وجد استطلاع آراءٍ أجرته مؤسسة Movember Foundation قبل سنوات أن 12٪ من الرجال الذين تزيد أعمارهم على 18 عاماً ليس لديهم صديق مقرب يمكنهم مناقشة مشكلة حياتية خطيرة معه، ويبلغ عدد هؤلاء 2.5 مليون رجلاً في جميع أنحاء بريطانيا. فيما قال أكثر من ربع الرجال إنهم يتصلون أو يقابلون أصدقاءهم أقل من مرة واحدة في الشهر، وقال 9٪ أنهم لا يتذكرون آخر مرة اتصلوا فيها بأصدقائهم.عدم وجود أصدقاء قد يتطور إلى مشكلة خطيرة، فقد أظهرت الأبحاث التي أجرتها منظمة الصحة العالمية أن لنقص الأصدقاء المقربين تأثيرٌ كبيرٌ على صحة الرجال على المدى الطويل، ويجعلهم عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق والتفكير ومحاولة الانتحار. تقول سارة كوغلان، رئيسة مؤسسة Movember UK بأن "الكثير من الرجال الذين تحدثنا معهم لا يدركون كم أصبحت علاقاتهم بمن حولهم هشة إلى أن يواجهوا تحدياً كبيراً، كموت أو انهيار علاقة أو خسارة وظيفة، وهي لحظات نكون فيها بأمس الحاجة لأصدقاء مقربين."
إعلان
ماذا يحدث لصداقاتنا كلما تقدمنا في السن؟ تحدثنا مع خمسة رجال في مراحل مختلفة من حياتهم عن كيف تغيرت علاقاتهم مع أصدقائهم."أنا محظوظ جداً لأنني ضمن مجموعة اجتماعية تضم حوالي سبعة أو ثمانية أشخاص، معظمهم ذكور وفتاتان. دخلنا جميعاً إلى المدرسة الثانوية معاً، وعرفتُ بعضهم في المدرسة الابتدائية. أنا منفتح جداً بعلاقتي معهم، أتحدث إليهم عن كل شيء، كما يسرّون لي بأمورهم الشخصية. أفضّل التحدث مع الأصدقاء أكثر من أفراد العائلة لأنهم قد يمرون بأشياء مماثلة في ذلك الوقت، ولذا سيتفهمونها أكثر. لدي أصدقاء ومعارف من العمل والنادي الرياضي، لكن أصدقاء المدرسة مُجرَبون، فقد مررنا بالكثير من الأمور معاً.""دخلتُ مضمار العمل بعد المدرسة مباشرة. ربما كنتُ لأكوّن صداقات أكثر لو أنني التحقت بالجامعة، لكن أسلوب حياة الطالب كثيراً ما يتمحور حول الشرب وتعاطي الممنوعات، وهو ما لم أفعله، ولهذا شعرتُ أنني غريب عنهم. لدي حوالي ستة أو سبعة أصدقاء مقربين. أعمل أربعة أيام أو خمسة في الأسبوع، وأحاول في أيام العطل مقابلة أصدقائي في وقت فراغهم. يُحب كثير من أصدقائي حفلات الروك الصاخبة، لذلك يمكنني أن أجدهم دائماً هناك بين الراقصين. ولكن الغريب أنني تعرفتُ على معظم أصدقائي في السنوات الثلاث الأخيرة. عندما كان عمري 16 عاماً، لم يكن لدي أصدقاء أبداً. قد يكون السبب هو أنني أصبحت أكثر ثقة حيال التحدث إلى الناس، فلم يكن بإمكاني التواصل مع الناس عندما كنت في سن المراهقة، كنا أشعر بالرهبة. من بين جميع أصدقائي، لدي صديقان أشعر بأنني أستطيع أن اتحدث معهما في كل شيء، فقد سمحا لي بالعيش معهما شهراً حتى وجدتُ لنفسي مسكناً؛ وبحتُ لهما بالكثير من الأمور. إنهما كعائلتي - بل أكثر من ذلك."
مات، 19 عاماً
توم، 21 عاماً
"معظم الناس الذين أراهم هم زملائي في العمل، وهو أمر محبط بعض الشيء"
إعلان
"لقد تخرجتُ في يونيو الماضي بعد أن أكملتُ دراستي للحصول على درجة الماجستير، وبصراحة كان هناك شخصان فقط شعرت بالانسجام معهما في الجامعة، أما الآخرون فقد كانوا جزءً من مجموعة كنت أذهب معهم للشرب، لكن لا يمكنني مناقشة قرارات حياتي معهم. معظم من أراهم؛ منذ أن بدأتُ عملي هذا العام هم زملائي في العمل، وهذا أمر محبط بعض الشيء. إنهم أناس طيبون، ولكنّ مكانَ عملنا هو رابطنا المشترك الوحيد. لديّ حوالي ثلاثة أصدقاء أراهم بانتظام، وبضعة أصدقاء آخرين أتحدث معهم بواسطة تطبيق واتس أب، لكنني لا أراهم شخصياً. بعد أن كبرتُ في العمر، أعتقد أنني توقفت عن الملاطفة والتودد لمن لا يروقون لي. في المدرسة حاولت أن أنضم لمجموعات مختلفة، لكني الآن امضي الوقت مع ثلاثة أشخاص أعرفهم منذ طفولتي، أو أذهب للمشاركة في الأعمال الاجتماعية التطوعية. لديّ صديق قديم واحد عرفته منذ أن كنتُ في الثالثة من عمري وما زلتُ أراه عدة مرات في السنة، كلما أتى إلى لندن. إنه الصديق الوحيد الذي ربما ما زلت أسرّ له بكل تلك الأشياء التي لا أقولها لأحد."ستيفان، 24 عاماً