Intro shot to pan
تحقيقات

هكذا اقتحم مسلحو داعش سجن تموله الولايات المتحدة

تأخذكم VICE World News وAirwars للتعرف على عملية دموية اقتحم فيها مسلحين من داعش لسجن في سوريا، وهي العملية التي أدت إلى نزوح الآلاف من الأشخاص وكشفت أوجه الضعف الخطيرة في "الحرب على الإرهاب"
HH
إعداد Hind Hassan
LA
إعداد Lama Al Arian
JN
إعداد Julia Nueno
JD
إعداد Joe Dyke

ظهر هذا المقال بالأصل على VICE World News.

الحسكة، سوريا -
لقد كان هجومًا دمويًا ألقى شمال سوريا في حالة من الفوضى. منذ أعوام، كانت هناك تحذيرات من أن سجن الصناعة، والذي كان قبل ذلك مدرسة ثانوية محاط بجدران رقيقة كالورق، غير مناسب تمامًا لإيواء ما يقدر بين 3500-5000 سجين، معظمهم يشتبه في كونهم نشطاء حاليين أو سابقين في تنظيم داعش.

إعلان

في يناير (كانون الثاني) 2022، ثبت أن هذه التحذيرات كانت صحيحة، حيث اقتحم مسلحو داعش هذا السجن المتهالك وأطلقوا سراح مئات المعتقلين. كانت العواقب وخيمة. قُتل حوالي 500 شخص، بمن فيهم مدنيون وموظفو السجن ومسلحون يشتبه في أنهم من داعش، في معركة لتأمين المبنى، بينما نزح عشرات الآلاف من الأشخاص الذين كانوا يعيشون في المنطقة المحيطة في ظروف الشتاء القاسية كما قاتلت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من الولايات المتحدة (قسد) لمدة 10 أيام من أجل استعادة السيطرة.

بعد تحقيق مشترك بين VICE World News وAirwars، والأخيرة هي منظمة غير ربحية تراقب الحرب ضد داعش، تم الكشف عن إخفاقات جديدة أظهرت كيف سُمح لمئات المعتقلين بالهروب من سجن كان من المفترض أن يكون مشدد الحراسة.

هذه هي قصة كيف أهمل الغرب وتجاهل هؤلاء الأشخاص الذين يقاتلون بشدة ضد داعش، وسمح بحدوث كارثة.

في 20 يناير 2022، حوالي الساعة 7.30 مساءً، تم إشعال النيران في ناقلات الوقود.

في 20 يناير 2022، حوالي الساعة 7.30 مساءً، تم إشعال النيران في ناقلات الوقود.

كان ذلك في مساء 20 يناير (كانون الثاني) 2022، عندما سمع سكان الحسكة لأول مرة انفجارات قادمة من السجن الواقع جنوب المدينة. كان المهاجمون قد أشعلوا النار في مجموعة من ناقلات الوقود بالقرب من السجن في حوالي الساعة 7:20 مساءً، وانتشر الصوت عبر المنطقة القاحلة. تصاعد الدخان فوق مباني السجن والمنطقة المحيطة به، مما أدى إلى حجب الرؤية في المنطقة.

وفي الوقت نفسه، اصطدمت سيارة مفخخة بالبوابة الرئيسية للسجن. ودمر جزء من الجدار الذي كان الهدف منه هو الحماية من الهجمات. وفي الوقت نفسه، اصطدمت شاحنة ببوابة أخرى.

وفي الوقت نفسه، هاجمت سيارة مفخخة البوابة الرئيسية وهدمت جزء من الجدار الاسمنتي.

وفي الوقت نفسه، هاجمت سيارة مفخخة البوابة الرئيسية وهدمت جزء من الجدار الاسمنتي.

داخل السجن، قام عناصر داعش بأعمال شغب. وأظهرت مقاطع فيديو أنهم كانوا مسلحون بالسكاكين والبنادق وأسلحة أخرى بدائية الصنع. قال الحراس إن السجناء أشعلوا النار أيضًا في أي شيء عثروا عليه، بما في ذلك البطانيات والملابس.

