سياسة

بايدن يصبح أول رئيس أمريكي يصف القتل الجماعي للأرمن بأنه "إبادة جماعية"

قال مسؤول أمريكي إن هذه الخطوة لا تهدف إلى إلقاء اللوم على تركيا الحديثة
amir-kh-jfiiIAegN74-unsplash
النصب التذكاري لضحايا الإبادة الجماعية للأرمن، بني عام 1967 على تل تسيتسيرناكابيرد في يريفان، أرمينيا. (Unsplash)

أصبح الرئيس الأميركي جو بايدن أول رئيس للولايات المتحدة يعتبر المجازر التي ارتكبها العثمانيون ضد الأرمن عام 1915 على أنها "إبادة جماعية."

وقال بايدن في بيان صادر عن البيت الأبيض بمناسبة الذكرى السادسة بعد المئة لتلك المجازر، إنه "في هذا اليوم من كل عام، نتذكر أرواح جميع الذين ماتوا في الإبادة الجماعية للأرمن في العهد العثماني ونجدد التزامنا بمنع حدوث مثل هذه الفظائع مرة أخرى." وأشار إلى أن الاعتراف بالإبادة ضد الأرمن "لا يهدف لإلقاء اللوم على أحد ما ولكن لضمان عدم تكرار ما حدث." وقال مسؤول أمريكي إن هذه الخطوة لا تهدف إلى إلقاء اللوم على تركيا الحديثة.

إعلان

يشار إلى أن اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 تعرّف الإبادة الجماعية على أنها جريمة العمل "للتدمير الكلي أو الجزئي لجماعة قومية أو إثنية أو عرقية أو دينية."

موقف تركيا
تعترف تركيا بالفظائع التي حدثت للأرمن لكنها ترفض مصطلح "الإبادة الجماعية." وتقر تركيا بارتكاب مذابح، وتقدر أن 300 ألف شخص قتلوا. لكنها تقول إنها لم تكن هناك محاولة ممنهجة لإبادة الشعب الأرميني، وتقول إن العديد من الأتراك المسلمين الأبرياء ماتوا أيضًا في الحرب. وقد تمت محاكمة عدد من الكتاب الذين يستخدمون مصطلح "الإبادة الجماعية" بموجب المادة 301 من قانون العقوبات التركي، التي تجرم "إهانة الهوية التركية."

ماذا حدث خلال الحرب العالمية الأولى
يحيون الأرمن ذكرى الإبادة كل عام في 24 أبريل، وطوال عقود حاولت الجالية الأرمنية الضغط للحصول على اعتراف دولي بأن ما تعرض له الأرمن خلال الحرب العالمية الأولى على يد الإمبراطورية العثمانية هو "إبادة جماعية." وتقول أرمينيا إن 1.5 مليون شخص قتلوا في عامي 1915 و1916 ويتفق العديد من المؤرخين على أن عمليات القتل كانت مدبرة.

وخلال الحرب العالمية الأولى، اشتبهت السلطات العثمانية بعدم ولاء الأرمن للإمبراطورية منذ نشوء حركة قومية تطالب بحكم ذاتي للأرمن في نهاية القرن التاسع عشر. مع دخول الإمبراطورية العثمانية الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا والنمسا-المجر ضد روسيا، اتهم العثمانيون الأرمن بالتعاون مع الروس ووصفتهم بـ"أعداء الداخل."

إعلان

وفي 24 نيسان بدأت السلطات العثمانية باستهداف الأرمن تحت حجة امتلاكهم"نزعة قومية معادية" وتم تنفيذ إعدامات جماعية ضدهم، وتم مصادرة أملاكهم وترحيلهم قسراً إلى سوريا، بدعوى أنهم ساعدوا القوات الروسية التي كانت تحارب الدولة العثمانية، وجرى وضعهم في معسكرات اعتقال حيث ماتوا من الجوع. ولقي آخرون حتفهم أثناء عمليات الترحيل نتيجة المجاعة والأمراض، وسلب آلاف الأطفال الأرمن من عائلاتهم.

الدول التي تعترف بالإبادة الجماعية
أصبحت الولايات المتحدة الدولة رقم 30، التي تعترف بالمذابح التي تعرضها لها الأرمن على أيدي العثمانيين. ولعقود طويلة، تجنت الرؤساء الأميركيون وصف ما حدث للأرمن بالإبادة الجماعية، للحفاظ على العلاقات مع تركيا، الدولة العضو في حلف الناتو.

وتعتبر الأوروغواي أول بلد يعترف بإبادة الأرمن عام ١٩٦٥. وأقرت فرنسا قانوناً يعترف بالإبادة الجماعية للأرمن، وأقيم يوم وطني لإحياء ذكرى الإبادة للمرة الأولى في 24 أبريل 2019، غير أن فرنسا لا تجرم إنكار الإبادة. وصوتت برلمانات نحو 30 دولة على قوانين أو قرارات أو مذكرات تعترف صراحة بالإبادة الأرمينية، وتشمل قائمة الدول التي تعترف بالإبادة كل من: لبنان، وسوريا، واليونان، وفرنسا، وروسيا، وإيطاليا، وألمانيا، والأرجنتين، والبرازيل، والفاتيكان وفنزويلا وغيرها.

في المقابل، ترفض إسرائيل وصف ما حدث مع الأرمن بالإبادة، واعترض وزير الخارجية السابق شمعون بيرس على المقارنة بين ما حدث للأرمن وما حدث لليهود على أيدي النازيين، وقال: "لم يحدث أي شيء مماثل للمحرقة. ما مر به الأرمن هو مأساة، ولكن ليس إبادة."

ردة الفعل
رحب كثيرون بالقرار الأمريكي المتأخر، وفيما رحبت أرمينيا بالبيان، ندد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بما وصفه بـ"تسييس الجدل للقضية" وتم استدعاء سفير الولايات المتحدة في أنقرة للاحتجاج على هذا القرار.

واعتبر مغردون أن الاعتراف الأمريكي بالإبادة يؤكد "انه ما ضاع حقّ وراءه مطالب ولو بعد حين."
وفي المقابل اعتبر البعض أن على بايدن الالتفات إلى المذابح التي ارتكبتها الولايات المتحدة خلال تاريخها، بدءًا بما ارتكبته في حق السكان الأصليين، ثم فيتنام، وهيروشيما ونجازاكي، وانتهاء بالعراق واليمن وأفغانستان، ودعمها المستمر للاحتلال الإسرائيلي.

واعتبر مغرد أن آخر من يتكلم عن الابادات هي إمريكا وقال: "إمريكا التي أقامت دولتها على جماجم الهنود الحمر، إمريكا التي قتلت ملايين البشر في فيتنام والعراق، إمريكا التي أبادت اليابانيين بقنبلتين نوويتين تتحدث عن ما يسمى "ابادة تركيا للأرمن." آخر من يتكلم عن الابادات هي إمريكا."