي.

قال ماهر: "نحن ندرك جميعًا بالتأكيد أن إدارة بايدن لديها الكثير من العمل، لكننا وصلنا إلى النقطة التي يجب أن يتم التعامل مع هذا الأمر كأولوية. إنه ليس بالأمر البسيط أن يتم احتجازهم لما يقرب من 20 عامًا مع اتصال محدود للغاية مع أسرهم وبدون تفسير حقيقي لسبب استمرار اعتقالهم."

بينما ذهب السياسيون في واشنطن حول كيفية التخطيط، على وجه التحديد، لإغلاق معتقل غوانتانامو، فإن المعتقلين الباقين هم الذين يعانون.

وتشير كبريائي: "لديهم شعور متزايد بأنه من غير المحتمل الاستمرار في الوجود دون أي تغيير على الإطلاق بعد كل هذا الوقت.. إنها لحظة توتر أخرى قد تتأجج حقًا."

حدث هذا التأجج من قبل: في عام 2013، شارك أكثر من 100 معتقل في غوانتانامو في إضراب جماعي عن الطعام احتجاجًا على معاملتهم، وشمل ذلك ما قالوا إنه عمليات تدنيس للمصاحف. استمر الاحتجاج خمسة أشهر وتعرض الكثير منهم لإطعام قسري وتم نقلهم إلى المستشفى. ومع ذلك، أعاد المعتقلون السجن إلى جدول الأعمال القومي للولايات المتحدة.

وتقول كبريائي: "أعتقد أننا نشهد ذلك بوتيرة بطيئة مرة أخرى. ما يختلف عن عام 2013 هو أننا بعد ثماني سنوات، ثماني سنوات أخرى من العمر، واعتلال الصحة، والاكتئاب، واليأس. أعتقد أن ما يحدث عندما تنفجر التوترات وتتأجج هذ المرة، من المحتمل أن تكون أكثر مأساوية."

بعض المعتقلين ليسوا متأكدين من مقدار ما يمكنهم تحمله. ويقول غول: "أعتقد أن الموت في معتقل غوانتانامو أفضل من البقاء على قيد الحياة - إنها حياة منعزلة، والاعتقال المطول يأس مطول.

"الحياة هنا مثل الكابوس."