إعلان

دفعت شراسة وحجم الهجوم قوات سوريا الديمقراطية إلى الادعاء في البداية بوجود مئات المهاجمين، لكن تحليل Airwars لمقاطع الفيديو والصور يشير إلى أن العدد الحقيقي كان أقل بكثير. لا توجد أدلة متاحة علنًا تشير إلى أن أيًا من أعضاء داعش ممن كانوا في الخارج - الذين يُعتقد أنهم يرتدون سترات ناسفة - دخلوا السجن. حدد التحقيق ما لا يقل عن 10 مهاجمين خارجيين، مع 20 آخرين قتلوا بالجوار. جميع الأرقام أقل بكثير من تلك التي أعلن عنها تنظيم قوات سوريا الديمقراطية (قسد).

2_VWN.png

في الوقت نفسه أيضًا، مركبة ثانية اصطدمت ببوابة أخرى.

على مدار الليلة الأولى من عملية الفرار من السجن، هرب السجناء إلى المناطق المحيطة، وتم إرسال عناصر من قوات سوريا الديمقراطية لمحاولة القبض عليهم. كان السجن في الأصل مدرسة، لذلك كانت جدران المباني في كثير من الأحيان بسماكة حجر واحد، وكانت البوابات ضعيفة.

خلال عملية الهروب من السجن، قُتل ما لا يقل عن 120 حارسًا. أحد حراس السجن، واسمه "بهوار"، الذي أشرنا إليه باسمه الكردي بناءً على طلبه، حوصر داخل مبنى السجن لمدة خمسة أيام مرعبة.

قامت Airwars بتحليل جميع لقطات المعركة المتاحة للعامة، وتتبعت الأحزمة الناسفة التي يرتديها مقاتلو داعش. لم يعثروا على أي دليل على دخول المقاتلين إلى مباني السجن. تم تحديد ما لا يقل عن 10 مهاجمين خارجيين، مع 20 آخرين قتلوا بالجوار. جميع الأرقام أقل بكثير من تلك التي أعلن عنها تنظيم قوات سوريا الديمقراطية.

قامت Airwars بتحليل جميع لقطات المعركة المتاحة للعامة، وتتبعت الأحزمة الناسفة التي يرتديها مقاتلو داعش. لم يعثروا على أي دليل على دخول المقاتلين إلى مباني السجن. تم تحديد ما لا يقل عن 10 مهاجمين خارجيين، مع 20 آخرين قتلوا بالجوار. جميع الأرقام أقل بكثير من تلك التي أعلن عنها تنظيم قوات سوريا الديمقراطية.

في حديثه إلى VICE World News، قال "بهوار" إنه عندما بدأت عملية الهروب من السجن، انتزع هو وحارس آخر، اسمه "عاكف"، أسلحتهم وتوجهوا نحو السجناء المشاغبين. وأطلق البعض نيران أسلحتهم على الحراس.

**"كنت ملطخًا بالدماء ولم أستطع رؤية ما يحدث" **- "بهوار"، حارس السجن

كان السجناء يقصفونهم بالقنابل اليدوية، وقتل أحدهم "عاكف" بينما كان "بهوار" على بعد أمتار قليلة منه.

قال: "كان الدخان في كل مكان، وحل الظلام، وانقطعت الكهرباء لذا لم يكن بوسعي أن أرى... كنت مغطى بالدماء ولم أستطع رؤية ما كان يحدث أمامي."

إعلان

على مدى الأيام الخمسة التالية، تحصن "بهوار" وحراس آخرون في غرفة وأطلقوا النار على المهاجمين المقتربين.

"بهوار"، حارس السجن، تصدى للهجوم عندما حاول مقاتلو داعش إشعال النيران في محاولة لإخراج حراس السجن.

"بهوار"، حارس السجن، تصدى للهجوم عندما حاول مقاتلو داعش إشعال النيران في محاولة لإخراج حراس السجن.

خرج أخيرًا ووجهه مغطى بالسخام الناجم عن حرائق أشعلها أفراد داعش في محاولة لإخراجه هو وحفنة من زملائه للخارج. تعرض حراس آخرون للتعذيب وقطع رؤوسهم على أيدي عناصر داعش.

تم تحريرهم في نهاية المطاف من قبل قوات سوريا الديمقراطية وقوات التحالف، المكونة من قوات من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة و13 دولة حليفة أخرى. بحلول 30 يناير، جميع السجناء الذين تم العثور عليهم تم نقلهم تدريجيًا إلى مبنى السجن الجديد بجوار سجن الصناعة. قُتل أكثر من 120 عنصرًا من قوات سوريا الديمقراطية، وما يقرب من 400 سجين أو أفراد آخرين من داعش.

ظل ما يقارب من 3500 إلى 5000 سجين في سجن الصناعة قبل الهروب من السجن. في الأسابيع التي أعقبت الهجوم، زعمت قوات سوريا الديمقراطية أن غالبية السجناء قد أعيد القبض عليهم، على الرغم من ادعاء آخرين أن مئات السجناء لا يزالوا مفقودين.

كان هناك حوالي 700 فتى تتراوح أعمارهم بين 12 و18 عامًا محتجزين في السجن، وعلقوا في حصار مرعب. كان هؤلاء الفتية في الغالب من أطفال النساء المحتجزات في مخيمي الهول وروج، والسجون المفتوحة لنساء داعش، والعديد منهم محتجزون في سجن الصناعة لسنوات. أرسل أحد الفتيان، وهو مراهق أسترالي يُدعى يوسف، رسالة صوتية يائسة إلى أسرته يطلب المساعدة.

قال: "يريدوننا أن نُسلم أنفسنا الآن للسجن الجديد. لا أعرف ما الذي سيحدث. ربما تكون هذه هي المرة الأخيرة التي سأتصل بكم فيها. أرسل السلامات إلى أمي."

إعلان
Airwars2.png

مكان يوسف لا يزال مجهولا. وتقول الأمم المتحدة إن 100 قاصر ما زالوا في عداد المفقودين.

كان الناس قد حذروا من هروب السجناء من سجن الصناعة لسنوات. منذ عام 2019، كانت قوات سوريا الديمقراطية تطلب ملايين الدولارات من الولايات المتحدة لتأمين السجن بشكل نموذجي مناسب. وعلى الرغم من أنه كانت هناك تحسينات أمنية خلال السنوات الثلاث التي أُستخدم فيها السجن لاحتجاز مسلحي داعش، إلا أنها لم تكن كافية؛ كان هناك ما لا يقل عن خمس محاولات موثقة للهروب أو أعمال شغب في السجن خلال ثلاث سنوات.

جاءت عمليات التمويل للسجن والمساعدات (مثل تدريب قوات سوريا الديمقراطية) من الولايات المتحدة وبعض شركائها. لكن حجم التمويل الأمريكي انخفض على مدى عدة سنوات، ويرجع ذلك في الغالب إلى عوامل سياسية محلية مثل حرص الرئيس دونالد ترامب على إخراج القوات الأمريكية من سوريا.

وضعت الولايات المتحدة حدًا قدره 4 ملايين دولار على إنفاقها على البنية التحتية في سوريا، لذا في النهاية منحت المملكة المتحدة 20 مليون دولار لتمويل سجن جديد شديد الحراسة.

كان من المقرر افتتاحه في نهاية سبتمبر 2021، لكن هذا تأخر. وحتى وقت الهروب من سجن الصناعة، لم يكن قد تم افتتاحه رسميًا.

Airwars٣.png

وفي ديسمبر (كانون الأول) 2022 نفذ تنظيم داعش هجومًا آخر على سجن عسكري في الرقة في محاولة لتحرير عناصره. قبل شهر واحد فقط، أعلنت الولايات المتحدة أنها تخطط لبناء سجن آخر لاحتجاز معتقلي داعش في الرميلان، على بعد 150 كيلومترًا فقط غرب سجن الصناعة.

ولكن مع استمرار ضعف البنية التحتية، ونقص التمويل المستمر وعدم وجود حلول سياسية، فإن أحداث العشرين من يناير (كانون الثاني) لا يزال من الممكن أن تكرر نفسها.

جميع الصور والتصاميم تم إنشاءها تمت بواسطة AIRWARS.

تقارير إضافية من:
AIRWARS
: IMOGEN PIPER, AZUL DE MONTE
VICE WORLD NEWS: GAVIN BUTLER, ROBERTO DAZA, ANDY HAYWARD, MAYA ROSTOWSKA
VICE STUDIO: LEE MISENHEIMER, ROB THOMAS